التدريبات الصينية الأخيرة لم تتضمن صواريخ، لكن الخبراء سيراقبونها لمعرفة كيف تطورات قدرات الجيش الصيني.
أنهى الجيش الصيني تدريباته العسكرية، التي استمرت 3 أيام، في محيط جزيرة تايوان، بمشاركة عدد قياسي من الطائرات والسفن الحربية وحاملات الطائرات.
وقالت الصين إن التدريبات كانت ردًّا على زيارة رئيسة تايوان تساي إنج ون، للولايات المتحدة، واجتماعها مع رئيس المجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، حسب ما أوردت صحيفة نيويورك تايمز، التي رأت في التدريبات “رسائل ترهيب لتايوان”.
الضغط على الجزيرة
سفينة حربية صينية بالقرب من تايوان
أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الاثنين 10 إبريل 2023، أن التدريبات كانت تهدف إلى زيادة الضغط على الجزيرة دون التصعيد إلى المستوى الذي يشعل الصراع، وتحذير تايبيه من تحدي بكين.
وانتهزت الصين الفرصة أيضًا لاستخدام التدريبات، لإظهار أن تايوان ستكون عرضة للخطر إذا شرعت الصين في المطالبة بالجزيرة بالقوة، وأنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة للتدخل في هذا الصراع.
استعراض للقوة
خلال المناورات، تدربت المقاتلات الصينية على الإقلاع من حاملة الطائرات “شاندونج”، قبالة الساحل الشرقي لتايوان، وأجرت سفن أخرى مناورات في البحار المحيطة بالجزيرة.
وبمساء أمس الاثنين، كانت 91 طائرة و12 سفينة عسكرية صينية دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي، وفق التقديرات الصادرة عن وزارة الدفاع التايوانية. وحسب نيويورك تايمز، هذه أعلى حصيلة يومية للطلعات الجوية الصينية منذ أن بدأت تايبيه في إصدار البيانات بانتظام في 2020.
91 PLA aircraft and 12 vessels were detected by 18:00(UTC+8) on April 10th. 54 of the detected aircraft had crossed the median line of the Taiwan Strait and entered our SW & SE ADIZ. #ROCArmedForces have monitored the situation and tasked our assets to respond. pic.twitter.com/iFjSCq9gJX
— 國防部 Ministry of National Defense, R.O.C. 🇹🇼 (@MoNDefense) April 10, 2023
ومع هذا، قال الخبراء إن التدريبات كانت أصغر وأقل تهديدًا من التدريبات المشابهة في أغسطس الماضي على محاكاة حصار تايوان، بعدما زارتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي حينها، نانسي بيلوسي.
اقرأ أيضًا: بيلوسي تكشف عن سبب زيارتها تايوان.. ماذا قالت؟
تشكيك في الالتزام الأمريكي
في سياق متصل، شككت صحيفة جيش التحرير الشعبي اليومية، التابعة للجيش الصيني، في الالتزام الأمريكي بالدفاع عن تايوان. وتساءلت في مقالة افتتاحية: “هل الضمانات الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة موثوقة؟ بالطبع لا”.
وأضافت: “إن مخططاتها الخبيثة لاستخدام تايوان كبيدق، والتسبب في كارثة على جانبي المضيق، واضحة للجميع”، وفق ما نقلت نيويورك تايمز عن الصحيفة الصينية.
رسائل ترهيب
رأت “نيويورك تايمز” أن استعراض الصين للقوة هذه المرة كان مليئًا برسائل ترهيب، تحذر من العواقب المحتملة إذا تحدت تايبيه مطالب بكين بالتوحيد.
وحسب الصحيفة الأمريكية، قالت قيادة المسرح الشرقي بالجيش الصيني، التي تشرف على المنطقة التي تضم تايوان، إن قواتها “تجري محاكاة لهجمات دقيقة”، وشاركت رسومًا متحركة بدائية وقصيرة لصواريخ تنهمر حول الجزيرة، وتضرب اثنتين من كبرى مدنها، وهما تايبيه وكاوهيسيونج.
ونشرت القيادة أيضًا مقطع فيديو قصيرًا يُظهر قاذفة مشارِكة في التدريبات، ويظهر فيه طيار يقول: “وصلت إلى سماء شمال جزيرة تايوان، والطائرة تعمل بنحو طبيعي والصواريخ في حالة جيدة”. ثم ينتهي الفيديو بصوت يقول: “الصاروخ جاهز. أطلق”.
استعداد للمعركة
في تصريحات إلى نيويورك تايمز، قال المعلق المقيم في بكين وضابط الجيش السابق، سونج شونج بينج: “هذه التدريبات أظهرت قدرة على الرد السريع. لقد أعلنوها في الصباح، وتجمعت القوات في العصر لبدء التدريبات العسكرية”.
وأوضح سونج أن كل تدريب سيجلب تحسينات لأنه بمثابة “استعداد للمعركة”. وقال: “لا أعتقد أن مستوى الردع في هذه التدريبات أقل من تدريبات أغسطس الماضي”.
تطوير القدرات
على الرغم من أن التدريبات الأخيرة لم تتضمن صواريخ، أشارت نيويورك تايمز إلى أن الخبراء سيراقبونها لمعرفة كيف تطورات قدرات الجيش الصيني. وستكون حاملة الطائرات “شيندونج” محط التركيز.
وفي هذا السياق، قال الزميل بمعهد أبحاث الدفاع والأمن الوطني في تايبيه، أو سي فو، إن الصين نشرت حاملة الطائرات لتعزيز ادعائها بأنها تستطيع “محاصرة وتطويق تايوان”.
خطر التصعيد
من جانبه، رد الجيش التايواني على التدريبات الصينية، بنشر صور وتصريحات تُظهر طائرات وجنودًا وسفنًا في حالة جاهزية للدفاع عن الجزيرة، وفق ما أفادت نيويورك تايمز.
استعدادات الجيش التايواني
استعدادات الجيش التايواني
وفي هذا الشأن، قال الأستاذ المساعد في الدراسات الاستراتيجية بجامعة تامكانج بتايوان، شيا شانج: “الأمر المثير للقلق، هو أنه بسبب الزيادة الحادة في القوات البحرية والجوية من كلا الجانبين في مساحة ضيقة بالقرب من خط الوسط وحول تايوان، ترتفع مخاطر الحوادث التي تؤدي إلى تبادل إطلاق النار غير المتعمد”.
اقرأ أيضًا: استفزازات متبادلة في مضيق تايوان.. هل تتجدد التوترات بين واشنطن وبكين؟
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1485494