شاهد.. التجربة الهندية على الطريقة المصرية

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

على غرار مغامرات الرحالة حول العالم، نظم مصورون مصريون رحلة إلى الهند لشغفهم بها ورغبتهم في استكشافها والتعايش مع أهلها ولو لفترة قليلة.

المصورون “بثينة شعلان، أيمن جمال، أحمد هيمن”، التقطوا صورا مميزة عكست جمال وواقع الحياة اليومية في الهند، كما شاركوا المصريين في معرفة كواليس رحلتهم من خلال ندوة “التجربة الهندية”.

تحت شعار “دليل إنثى بالهند”.. كشفت بثينة شعلان –مصورة فوتوغرافية- عن الأماكن التي زارتها في الهند وعن طقوس الهنود عن أفراحهم عن شوارعهم عن تفاصيل حياتهم وغيرها من الأمور الشيقة ووثقتها في صور كل واحدة تروي قصة.

البحيرة المقدسة في بوشكار

تقول شعلان: “إن المواطنين من جميع أنحاء الهند يحجون في وقت معين لمدينة بوشكار حيث يطوفون حول البحيرة ويتطهرون بمائها، وكانت فرصة عظيمة لمشاهدة الأشكال المختلفة والأزياء والعادات الغريبة مع وجود الكثير من رجال الدين والـ”مجاذيب” وكل ما يشبه أوبريت الليلة الكبيرة في مكان واحد، في الحقيقة ممنوع تصوير التطهر في البحيرة ولكن كان مسموحا من المكان الذي صورت منه، فهو بعيد عن الأحداث وما يمكن أن يتم تصويره عن طريق الخطأ من خلع للملابس أو لقطات من الماء”.

موكب العريس

تضيف شعلان: “من أسباب تعطل المرور وإغلاق الشوارع أن يمر موكب لعريس في طريقه للعروسة، ويستغرق هذا الموكب وقتا طويلا يتقدمه الموسيقى والطبل والزمر والرقص، ويضع العريس حول رقبته المهر الذي يدفعه أبو العروسة وبجانبه والدته تقف فخورة بإبنها الغالي وأفراد العائلة حوله يرقصون ويفرحون، وهناك الكثير من الزيجات في الهند مرتبة من قبل العائلات (جوازات صالون) وليست دائما مصدرا لفرح الأسرة والعروسة كما شاهدنا في فرح آخر، ولكنها التقاليد القديمة وعادات الآباء والأجداد”.

متجر الآلات الموسيقية

تشير شعلان إلى إحدى الصور التي التقطتها وتروي: “في هذه الصورة حدث موقف طريف حدث لهم أثناء حديثهم مع رجل في مدينة بوشكار يقف في أحد الشرفات وكان يحكي أنه صاحب متجر للآلات الموسيقية، لكن والدته تمنعه من العزف في المنزل، وفي أثناء الحديث خرجت والدته من الشرفة المجاورة لتعرف سبب “الهيصة””.

وتتابع: “في شوارع الهند يمكن أن يصادف المرء في أحيان كثيرة مسيرات بمناسبة عيد أو زواج ، ومن الطبيعي جدا أن يتعطل المرور لساعات وأن يتعامل الناس مع الأمر بكل تقبل وتأقلم مع الظروف”، مضيفة “التقطت صورة لعازف آلة غريبة ولكني لم أتمكن من تصوير المزيد من الصور له لأن الهنود معنا نصحونا بالابتعاد لأنه شخص “شرير” ؟”.

سوق التوابل بدلهي

توضح شعلان أن سوق التوابل في دلهي تباع فيه الشطة بكميات كبيرة مما يجعل جميع من في المنطقة يعطسون بشكل مستمر، مما اضطرهم لتغطية أنوفهم حتى يتوقفوا عن العطس ولكن هيهات، وكان مشهد مضحك لهم، مشيرة إلى أنها تمكنت من التقاط صورة من أسطح السوق لأطفال يختبئون على الأرجح بعد تدبير أحد المقالب.

ولفتت إلى أن الكثيرمن الهنود يفضلوا قراءة الصحف في الصباح مثلنا، مضيفة: أنها التقطت إحدى صورها من مدخل أحد المعابد الجميلة في بوشكار والرجل يقرأ الصحيفة على سلالم المعبد.

كما أشارت إلى أن الهنود يهتمون بإطعام الطيور في أماكن العبادة، فنجدها تحوم بكل سلام في المكان، سواء كان مسجد أو معبد، موضحه بإحدى الصور التي التقطتها من جامع مسجد في دلهي.

