رسائل الدبيبة وباشاغا ترفع منسوب التوتر في طرابلس.. فهل دقت طبول الحرب؟

ضياء غنيم
الدبيبة وباشاغا

لا يزال في ليبيا كوابح لاشتعال الموقف الميداني والعسكري، إلا أن مخاطر اندلاع المواجهات في طرابلس كبيرة.


تبادل رئيسا الحكومتين المتنازعتين في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، التصريحات بشأن تسليم السلطة وآلياته، وسط تحشيد عسكري داخل العاصمة طرابلس ومحيطها.

وبدا خطاب باشاغا إنذارًا أخيرًا قبل توغل محتمل في طرابلس لاستلام السلطة بالقوة، ما دفع أطرافًا سياسية وأمنية للنأي بنفسها عن الجسمين المتصارعين، مطالبين بوضع خارطة طريق جديدة تخفف الاحتقان وتضع حدًّا للتصعيد.. فإلى أين تتجه الأوضاع في ليبيا؟

الدبيبة يرد على باشاغا

طالب رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا، يوم الأربعاء 24 أغسطس 2022، عبدالحميد الدبيبة، الذي وصفه بـ”رئيس الحكومة السابق”، بتسليم السلطة و”الجنوح للسلم بعزة وشرف”، والحفاظ على أرواح المدنيين الليبيين، ملوّحًا بمحاسبته على عدم التزامه بمبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.

ورد الدبيبة بدعوة وزير الداخلية السابق بدخول الانتخابات والتوقف عن التهديد بإشعال حرب، و”أوهام الانقلابات العسكرية التي ولى زمانها”، على حد تعبيره.

«أركان الوحدة» تدعو المجلس الرئاسي للتدخل

في أول رد فعل على التطورات الجارية في طرابلس، أعلنت اللجنة المشتركة المشكلة من رئاسة الأركان العامة التابعة لحكومة الوحدة وعدد من الحكماء والمشايخ والأعيان من مصراتة وطرابلس، مساء الأربعاء، أنها تنأي عن الصراعات السياسية، ودعت إلى منع الاقتتال بكل أشكاله، والوصول إلى حلول سلمية، وإنهاء الصراع القائم بين الأطراف السياسية.

ودعت اللجنة، بحضور رئيس الأركان، الفريق أول ركن محمد الحداد، المجلس الرئاسي الليبي بتحمل مسؤولياته، ووضع خارطة الطريق التي تعهد بها لإخراج البلاد من المأزق السياسي والأمني، وتحديد الجدول الزمني لإجراء الانتخابات البرلمانية، حسب “بوابة الوسط“.

الجيش ينأي بنفسه سياسيًّا .. ولا يستبعد التدخل

وفي وقت سابق، مساء الثلاثاء، قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، في لقاء مع قناة “الحدث”، إن القوات المسلحة لا تنحاز لأي طرف في الصراع السياسي الجاري. وأضاف أن “طبول الحرب تدق في طرابلس”، مشددًا على استعداد الجيش للتدخل، في حال طالبه الشعب الليبي بتنفيذ مهامه على أي بقعة من البلاد.

الدبيبة يعزز قواته

وفي مواجهة تصاعد لهجة باشاغا، دعّم رئيس حكومة الوحدة، عبدالحميد الدبيبة، درجات الحماية في محيط المقرات الحكومية، وأعاد تشكيل ميليشيا “القوة المشتركة مصراتة” تحت اسم “لواء ليبيا”، لتأمين مقر رئاسة الحكومة، بالتعاون مع ميليشيا “قوة حماية الدستور والانتخابات”، حسب موقع “العربية نت”.

وذكرت وسائل إعلام ليبية أن رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، حذّر فتحي باشاغا من دخول العاصمة بالقوة لأن الدبيبة مستعد للحرب، وسط أنباء عن حشد قوات موالية لحكومة الاستقرار في مدينة مصراتة.

هل يتوقف التصعيد؟

لا يزال في ليبيا كوابح لاشتعال الموقف الميداني والعسكري، تفصل بين الجانبين من قوى فضّلت الحياد، إلا أن مخاطر اندلاع المواجهات بين المعسكرين كبيرة، في ضوء تفعيل الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا التي من شأنها أن تخلط المشهدين السياسي والأمني إذا قضت بعدم دستورية الأجسام السياسية القائمة، ممثلة في مجلسي النواب والدولة.

وفي خطوة مفاجئة تعوّل على إخراج الدبيبة من المشهد، دعا جهاز الأمن القومي الليبي، اليوم الخميس، جميع التشكيلات العسكرية والأمنية إلى التخلي عن تنفيذ أوامر حكومة الوحدة باعتبارها منتهية الولاية، وأوصى الدبيبة بـ”الاستجابة للإرادة الوطنية، والتنحي عن السلطة.. وتجنيب العاصمة طرابلس، الفتن والاقتتال والصراع”، حسب صحيفة “الشاهد” الليبية.

ربما يعجبك أيضا