رغم التوتر بين بكين وتايبيه.. لماذا ستزور رئيسة تايوان الولايات المتحدة؟

محمد النحاس

ما سبب الزيارات المتبادلة بين الولايات المتحدة وتايوان؟


رغم التوتر بين الصين وأمريكا بشأن جزيرة تايوان، من المرتقب أن تصل رئيسة تايوان، تساي إنج ون، إلى واشنطن، الأسبوع المقبل.

وقالت الخارجية الصينية، إنها احتجت رسميًّا للولايات المتحدة، وفي المقابل قال البيت الأبيض إن الزيارة ليست رسمية، وصرحت تايوان بأنها مستعدة للرد على أي تحرك صيني، تزامنًا مع الزيارة الأسبوع المقبل، وفقًا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية الإخبارية.

زيارة للولايات المتحدة الأمريكية

قال نائب وزير الدفاع التايواني بو هورنج هوي، أمس الأربعاء 22 مارس 2023، إن وزارة الدفاع التايوانية لديها “خطط طوارئ” لأي تحركات من جانب الصين خلال زيارة رئيسة تايوان تساي إنج ون للولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لما نقلت شبكة سي إن إن.

وأعلن مكتب رئيسة تايوان أمس الثلاثاء أن الرئيسة، تساي إنج وين، ستمر على الولايات المتحدة الأمريكية 30 مارس المقبل، وذلك قبل وصولها إلى غواتيمالا وبليز بأمريكا الوسطى، حليفي تايوان الاستراتيجيين، ومن ثمّ ستمر مجددًا على الأراضي الأمريكية في 5 إبريل، خلال عودتها إلى تايوان.

معارضة صينية للزيارة

من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الصينية الزيارة، وفي بيان رسمي نقلته شبكة سي إن إن الأمريكية، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين على معارضة بكين للزيارة “تحت أي مسمى ولأي سبب”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الهدف الحقيقي من الزيارة هو تعزيز استقلال تايوان. وتزعم الصين أن الجزيرة جزء من “البر الرئيس للصين”، وتشدد على حقها في السيطرة عليها واستعادتها، ولا تستبعد لتحقيق هذا الهدف الوسائل العسكرية، وتلزم بكين أي دولة لها علاقات مع الصين بقطع الصلات الدبلوماسية مع تايوان.

ورد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، على التصريحات الصينية، قائلًا إنه لا يوجد ما يستدعي من بكين الرد، مضيفًا أن عمليات العبور عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية معتادة، ولطالما حدثت في الماضي، وسوف تحدث مستقبلًا، لذلك “لا حاجة إلى رد فعل مبالغ فيه”، وفقًا لما نقلت وكالة أنباء “فرانس برس”.

ما جدوى الزيارات؟

خبيرة الشؤون الصينية، أماندا هسياو، المحللة فى مجموعة الأزمات الدولية، انتقدت الزيارات المتبادلة بين تايوان والولايات المتحدة الأمريكية إذ إنها ترى أنها تزيد توتر الموقف مع الصين دون فوائد، سواءً كانت ضمانات أمنية، أم شراكات اقتصادية.

ولفتت أماندا إلى أن هذه الزيارات ذات مدلول رمزي، وذلك في إفادتها للإذاعة الأمريكية راديو (NPR). ونقلت وكالة أنباء الصحافة الفرنسية، عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن مسؤولين أمريكيين رأوا أن زيارات “الترانزيت” عبر الولايات المتحدة في أثناء سفر الرئيس التايواني كانت روتينية على مدار السنوات الماضية.

ومن المعتاد أن يلتقي الرئيس التايواني نوابًا من الكونجرس الأمريكي، ولطالما شدد المسؤولون بالولايات المتحدة على “عدم رسمية الزيارة”، المحللة فى مجموعة الأزمات الدولية.

زيارات متكررة

بين عامي 2016 و2019 عبرت الرئيسة التايوانية، خلال رحلاتها الدولية عن طريق الأراضي الأمريكية 6 مرات، قبل أن تقلل الجائحة من التحركات الجوية، ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية فقد كان الرد الصيني انتقادًا كلاميًّا للولايات المتحدة الأمريكية وللإدارة التايوانية.

ومن جانبه قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل، إن طبيعة العلاقات غير الرسمية بين واشنطن وتايبيه لم تتغير.
وبحسب وكالة أنباء رويترز فمن المتوقع أن تلتقي الرئيسة التايوانية، رئيس مجلس النواب الحالي كيفين مكارثي، الذي قال في وقت سابق من هذا الشهر إنه يخطط للقاء تساي إنج وين، خلال زيارتها لواشنطن.

مكارثي وزيارة مرتقبة لتايوان

وفق وكالة بلومبرج الأمريكية، شدد مكارثي على أن هذا اللقاء لا علاقة له بزيارته لتايوان، وأعربت بكين آنذاك عن “القلق البالغ”، وطلبت إيضاحًا من الخارجية الأمريكية.
ويأتي ذلك بعد زيارة رئيس مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي للجزيرة أغسطس الماضي، وهي الخطوة التي أغضبت بكين، وأطلقت بعدها مناورات ضخمة.

اقرأ أيضًا: بيلوسي تكشف عن سبب زيارتها تايوان.. ماذا قالت؟

ضغوط داخلية

من جانبها، قالت مراسلة إذاعة (NPR) في بكين، إميلي فانج، في تقرير لها بهذا الصدد، إن تلك الزيارات تضع الجزيرة في موقف صعب، موضحةً أن الجزيرة تعيش تحت وطأة ضغوط متواصلة، خاصةً في ظل اقتراب موعد الانتخابات المقبلة.

ولفتت فانج، إلى تصريح وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشنج، هذا الشهر الذي شدد فيه على أن بكين تبحث عن أي عذر، مثل الزيارات المتبادلة بين واشنطن وتايبيه، للتصعيد مع تايوان.

اقرأ أيضًا:  إنفوجراف| 6 تحركات صينية عاجلة تجاه تايوان

ربما يعجبك أيضا