الريكشة

تقول شعلان: “الريكشة هي وسيلة مواصلات منتشرة في الهند وكنت أشعر بالحرج لأن سائقها يبذل جهدا كبيرًا، ولكن هي طريقتهم ولولاها ما حصل على رزق له ولأسرته”، مضيفة: “تنطلق الريكشة بسرعة في الأسواق والطرق وتقاطعات الشوارع وفي كل مرة نعتقد أننا سنصطدم بالمارة ونغلق أعيننا، ولكن ربنا بيسلم، فهم سائقون مهرة”.

ضريح جاسوانت ثادا في جودبور

ضريح جاسوانت ثادا يقع في مدينة جودبور و بُني من قِبل المهراجا سردار سينغ من جودبور عام 1899 تخليداً لذكرى والده المهراجا جاسوانت سينغ الثاني وكان بمثابة مقبرة لحكام ماروار، و تم بناء الضريح من ألواح رخام منحوتة وهذه الألواح رقيقة للغاية ومصقولة بحيث تبعث بريق عندما يسقط عليه ضوء الشمس، ويضم الضريح حديقة ذات مستويات وبحيرة صغيرة و شرفات مراقبة، كان هذا وصف الضريح بعيون شعلان، مشيرة إلى أن السيدات هن من يقمن بأعمال النظافة والبناء وتنظيف الحدائق.

الهنود والقصب

بحسب شعلان، يهوى الهنود أكل القصب ويسيرون بأعواد القصب عبر الطرق، وفي بوشكار ترى الجرار ووراؤه عربة محملة بالقصب في انتظار المشترين.

المدينة الزرقاء في جودبور

بحسب شعلان، كانت تقام عروض رقص وموسيقى طوال فترة الاحتفال في بوشكار وعلى مدار اليوم بكامله، مضيفة: “كنا هناك نعامل معاملة الأجانب وكبار الزوار، فكانت حقيقة أننا مصريين ميزة لم نتعود عليها”.

ولفتت إلى أن الفرق لدى الهنود بين حياتهم الخاصة والعامة مختلف عن المصريين كثيرًا، إذ أن المنازل صغيرة جدا وقد نجد حلاق يمارس مهنته في الشارع أمام المارة عادي مستشهدة بإحدى الصور التي تجسد المشهد.

وتتابع: “يتميز الهنود بالفضول الزائد فقد تجدهم ينرون إليك لفترة طويلة وإن لاحظتهم يتغاضوا قليلا ثم يعاودون النظر مرة أخرى”.

وعن شائعات التحرش التي طالت الهنود، تقول شعلان: “كنا دائما نسير في مجموعة بوجود رجل، وآخر أيام الرحلة ذهبت للسوق بمفردي وكانت أغلب الحوارات حول أسمي وجنسيتي لكني لم أجيب على أحد ولم ادخل في أي حوارات”.

الطعام في الهند

من المتعارف أن الطعام في الهند يتميز بكثرة التوابل لا سيما “الشطة”، توضح شعلان أنها لم تكن قلقه بشأن الطعام حيث أنها تفضل الطعام الذي يحتوي على شطة، مضيفة: “كنت مش قلقانة للدرجة، ومجربتش أكل كثير لكن في دلهي الأكل حراق شوية، غير كدة الأكل كان معقول من حيث الشطة، أكلنا كتير أكل نباتي من غير لحوم، لكن كان مشبع وطعمه حلو، وفي هناك أكل جميل جدا، مثل الـButter Chicken فراخ في صلصة، ومرة أكلنا لحمة مشوية كانت جميلة جدا، غير كدة عدس بجميع أنواعه وحمص في جميع الصلصات الممكنة، بس كان حلو. والعيش رائع”، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص التي رافقتهم في الرحلة كان معه طعام كثير وعاد به، مؤكدة: “مش لازم تاخدوا أكل معاكم في السفر”.

على صعيد آخر، لفتت شعلان إلى بعض المشاهد التي جذبت اهتمامها، حيث رأت الزوجين يرتديان ملابس ذات ألوان واحدة وقد بدأ الزوج في “الوضوء” وانتظرته زوجته ثم تبع ذلك قيامها هي بالوضوء في حين أنتظرها هو حتى انتهت.

