زوجة وزير الخزانة البريطاني تتهرب من دفع الضرائب.. ما القصة؟

كشفت تقارير عن تهرّب زوجة وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك، من دفع الضرائب بموجب وضع “غير مُقيم ضريبيًا”، ما جعلها توفر ملايين الدولارات كان مُفترضًا سدادها كضرائب.

ثروة الهندية  أكشاتا مورتي 42 عامًا تأتي من عملاق البرمجيات الهندي، شركة إنفوسيس التي أسسها والدها الملياردير وتمتلك فيها 0.09%، وتُقدّر ثروتها بـ899 مليون دولار، وهو رقم يُعتقد أنه يجعلها أكثر ثراءً من الملكة إليزابيث الثانية، بحسب صحيفة الجارديان.

ما الوضع الضريبي لزوجة ريشي سوناك؟

تتمتع المليارديرة الهندية بوضع غير مُقيم ضريبيًا لأنها مواطنة هندية، حسبما قال متحدث باسمها، موضحًا: “لا تسمح الهند لمواطنيها بالحصول على جنسية دولة أخرى في الوقت نفسه. وفقًا للقانون البريطاني، تُعامل على أنها غير مقيمة ضريبيًا في بريطانيا، ما يُجنّبها دفع ضريبة 39.35٪ المُطبقة على توزيعات الأرباح لدافعي الضرائب المقيمين في بريطانيا بالنسبة للشريحة الأعلى دخلً”ا.

وذكر أنها اختارت دفع ضريبة سنوية قدرها 39 ألف دولار كي لا تفرض بريطانيا ضرائب على دخلها الأجنبي. وتقدّر الجارديان أن مورتي جمعت 70 مليون دولار أرباح منك إنفوسيس منذ عام 2015، وأنها لو كانت تدفع ضرائب بريطانية على هذا الدخل، كانت ستدفع نحو 26 مليون دولار، مبينةً أنه لا يجوز لها تجنب الدفع إلى أجل غير مسمى.

ما قانونية وضعها الضريبي؟

بموجب القانون البريطاني الحالي، تُعد أكشاتا تلقائيًا مواطنة بريطانية لأنها عاشت في المملكة المتحدة لـ15 عامًا، ويُعد وضعها الضريبي “غير مُقيم ضريبيا” قانونيًا. وأعلن وزير الخزانة البريطاني الوضع الضريبي لزوجته عند تولّيه منصبه في عام 2018. وقال متحدث باسم مورتي إنها “كانت دائمًا وستستمر في دفع ضرائب المملكة المتحدة على دخلها في بريطانيا”.

وانتقد حزب العمل البريطاني، سوناك لفرضه زيادات ضريبية على الأسر العاملة، رغم استفادة زوجته من وضع ضريبي يميل إلى مساعدة الأغنياء على تجنب الرسوم الوطنية. وقال وزير الخزانة البريطاني لصحيفة ذا صن البريطانية: “إنه أمر غير سار، خاصة عندما لم ترتكب أي خطأ ولم تكسر أي قواعد.. لقد اتبعت القانون”.

وضع “غير مُقيم ضريبيًا”.. ماذا يعني؟

بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فإن الشخص المُسجّل على أنه “غير مُقيم ضريبيًا” لدى إدارة الإيرادات والجمارك الملكية ببريطانيا، هو مُقيم ضريبي في المملكة المتحدة.

غير أنه لا يتعين علي غير المُقيم ضريبيًا دفع ضريبة على الدخل وعلى مكاسب رأس المال في الخارج، بما في ذلك على أسهم شركة أو أموال نقدية عن بيع منزل ثان، ما لم يجلب أمواله إلى بريطانيا أو يودعها في حساب مصرفي بها، ومع ذلك، لا يزال يتعين على غير المقيمين ضريبيًا في المملكة المتحدة دفع ضريبة على الأموال المكتسبة داخل بريطانيا.

