صراع أوسع.. روسيا تستعد لمواجهة مع الناتو

كشفت دراسة حديثة لمعهد دراسات الحرب الأمريكي النقاب عن أن روسيا تستعد بجدية لمواجهة واسعة النطاق مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وتشير الدراسة إلى العديد من المؤشرات المالية والعسكرية في روسيا التي تدل على استعدادها لصراع تقليدي واسع النطاق مع الناتو، رغم عدم وجود مؤشرات واضحة إلى اقتراب الصراع الفعلي، ومع ذلك، يلمح المعهد إلى أنه من الممكن أن يندلع الصراع في جدول زمني أقصر مما كان متوقعًا في البداية، خاصة بعد تصاعد التوترات في أوكرانيا.

روسيا تستعد لحرب مع الناتو

يُشير التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يسعى إلى وضع الشروط اللازمة لتحقيق الاستقرار المالي طويل الأجل لروسيا، وذلك عبر فرض إجراءات صارمة، بما في ذلك على بعض الأثرياء ورجال الأعمال، في ظل التحضيرات المستمرة لحرب محتملة.

ويواصل الجيش الروسي إجراء إصلاحات هيكلية لدعم الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى توسيع قدرات روسيا التقليدية على المدى الطويل، استعدادًا لصراع محتمل واسع النطاق في المستقبل مع الناتو. ويرى المعهد أن التغييرات المستمرة في الموظفين داخل وزارة الدفاع الروسية تُعتبر مؤشرات إضافية على استعدادات روسيا للصراع على المدى الطويل.

تصاعد الصراع

رغم تصريحات بوتين التحذيرية بشأن احتمالية نشوب حرب أوسع، فإن التوترات الجارية تبقى متواصلة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، مما يزيد من المخاوف من تصاعد الصراع واندلاع حرب عالمية ثالثة.

ومع تراجع الدّعم الغربي لأوكرانيا، تحاول موسكو تثبيت أقدامها في ساحة المعركة، إذ تقدمت أكثر في الجبهة الشرقية محققة اختراقات على حساب الجيش الأوكراني، الذي يعاني من نقص حاد في قذائف المدفعية ووحدات الخطوط الأمامية المنهكة بعد أكثر من عامين من الحرب، وفي ظلّ تعثر وصول المساعدات الأمريكية.

توسيع رقعة الصراع

فشل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إقناع الزعماء الغربيين بضرورة دعم الخطوط الأمامية للجيش الأوكراني بقوات أجنبية، إذ رفضت واشنطن وبرلين المقترح الفرنسي بحجة أن ذلك سيدفع إلى توسيع رقعة الصراع، لكن باريس متشبثة بإرسال فرق عسكرية أجنبية لمساندة كييف، وفق “فرانس إنفو”.

وفي إشارة واضحة إلى تصريح ماكرون بأن النشر المستقبلي لقوات برية غربية في أوكرانيا “لا ينبغي استبعاده”، حذر بوتين من أن ذلك سيؤدي إلى عواقب “مأساوية” على الدول التي تقرر القيام بذلك.

وقال الرئيس الروسي في إشارة واضحة إلى الغزوات الفاشلة التي قام بها نابليون وهتلر “إننا نتذكر مصير أولئك الذين أرسلوا فرقهم العسكرية إلى أراضي بلادنا، الآن ستكون العواقب بالنسبة للغزاة المحتملين أكثر مأساوية بكثير”.