شبحا المرض والجوع يطاردان فقراء العالم

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

العلاقة عكسية بين الفقر ومستوى الصحة، فكلما زاد مستوى الأول، قلّ مستوى الثاني والعكس صحيح.. هذه خلاصة تقرير منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي بعنوان “تقرير الرصد العالمي لعام 2017.. تتبع التغطية الصحية الشاملة”.

الفقراء في تزايد

يشير التقرير إلى ارتفاع نسبة الفقراء في العالم رغم انخفاض أعداد سكان المعمورة وذلك بسبب عجز هؤلاء عن دفع نفقات الرعاية الصحية.

وبحسب التقرير الذي يرصد أوضاع الفقر في العالم، فإن عدد الفقراء خلال عام 2017 قفز من 8 % إلى 15%.

ويقول التقرير أنه من المستحيل القضاء على مشكلة الفقر في العالم بحلول العام 2030، ما لم يحصل جميع سكانه على الرعاية الصحية المناسبة.

أرقام مفزعة

تشير الأرقام إلى أن نصف سكان العالم لا يحصلون على الخدمات الصحية الأساسية وأن أكثر من مليار شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المعالج.

كما يوضح التقرير أن نحو 200 مليون إمرأة في العالم ليس لديهن فرصة للاستفادة من خدمات صحية، وأن نحو 800 مليون شخص ينفقون أقل من 10% من ميزانيات أسرهم للرعاية الصحية.

التقرير يشير كذلك إلى أن 100 مليون شخص ينضمون سنوياً إلى قائمة الفقر المدقع لعجزهم عن توفير تكاليف العلاج.

أرقام توضح ما سيؤول إليه وضع العالم ما لم يتم وضع استراتيجيات للدول توفر رعاية صحية عادلة للجميع وهو ما يؤكد على أهمية العمل على تغطية برامج الرعاية الشاملة التي تعدّ استثمارات أساسية في رأس المال البشري لأي دولة.

ضغوط على الحكومات

المستشار الإقليمي في الإسكوا أديب نعمة، يرى بأن تقرير منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي “واقعياً” ومن من التقارير القليلة التي تشير إلى الواقع في الوقت الذي حاولت تقارير أخرى تجميل الواقع.

إلأ أنه وبحسب نعمة فإن الوصفات التي يعطيها البنك الدولي والمانحين تمارس ضغوطاً كبيرة على حكومات هذه الدول لا سيما النامية منها تمنعها من زيادة الإنفاق الاجتماعي على الصحة والتعليم وغيرها تحت عنوان الحفاظ على الاستقرار المالي.

مضيفاً أنه في النظام الصحي هناك مستفيدون ومتضررون والفيصل هو تدخل الحكومة وتحقيق التوازن بين الإثنين.

العالم العربي.. واقع صادم

معدلات الفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مقلقة وسط تراجع نصيب الفرد بها من الناتج المحلي، وغالباً ما تشير أصابع  الاتهام إلى الحكومات أو ما يدور في فلكها.

ويشير تقرير البنك الدولي الصادر سنة 2015 إلى أن نصف سكان المنطقة العربية يعيشون على أقل من 4 دولارات في اليوم، كما أن إجمالي الناتج المحلي للدول العربية مجتمعة لا يتجاوز تريليون ونصف دولار.

وتشتد وطأة الفقر في بلدان الصراعات والنزاعات، فقد كشفت إحصائيات البنك الدولي لسنة 2016 إلى أن نسبة الفقر في اليمن قفزت إلى أكثر من 85% من السكان الذين يقدر عددهم بـ 26 مليون نسمة جراء تداعيات الحرب.

بحسب محللون فإن أزمة الفقر في الدول العربية لن تحل بالمال وحده، إذ يكمن السبب في بعض البلدان في ظاهرة الفساد المستشري وغياب الأمن نتيجة الأزمات السياسية في بعض الدول، الأمر الذي أدى إلى تقليص من عائدات كان يعتمد عليها لتحريك النمو والأمثلة الأبرز هنا العراق وسوريا واليمن.

ربما يعجبك أيضا