من المؤهل لذلك الوضع؟

غير المُقيم ضريبيًا هو الشخص الذي يعيش في بريطانيا وهو مقيم ضريبي داخلها، لكن لديه منزل دائم خارج المملكة المتحدة. للحصول على وضع غير مُقيم ضريبيًا، يتعيّن على المُتقدّم أن يثبت لإدارة الإيرادات والجمارك الملكية البريطانية أن موطنه، على الأقل لأغراض ضريبية، في بلد آخر غير بريطانيا، وعادة ما يكون الموطن الذي وُلد فيه وينوي العودة إليه ربما بعد التقاعد.

وعادة لن يكون غير المقيمين ضريبيًا ببريطانيا مُقيدين ضريبيًا في بلد موطنهم، وبالتالي لن يكونوا مسؤولين عن دفع ضرائب في أيٍ من البلدين على دخولهم بالخارج، ويتعين عليهم التقدم بطلب للحصول على إعفاء ضريبي على الدخل الأجنبي يزيد عن 2000 دولار أمريكي، ما يعني أنه ليس وضعًا يُمنح تلقائيًا للمقيمين المولودين خارج بريطانيا أو غير المواطنين البريطانيين، بحسب الحكومة البريطانية.

ما مدة الإعفاء الضريبي المحلي ببريطانيا؟

بعد فترة زمنية معينة، يتعيّن على غير المقيمين ضريبيًا في بريطانيا دفع رسوم باهظة لمواصلة حماية دخلهم الأجنبي من الضرائب البريطانية، وعلى أولئك الذين كانوا يعيشون في المملكة المتحدة لـ7 سنوات على الأقل من السنوات الضريبية الـ9 السابقة دفع نحو 40 ألف دولار أمريكية سنويًا للحكومة البريطانية، ويتعيّن على الذين عاشوا في بريطانيا لـ12 من السنوات الضريبية الـ14 السابقة دفع 78 ألف دولار سنويًا.

أما المُقيمين في المملكة المتحدة، فعليهم دفع ضريبة على أرباحهم في الخارج بمجرد إقامتهم في البلاد لـ15 عامًا من العشرين عامًا الماضية، وبإمكان المواطنين الأجانب المقيمين ببريطانيا اختيار دفع الضرائب البريطانية على دخلهم الأجنبي ومكاسبهم الرأسمالية في أي وقت، ولا يتعين عليهم حمل جواز سفر بريطاني لدفع الضرائب، وفق الجارديان.

لماذا يثير جدلَا؟

يُثير وضع “غير مُقيم ضريبيًا” جدلًا لأنه يصب بالمقام الأول في صالح الأثرياء، ويسمح لحامليه بتجنب دفع مبالغ كبيرة لإدارة الجمارك البريطانية. ووجدت دراسة أجرتها كلية لندن للاقتصاد وجامعة وارويك أن أكثر من خُمسي الأشخاص الذين جنوا 6 ملايين دولار أو أكثر في عام 2018، طالبوا بوضع “غير مُقيمين ضريبيًا” منذ عام 1997.

ويعمل بعض غير المُقيمين ضريبيًا الأعلى دخلًا في بريطانيا في صناعة السينما والرياضة، من بينهم ممثلين ومخرجين ومنتجين مشهورين ولاعبي كرة قدم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفق الدراسة التي وجدت أيضًا أن 22٪ من المصرفيين الأعلى دخلاً استفادوا من ذلك الوضع، بحسب الجارديان.

من أبرز المشاهير التي استفادت منه؟

من أبرز المشاهير المستفيدين من وضع “غير مُقيم ضريبيًا” ببريطانيا، الأوليجارشي الروسي مالك نادي تشيلسي رومان أبراموفيتش، الذي يقع الآن تحت طائلة عقوبات أمريكية وأوروبية، ورجل الأعمال الهندي لاكشمي ميتال، ومالك صحيفة ديلي ميل البريطانية اللورد روثرمير.

وورد أن نائب رئيس حزب المحافظين سابقًا، المليونير اللورد أشكروفت، والرئيس السابق لبنك “إتش إس بي سي”، ستيوارت جاليفر، استفادا من ذلك الوضع، إلى جانب زاك جولدسميث، الوزير المحافظ والصديق القديم لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بحسب الجارديان.