رسالة للصين.. عسكريون هنود يشاركون في مؤتمر أمني بتايوان

آية سيد
في رسالة للصين.. الهند تشارك في مؤتمر أمني بتايوان

أصبحت المؤسسة الهندية ترى أن الصراع في مضيق تايوان سيكون له تأثيرًا سلبيًا في البلاد واقتصادها.


في الوقت الذي تستعرض الصين عضلاتها حول تايوان، شاركت الهند في مؤتمر لتعزيز التعاون الأمني في تايبيه.

وعلى الرغم من أن المؤسسة الهندية تبنت نهجًا حذرًا في مسألة الصين وتايوان، تفكر نيودلهي الآن في التعمق في الصراع، ويدرس الجيش الهندي خياراته بشأن كيفية التعامل مع الأزمة المفاجئة، وفق ما أوردت مجلة إنديا توداي، أمس الأربعاء 9 أغسطس 2023.

مؤتمر أمني

أفادت المجلة الهندية بأن رئيس أركان القوات البحرية السابق، الأدميرال كرامبير سينج، ورئيس أركان الجيش السابق، الجنرال مانوج نارافين، ورئيس أركان القوات الجوية السابق، راكيش كومار بهادوريا، سافروا إلى العاصمة التيوانية للمشاركة في منتدى كيتاجالان – الحوار الأمني للهندوباسيفيك 2023، واعتبر البعض أنهم يمثلون الهند في المؤتمر.

وأدى وجود القادة العسكريون الهنود المتقاعدين إلى إثارة الكثير من التكهنات، خاصة بشأن بموقف نيودلهي من خطط الصين لضم تايوان، في ظل ما خاضه الجيش الهندي من مواجهات مع نظيره الصيني في لاداخ وغيرها من المناطق على طول خط السيطرة الفعلية، منذ أكثر من 3 سنوات، بسبب التوغلات المتكررة.

اقرأ أيضًا| اشتباكات حدودية بين الهند والصين.. هل يتكرر سيناريو الستينات؟

موقف الهند من تايوان

أصبحت المؤسسة الهندية ترى أن الصراع في مضيق تايوان سيكون له تأثيرًا سلبيًا في البلاد واقتصادها. ولذلك يؤيد جزء من القيادة دعم تايوان في مواجهة التكتيكات العدوانية للصين، حسب ما جاء في المجلة.

وحث موقف الهند الجديد الجيش على إجراء تقييم للرد في حالة الهجوم الصيني على تايوان. وطلب مكتب رئيس أركان الدفاع، الجنرال أنيل تشوهان، من أفرع القوات المسلحة الـ3 التوصل إلى اقتراحات وخيارات في حالة الأزمة الشاملة.

مواجهة جيوسياسية

لفتت المجلة إلى أن نيودلهي تتبع “سياسة الصين الواحدة” في ما يتعلق بتايوان، ولا تملك علاقات دبلوماسية رسمية مع تايبيه. ويزعم البيروقراطيون في وزارة الدفاع أنه إذا دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها تايوان ضد الصين، قد تحتاج الهند إلى مراجعة موقفها، خاصة إذا طلبت واشنطن دعم نيودلهي لإعادة تزويد طائراتها.

وفي المؤتمر، قال الأدميرال سينج إن العالم اليوم “يذكرنا بعصر الحرب الباردة، وربما هو أكثر إثارة للقلق”، وأضاف أن مضيق تايوان يتحول إلى “بؤرة” للمواجهة الجيوسياسية، لافتًا إلى أنه إذا اندلع الصراع لن يجري احتواءه في المضيق فقط، بل ستكون له عواقب جيوسياسية واقتصادية خطيرة على العالم، أخطر بكثير من صراع أوكرانيا”، وفق ما نقلت صحيفة ذا برنت الهندية.

اقرأ أيضًا| هل تستعد الصين للحرب مع الولايات المتحدة؟

منافسة القوى العظمى

أشار الأدميرال المتقاعد إلى أن الدول تحتاج إلى التعايش والتنافس دون أن تبتلعها “الدوامة السلبية” الحالية لمنافسة القوى العظمى و”عقلية الحرب الباردة”، التي تطغى في بعض الأحيان على العقلانية، حسب ما نقلت “ذا برنت”.

وفي إشارة إلى موقف الهند، قال سينج: “اختارت ألا تتورط في مواجهة القوى العظمى هذه، عن طريق التركيز على مصالحها الجوهرية وبناء الاستقلال الاستراتيجي، ليس عبر عدم الانحياز مثل الماضي، بل عبر الانحياز المتعدد، والتقارب القائم على القضايا والتعاون”.

سيناريو بحر الصين الجنوبي

قال سينج إن “هيمنة دول معينة على العالم ليس جيدًا لنا، والمواجهة على خط السيطرة الفعلية الصيني الهندي، التي دخلت عامها الثالث الآن، كانت نقطة تحول صقلت المهارات التنافسية للهند في مواجهة الصين”.

وحسب “ذا برنت”، أضاف الأدميرال الهندي المتقاعد أن “العداء الصيني والاستخدام الترهيبي للقوة الخشنة يترك الهند مرتبكة، ونيودلهي لا تريد تكرار قواعد اللعبة الصينية في بحر الصين الجنوبي في أماكن أخرى”.

اقرأ أيضًا| خلاف جديد بين مانيلا وبكين.. هل يشتعل بحر الصين الجنوبي؟

هل بات الصراع وشيكًا؟

وفق مجلة إنديا توداي، لم تستبعد بكين استخدام القوة لإخضاع تايبيه لسيطرتها. وحسب المحللين العسكريين والاستراتيجيين، لن تنفذ الصين عملًا عسكريًّا في الـ3 أو الـ4 سنوات المقبلة، لكن قواتها البحرية والجوية القوية ستواصل إرسال إشارات تهديدية وتنفيذ مناورات عسكرية في المضيق.

والأسبوع الماضي، بث تليفزيون الصين المركزي وثائقيًا من 8 أجزاء بعنوان “مطاردة الأحلام”، يدور عن استعدادات القوات المسلحة الصينية لمهاجمة تايوان، لإحياء الذكرى 96 لجيش التحرير الشعبي الصيني. وركزت الحلقات الأولى على التدريبات العسكرية الأخيرة، التي نفذتها الصين حول تايوان، وتضمنت شهادات لعدة جنود صينيين يعربون عن استعدادهم للموت في أثناء غزو الجزيرة.

اقرأ أيضًا| تكلفة الصراع كارثية.. هل اقتربت حرب أمريكا والصين بسبب تايوان؟

ربما يعجبك أيضا