معابد السيخ

يطول الحديث عن معابد السيخ لإنها متعددة الجوانب جدا، وحظيت نصيب كبير من الصور، لكن مبدئيا عند دخول المعبد لا بد من تسليم الأحذية والشرابات كمان (وبناخد token ودايما بيعرفوا يرجعوا لنا حاجاتنا بسرعة فائقة برغم الآلاف اللي بتزور المعبد)، هكذا قالت شعلان.

وتوصف شعلان إحدى الصور التي التقطتها للمعابد، قائلة: «الصورة من المعبد الذهبي في أمريتسار وبعد ما بنمر على حوض مياة لغسل الأرجل (وبرغم الآلاف اللي بتمر فيه لم أصب بأمراض الرجلين كما كنت أخشى ) نجد على الحوائط الرخامية وعلى الأرض كتابات معظمها بالهندية أو الإنجليزية ، لكن وجدت أيضا كتابة أظن أنها بالفارسية، للتبرعات التي قدمت للمعبد وقيمتها والجهة المتبرعة.

الشحاذين

تقول شعلان، الشحاذين الهنود يشبهون كثيرا المصريين في الإلحاح ولكنهم تفوقوا علينا في طرق المضايقه فقد تجد بعضهم يعرض عليك أي شيء قد لا ترغب به ثم يطلبوا مقابل أو يستغلوا كونك مصور لالتقاط صورهم ثم يطلبوا أموال.

وتشير إلى أنهم لجأوا لبعض الحيل حتى يستطيوا التصرف مع الشحاذين، مضيفة: “ولكن نلاحظ إن حتى الشحاذة مهتمة بالحلي والملابس الملونة، الستات عندهم ستات حتى لو غلابة على الآخر”.

مهرجان الجمال

يعتبر مهرجان بوشكار للجمال الذي يقام في الهند سنويًا السوق التجاري الاكبر في العالم لبيع الماشية وخصوصاً الجمال، حيث يرى المصورين و الصحفيين من كل أنحاء العالم في هذا المهرجان فرصة لا تعوض للحصول على صور وتقارير رائعة عن هذا المهرجان الغريب، حيث تمتلأ الأرض بالجمال في شهر نوفمبر من كل عام ويجتمع أكثر من ربع مليون شخص وأكثر من عشرين ألف جمل وعشرات آلاف الحيوانات و الماشية على ضفاف بحيرة بوشكار الهندية.

تقول شعلان: “ضمن مهرجان بوشكار للجمال كان هناك فعاليات في مكان واسع يشبه الاستاد أقيمت فيه مختلف الرقصات والعروض من بقاع الهند المختلفة بالأزياء الوطنية والإبهار غير قابل للوصف”، واصفة إحدى الصور التي توضح أحد أعضاء الفرق المؤدية للعروض و”شنباتو شنباتو”، مؤكدة أن كل دقيقه مليئة باللإبهار.

معابد بوشكار والغجر

تقع مدينة بوشكار على بحيرة مقدسة يأتي إليها الناس من مختلف المدن والقرى للتطهر ولحضور سوق الجمال، وتضيف شعلان: “في هذه الفترة يرتدي الغجر أجمل الحلي والثياب لإغراء الزوار بتصويرهم والمطالبة بأجر للصورة، والغجرية تحمل ابنها في قطعة من القماش المزخرف معلقة بعصا على كتفها”.

المدينة الزرقاء

تستطرد شعلان: “في جود بور مكان اسمه المدينة الزرقاء، معظم البيوت مدهونة باللون الأزرق الجميل، والمحلات صغيرة جدا كإنها براويز جنب بعضها، والبيوت كلها على منحدر، والموتوسيكلات هي وسيلة المواصلات الأساسية في المكان”.

المسجد الجامع

المسجد الجامع هو المسجد الرئيسي في دلهي القديمة في الهند، وهو أكبر مسجد في الهند، حيث يتسع لخمسة وعشرين ألف مصل، أمر ببنائه الإمبراطور المغولي شاه جهان، باني تاج محل، واكتمل البناء في سنة 1658.

ويقع في بداية شارع شاندني شوك وهو شارع مزدحم وشعبي جدا في مركز مدينة دلهي القديمة، ويسمى مسجد جامع، واستوحى هذا الاسم من صلاة الجمعة الأسبوعية التي تقام في جماعة، وهكذا اتخذ المسجد اسمه الشعبي “مسجد الجمعة” أو المسجد الجامع، وللمسجد ثلاث بوابات، كما يحتوي على فناء فسيح تقع وسطه بركة ماء للوضوء ويتضمن تصميمه ثلاث قباب على الطراز المغولي الإسلامي، بتلك الكلمات وصفت شعلان المسجد الجامع بالهند.

