صدمة لمسؤولي الأمن القومي الأمريكي.. ما مدى حساسية «وثائق ترامب»؟

محمد النحاس

تركت "حساسية" المعلومات التي تضمنتها الوثائق التي احتفظ بها ترامب، مسؤولي الدفاع والأمن القومي في حالة صدمة.


صدمت مدى حساسية الوثائق السرية التي احتفظ بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مسؤولي الأمن القومي الأمريكي، والدفاع. 

جاء ذلك لأن “الضرر” قد يمس الأمن القومي الأمريكي، وفقًا لما نقل تقرير لمجلة بوليتيكو الأمريكية. ويواجه الرئيس السابق، دونالد ترامب 31 تهمة بسبب “الاحتفاظ المتعمد” بالسجلات السرية، و6 تهم تتعلق بجهود مزعومة لعرقلة التحقيقات.

ما طبيعة المعلومات؟ 

تضمنت لائحة الاتهام ضد ترامب، معلومات بشأن أنواع الوثائق التي عثر عليها محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) بحوزة ترامب، وقد تضمنت معلومات دفاعية حساسة وشملت تفاصيل عن أسلحة وقدرات وبرامج نووية، للولايات المتحدة الأمريكية ولدول أجنبية.

ليس هذا فحسب، فوفقًا لتقرير المجلة الأمريكية، المنشور 9 يونيو 2023،  احتوت الوثائق السرية على تفاصيل تخص نقاط ضعف محتملة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها أمام هجوم عسكري مفترض. وخطط في المقابل للرد على هذه الهجمات.

اقرأ أيضًا| ترامب موضع تحقيق في قضية وثائق البيت الأبيض السرية

وتزعم لائحة الاتهام الموجهة ضد الرئيس الأمريكي السابق، أن أحد مساعديه سارع لنقل السجلات السرية بغرض إخفائها بعيدًا عن أيدي المحققين. وبحسب الوثيقة  فإن “الكشف غير المصرح به لهذه الوثائق السرية قد يعرض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر”.

استنكار بالغ 

يرى مسؤول دفاعي أمريكي رفيع المستوى أن “هذا شيء فظيع”، مضيفًا: “يجب أن يكون مسؤولًا، هذا هو المكان (البيت الأبيض) الذي يجب أن يتواجد فيه أكثر الناس حرصًا في ما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالجانب العسكري، والأمن القومي، وذلك بغض النظر عن الميول السياسية”. 

وأضاف المسؤول الذي تحدث مع المجلة الأمريكية، رافضًا ذكر اسمه بسبب حساسية القضية، “من المروع أن تضطر الأمة الأمريكية إلى رؤية رئيس سابق يمثُل أمام محكمة فيدرالية على هذا النحو بسبب تهم جنائية”. 

حالة صدمة

اللافت أن حالة الصدمة شملت كذلك مساعديه السابقين، فبحسب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، والذي كان مسؤولًا في إدارة ترامب، فإن لائحة الاتهام “مدمرة”. 

وفقًا لبولتون: “يجب على أولئك الذين دافعوا عن ترامب قبل إعلان التهم، أن يقيموا كيف سينظر التاريخ إلى تصريحاتهم” في دلالة على خطورة القضية.

اقرأ أيضًا| دفاع ترامب: لائحة الاتهام تفتقر إلى أي أسس قانونية

أكثر المعلومات حساسية 

المسؤول السابق في البنتاجون خلال إدارة ترامب، ميك مولروي، قال إن الوثائق السرية الموصوفة في لائحة الاتهام هي أكثر المعلومات حساسية التي نملكها، يجب عدم نقل هذا النوع من الوثائق خارج المنشآت المؤمنة، وبمجرد اكتشاف أن ذلك قد حدث يجب إعادتها على الفور”. 

بحسب المجلة الأمريكية، لم يضاهِ القلق لدى المسؤولين الأوروبيين قلق نظرائهم في الولايات المتحدة، وقال مسؤول أوروبي لم يسمه التقرير، “لست متفاجئًا.. لقد تعلمنا أن نتوقع كل شيء عندما يتعلق الأمر بترامب”.

كيف بدأت القضية؟ 

أُعلن رسميًّا عن لائحة اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قضية أرشيف البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضي 9 يونيو، وبحسب وزارة العدل الأمريكية فعند مغادرة ترامب للبيض الأبيض في مطلع عام 2021، اصطحب معه مجموعة من الصناديق التي تحوي ملفات سرية قادمة من وكالات الاستخبارات الأمريكية، ومؤسسات الأمن القومي، والبنتاجون، ليحتفظ بها في مقر إقامته في فلوريدا. 

الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لم يتخل منذ اللحظة الأولى لاكتشاف الوثائق عن نظرية المؤامرة التي يتعرض لها، مُصرًا على براءته. ويعتبر أن إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، قد استخدمت القضاء كسلاح لمنعه من الفوز في انتخابات الرئاسة المزمع عقدها 2024. 

وفي أغسطس الماضي، فتش رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي مقر إقامة ترامب، وصادروا العديد من الوثائق السرية، وتصل بعضها إلى مستوى بالغ السرية. وكان بإمكان الرئيس السابق حينما كان في البيت الأبيض أن يرفع السرية عن هذه المستندات غير أنه لم يفعل، لذلك يواجه حاليًّا تهمًا جنائية، في سابقة تاريخية، فلم يمثل قط رئيس أمريكي أمام محكمة فيدرالية ليواجه تهمًا جنائية. 

ربما يعجبك أيضا