صحف عالمية ترصد مؤشرات قاتمة للأوضاع في السودان

شروق صبري
الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان

حذرت جماعات دولية من أن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان قد تؤدي إلى حرب أهلية شاملة.


سلط ضحف غربية الضوء على القتال المتصاعد منذ 3 أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية، يوم الاثنين 17 إبريل، إن الجيش السوداني يقاتل قوات الدعم السريع للسيطرة على الدولة المنكوبة بالفوضى، ما يعني أنهم غير مستعدين لإنهاء الأعمال العدائية، على الرغم من تصاعد الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.

استمرار الاشتباكات

اندلع صراع على السلطة في السودان بين قائد الجش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الذي يحكم البلاد منذ عام 2021، الفريق الأول عبدالفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو  (حميدتي)، يوم السبت الماضي.

ومنذ ذلك الحين، هزت معارك ضارية بالأسلحة النارية السودان، لليوم الثالث على التوالي، في حين تقاتلت الفصائل العسكرية المتناحرة من أجل السيطرة على البلاد، ما أسفر عن مقتل 100 شخص وإصابة 900 من بينهم عمال إغاثة ومدنيون.

حل قوات الدعم السريع

دعا الجيش السوداني،  الاثنين 17 إبريل 2023، مقاتلي قوات الدعم السريع إلى الانضمام للقوات المسلحة، بعدما أعلن حلها.

وقال، في بيان، “ندعو جميع أبناء وطننا من قوات الدعم السريع، الذين قدموا لبلدهم خدمات كبيرة لا يمكن إنكارها، للانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة وطنهم، ونحن نربأ بهم أن يكونوا مطية لخدمة أهداف وأجندة لشخص واحد”.

مزاعم ينفيها الجيش

أضاف الجيش السوداني، في بيانه: “نطمئن شعبنا الكريم أن قيادة القوات المسلحة ستبقى ملتزمة بميثاقها، ولن تتراجع عن تنفيذ المسار السياسي”.

ونفى البيان مزاعم قوات الدعم السريع بالسيطرة على دار الضيافة أو القصر الجمهوري أو القيادة، في حين نشرت الأخيرة مقاطع فيديو ادعت أنها تثبت اقتحامها منزل رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، وسيطرتها على مطار مروي الدولي.

الصراع في السودان

الصراع في السودان

حظر السفر للسودان

دعا وزيرا الخارجية، الأمريكي أنتوني بلينكن، والبريطاني جيمس كليفرلي، يوم الاثنين، في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الـ7 في كارويزاوا، اليابان، جنرالات البلاد إلى وقف القتال، حسب بلومبرج.

وقال بلينكن: “المواطنون في السودان يريدون ديمقراطية وحكومة مدنية وعودة الجيش إلى ثكناته”، مطالبًا بمواصلة المحادثات لحل القضايا العالقة. في حين قال كليفرلي: “يكمن المستقبل القريب في أيدي الجنرالات الذين يشاركون في هذه المعركة”. “ونحن ندعوهم إلى السلام أولاً، ووضع حد للقتال، والعودة إلى المفاوضات.”

وأضاف كليفرلي أن حماية المواطنين البريطانيين في السودان هي أهم أولوياته، قائلا إن الحكومة ستوفر ما يمكنها لدعمهم، وحذرت المملكة المتحدة سابقًا مواطنيها من السفر إلى السودان. حسب ما نشرت الجارديان البريطانية، يوم الاثنين.

وقف إطلاق النار

وفق فاينانشال تايمز البريطانية، توسطت بعثة الأمم المتحدة في السودان في توقف مؤقت للقتال بين الفصائل المتحاربة لمدة 3 ساعات، بعد ظهر الأحد، للسماح بعمليات الإجلاء الإنسانية، التي اقترحتها الأمم المتحدة، لكن الاتفاق انتهك على نطاق واسع بعد فترة وجيزة.