الهند كما أراها

من جانب آخر، تحت شعار “الهند كما أراها”، روى أحمد جمال –مصور فوتوغرافي- كواليس رحلته في الهند ووثقها في مجموعة صور مميزة.

يقول جمال: “إن الهنود مسالمين لأبعد الحدود لم يلفت انتباهنا اشتباك واحد خلال رحلتنا حتى الحيوانات كانوا أيضا مسالمين”، مضيفًا: “قد تجد في طريقك كلب يجلس مسالم وسط مجموعة هنود ولم يصدر عنه أي ضجر، كما وجدا أيضا أحد الكلاب وسط الطرق العامة التي تسير بها السيارات وهو مسالم جدا وهادئ”.

وأوضح جمال كواليس كل صورة التقطها خلال رحلته، بعضها يشير إلى احتفالات والحياة اليومية، وأخرى تشير إلى ملامح الهنود ولا سيما جمال نسائها.

المعبد الذهبي

يعد المكان من أكثر الأماكن سحراً للسياح من مختلف أنحاء العالم، فالمعبد يظهر بمبناه الذهبي والماء المحيط به، ككنز مضئ، وقد تم بناء المعبد في عام 1570، حيث أقامه زعيم الطائفه السسخيه (أرجان سهيب)، وقد وضع التصميم المعماري للمكان، وجعله مركزا للسيخ، وكان يطلق عليه(مسبح نكتا المقدس) نسبة للماء الذي يحيط بالمعبد، وقد وهب أرض المعبد الملك أكبر المغولي للسيخ، وقد اقيم المبنى في شكله الأولي في عام 1601، حيث كان للمبنى مدخل ومخرج واحد.

من جانبه، يكشف أحمد هيمن –مصور فوتوغرافي- كواليس زيارته إلى المعبد الذهبي وأهم الأشياء التي حظيت باهتمامه ووثقها في صور.

يقول هيمن: “وأنا في بوشكار كان موسم الحج خاص بالهندوس، والبلد بها بحيرة مقدسه يأتي إليها آلاف الهنود كل سنه ونجحت في التقاط الكثير من الصور”، مضيفا: “بوشكار هي بلد الغجر يعني الألوان و الجمال، ولكي نصل إلى البحيرة يجب أن نسير على الأقدام مسافة كبيرة جدا فوجدت كثير من الأمور الغريبة مثل رجال ذات شعر وذقن طويل بشكل ملفت يجلسون بجانب الحائط ويطلق عليهم “الهولي” أو “أل بابا”وهم يشبهون مجاذيب السيدة في مصر”.

على صعيد آخر، أوضح هيمن أن أغلب الهنود لديهم أسلوب راقي في التعامل وهم مسالمين أيضا لأبعد الحدود.

كما استشهد بإحدى الصور التي التقطها، قائلا: “وجدت مرة رجل يجلس وخلفه يوجد كتابه على الحائط ملونه فسألته هل هناك مانع لتصويرك، فرد علي قائلا: هتكون مبسوط لما تصورني؟ فردت بالطبع ثم سمح لي بالتصوير وسعد كثيرا بعد معرفته إني مصري”.

وأضاف هيمن: “إن الهند شعب بيحب الحياة والألوان وبيرحب بالزائر”.

على صعيد آخر، أعرب المصورين في تصريحاتهم الخاصة لـ”رؤية” مدى سعادتهم عن تجربتهم برحلة الهند وإنبهارهم من الحضارة والألوان والثقافة هناك، مشيرين إلى تدشين معرض فوتوغرافي قريبا بالتنسيق مع سفارة الهند لعرض كافة الصور التي التقطوتها، متمنيين زيارتها مرة أخرى.

الألعاب البهلوانية

تقول شعلان: “إن الغجر يقومون بتدريب الصغار على الألعاب البهلوانية لجمع النقود في عروض الشارع”، مستشهدة بإحدى الصور التي توضح المشهد حيث يظهر بها طفلة ترتدي حذاء لزيادة درجة الصعوبة في المشي على الحبل، ومدى تركيزها مع صغر سنها في مهمتها الصعبة.

وتشير شعلان إلى أن المشاهدين لعروض المهرجان يأتون من كل مكان لممارسة شعائرهم الدينية ثم حضور العروض، وهم يرتدون كامل زينتهم وملابسهم التقليدية.

ربما يعجبك أيضا