«سنحرق كل العرب».. معاناة عرب 48 في إسرائيل

إهانات عنصرية وتهديدات بالقتل.. العرب في إسرائيل يخشون مغادرة منازلهم

آية سيد
«سنحرق كل العرب».. معاناة عرب 48 في إسرائيل

يتعرض المواطنون العرب في إسرائيل إلى تهديدات بالقتل، وإهانات عنصرية، واعتداءات من المواطنين اليهود.


منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والتصعيد الإسرائيلي اللاحق، أصبح الكثير من عرب 48 يخشون مغادرة منازلهم.

وعرضت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير اليوم الخميس 26 أكتوبر 2023، روايات لمواطنين من عرب 48، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، بشأن تعرضهم لتهديدات بالقتل، واعتداءات، وإهانات عنصرية، والفصل من وظائفهم.

«سنحرق كل العرب»

في بداية الأسبوع، وصل زوجان عربيان إلى حديقة في وسط إسرائيل لالتقاط بعض الصور قبل زفافهما. لكن قبل أن يتمكنا من التقاط صورة واحدة، تعرضا لسيل من الإهانات العنصرية من سيدتين يهوديتين.

وقالت المصورة، التي تعرضت للهجوم معهما، وأشارت إليها الصحيفة باسم منال، إن السيدتين صممتا على أن يغادروا المكان، وصرختا “سوف نحرق كل العرب”. وأضافت منال: “أعتقدت أنني إذا رددت سيزداد الأمر سوءًا، وستأتي الشرطة لتقبض عليّ. لذلك أكتفيت بتصوير الواقعة”.

وأعربت منال عن شعورها بالإهانة الشديدة، ورعبها بعد الحادثة. وقالت إنها لن تصور مجددًا في أي مكان مفتوح.

منشورات تحريضية

في سياق متصل، لفت مدير السلطة الوطنية للأمن المجتمعي في مدينة رهط، ذات الأغلبية العربية، وحيد الصانع، إلى أن الكثير من المواطنين العرب يخافون هذه الأيام من التواصل مع اليهود. وقال: “تُبلِّغ الكثير من أماكن العمل أن العرب لا يحضرون بسبب هذا الخوف”.

وحسب هآرتس، ينبع هذا الخوف بنحو رئيس من منشورات منصات التواصل الاجتماعي، الذي دعا أحدها إلى مهاجمة البدو في شوارع بئر السبع. وقال شاب يجلس بجوار الصانع إنه يتجنب الذهاب إلى بئر السبع لهذا السبب. وقال: “قد يظن أحدهم  أنني إرهابي ويضغط على الزناد”.

تهديدات بالقتل

حسب هآرتس، يواجه محمد، الذي يعمل بستانيًّا في إحدى البلدات العربية في سهل شارون الشرقي، وسط إسرائيل، صعوبة في إقناع موظفيه بالعودة إلى العمل. وقال: “نحن نعمل في الشارع، والأماكن المفتوحة، لذلك نقابل الكثير من الناس”.

وأضاف: “بعد أن أقنعت بعضًا منهم بالعودة، تعرضنا لهجوم بالإهانات في موقع العمل”، موضحًا أن سائقًا يهوديًّا بدأ في توجيه الشتائم لهم بلا سبب، وصاح فيهم: “سأقتلكم، لدي سلاح، يجب أن تكونوا في غزة، يجب أن نحرقكم أحياء. سأقتل كل عربي أراه”.

ومثل الكثيرين، يخشى محمد أن تتحول الإهانات إلى أفعال. وقال: “لا يمكنك معرفة إلى أين سيصل الأمر. الوضع مروّع وخطير. ويوجد الكثير من المسلحين في الشوارع”، لافتًا إلى أن الأمر يؤثر فيه من الناحية المادية أيضًا.

الخوف يسيطر

كان عمر، الذي يعمل بستانيًّا أيضًا في وسط إسرائيل، متجهًا إلى عمله في اليوم الأول للحرب، عندما أوقفته الشرطة وفتشته ذاتيًّا في وسط الشارع، ولم تدعه يذهب إلا بعد مرور ساعتين.

وفي تصريح لهآرتس، قال عمر: “ما يحدث اليوم لا يمكن تصوره. لن أذهب إلى العمل مجددًا حتى تهدأ الأمور”، مضيفًا أن كل أصدقائه يشعرون بالشيء نفسه، و”الخوف يسيطر عليهم”.

الفصل من العمل

أشارت هآرتس إلى شعور المواطنين العرب بالتغيير في السلوك تجاههم. وفي هذا الإطار، قال خالد، الذي يعمل في تركيب أنظمة المنازل الذكية، إنه ذهب إلى منزل كان يعمل به، لكن مالكته رفضت أن تفتح له الباب، لأنها “لا تريد التحدث مع العرب”.

وبعدها بيوم، سافر خالد إلى حولون، جنوبي تل أبيب، لتنفيذ عمل آخر، لكنه وجد مجموعة من المتجمهرين أمام المبنى، الذين سألوه عن اسمه وهويته. وقال: “عندما قلت اسمي، أحاطوني ووجهوا إليّ الشتائم، ما جعلني أشعر بالتهديد”. وبعدها، علّقت الشركة عمل خالد، ومنذ حينها يجلس في منزله بلا وظيفة.

وفي واقعة مختلفة، تعرضت المهندسة، روان، للفصل من عملها بسبب منشور غير متعلق بالحرب، نشرته على حسابها الشخصي على منصات التواصل الاجتماعي. ورفضت الشركة الاستماع إليها، وجمدت المشروعات التي تعمل عليها، ما وصفته روان بأنه قرار “سافر وعنصري”.

تهديدات مستمرة

روى عامل البناء، إبراهيم، أنه في أثناء توجهه إلى موقع البناء في سيارة المقاول، أوقفهما 4 رجال مسلحين، وأشهروا أسلحتهم واستجوبوهما. وبعد تفتيش السيارة، والإطلاع على هوياتهما، سمحوا لهما بالذهاب إلى العمل. لكن بعد نصف ساعة، قال إبراهيم: “وصلت مجموعة من الرجال وبدأوا إلقاء الحجارة علينا”.

وأضاف: “اتصلنا بالشرطة، وعندما وصلت، اقترحوا أن نتوقف عن العمل لبضعة أيام، ثم اصطحبونا إلى خارج البلدة، ولم نعد منذ حينها”. وقال إبراهيم إنه يخشى العودة إلى العمل في المدن اليهودية، رغم أنه العائل الوحيد لأسرته ويواجه صعوبة في توفير قوت يومه، وفق هآرتس.

ربما يعجبك أيضا