وقالت رئيسة برنامج الغذاء العالمي، سيندي ماكين، إنها شعرت بالذهول والحزن بسبب الوفاة المأساوية لـ3 من موظفي المنظمة في شمال دارفور، مضيفة أن إحدى طائراتهم “تضررت بقدر كبير” في الخرطوم “خلال تبادل لإطلاق النار ” ما دفع الوكالة إلى وقف عملياتها في السودان.

الصراع في السودان

الصراع في السودان

السيطرة على السودان

عبرت التايمز البريطانية، يوم الاثنين، عن مخاوف من أن يتحول العنف في السودان إلى حرب أهلية واسعة النطاق، ونقلت عن كبير المحللين لمنطقة القرن الإفريقي بالمؤسسة الفكرية Crisis Group، آلان بوسويل، قوله إن كلا الجانبين لهما قواعد في جميع أنحاء البلاد. وكلاهما يرى هذه المعركة من منظور وجودي.

وأضاف “هذا صراع خالص على السلطة من أجل السيطرة على السودان، لكن من الواضح أن هذه الحرب تبدد بالفعل أي آمال في استعادة سريعة للحكم المدني”.

اقرأ أيضًا| حميدتي وفاجنر.. هل تقف روسيا وراء اشتباكات السودان؟
اقرأ أيضًا| من هو حميدتي قائد قوات الدعم السريع السودانية؟

دمج القوات

قالت الجارديان البريطانية إن هذا أول اندلاع للقتال، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ أن وحدت الجماعتان قواهما للإطاحة بالرئيس السابق، عمر البشير، الذي حكم البلاد 30 عامًا، في عام 2019.

وأوضحت أن العنف اندلع بسبب خلاف على دمج قوات الدعم السريع في الجيش، كجزء من الانتقال نحو الحكم المدني، لإنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية، التي أثارتها الإجراءات العسكرية، التي اتخذها البرهان، عام 2021.

وزعم الطرفان أنهما يسيطران على بنية تحتية رئيسة، مثل القصر الرئاسي والمطار الدولي في الخرطوم، والإذاعة العامة، وكذلك بعض القواعد لبعضهما البعض. ومع تحليق طائرات مقاتلة فوق العاصمة، وحذرت القوات الجوية السودانية المواطنين من الخروج من المدينة.

جهود دولية

وفق فاينانشال تايمز، تحدث بلينكن ونظرائه من السعودية والإمارات، وشددوا على “ضرورة إنهاء التصعيد العسكري”، ويريد أعضاء المجتمع الدولي من القيادة السودانية أن تعود إلى “الاتفاق الإطاري”، الذي طال انتظاره للانتقال إلى حكومة مدنية.

الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان

الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان

ورفضت القوات المسلحة السودانية أي احتمال للتحدث مع قوات الدعم السريع، التي ترجع أصولها إلى ميليشيا الجنجويد، التي اتهمت بارتكاب فظائع في دارفور. وبدأت بقيادة حميدتي كقوة مقاتلة أنشأها البشير لمحاربة التمرد في دارفور، غرب السودان.

الحرب مستمرة

جاء في بيان البرهان، الأحد، أنه “لا تفاوض ولا حوار قبل حل ميليشيا حميدتي المتمردة” واصفًا حميدتي بـ”المجرم”. في حين قال الأخير إنه “لا يستطيع إعطاء مهلة زمنية” لمدة انتهاء القتال، كما قال إن “البرهان مجرم”.

ودعا رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، الذي أطاح به البرهان وحميدتي، إلى وقف القتال. وقال في مقطع فيديو نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “الرصاصة عندما تفلت من السلاح، لن تفرق بين المعتدي وغير المعتدي، والضحايا هم السودانيون”.

اقرأ أيضًا| ماذا قال الإعلام الأجنبي عن الاشتباكات في السودان؟
اقرأ أيضًا| من هو عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني؟

ربما يعجبك أيضا