صلاة وتعليم وتجارب.. تفاصيل أول ليلة للمنصوري في الفضاء

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 

“حدثونا عن روعة البدايات”، “سحر النظرة الأولى”، “انطباع اللقاء الأول”.. والكثير الكثير من العبارات التي توضح أن بداية كل شيء لها مذاق مختلف عن سواها، وأول خطوة توضح هيئة باقي السير، هكذا حال البطل الإماراتي رائد الفضاء هزاع المنصوري، الذي استحوذت تفاصيل أول ليلة له في محطة الفضاء الدولية؛ على اهتمام الصحافة والشعوب.

لم يكن يومه طويلا لأن وصوله كان تحديدا في الساعة 12:12 صباحًا بتوقيت الإمارات، إلى متن مركبة الفضاء الروسية “سويوز أم أس 15” مع طاقم المهمة الذي يضم رائد الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا، ورائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير.

وعرض مركز محمد بن راشد للفضاء برنامج اليوم الأول للمنصوري، الذي كان قصيرًا إلى حد ما؛ بسبب وصول المركبة الفضائية إلى محطة الفضاء الدولية في وقت متأخر، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.

وبدأ المنصوري يومه بعد أن أخذ قسطًا من الراحة بالصلاة، ثم التواصل مع المحطة الأرضية في موسكو؛ حيث تحدث مع الفريق الأرضي وأبلغهم بجدوله اليومي، كما تحدث مع الدكتورة حنان السويدي، طبيبة رواد الفضاء، التي تتابع حالته الصحية خلال فترة تواجده في الفضاء.

وأشار المركز إلى أن المنصوري، سجل أيضًا خلال اليوم الأول فيلمًا قصيرًا، كما قام بتسجيل يومياته لمدة 15 دقيقة، ثم باشر بإجراء التجارب، التي حملها معه.

ويجري المنصوري، تلك التجارب -التي جلبها معه من مدارس دولة الإمارات ضمن مبادرة “العلوم في الفضاء” التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع شركة “نانو-راكس” بمشاركة 16 مدرسة من الدولة – على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة الجاذبية الصغرى، ثم تُرسل النتائج إلى الأرض لمقارنتها مع نتائج التجارب الموازية، التي تم إجراؤها على الأرض لبناء أساس للمقارنة بين البيئتين المختلفتين حيث ستسهم هذه التجارب في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة تكون نتاج المهمة الأولى المأهولة للإمارات إلى الفضاء.

ومن المقرر أن يتابع المنصوري يوميًا 3 تجارب متنوعة لملاحظة تأثير الجاذبية الصغرى عليها تشمل إنبات البذور ونمو بعض الكائنات المائية، إضافة إلى متابعة معدلات تأكسد الفولاذ في ظل انعدام الجاذبية.

جدير بالذكر أن رائد الفضاء هزاع المنصوري، يجري عدة تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر.

وفي صباح اليوم الجمعة، أجرى الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أول جلسة بث مباشر مع أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري من محطة الفضاء الدولية، وذلك من مركز محمد بن راشد للفضاء.ووعد  الشيخ محمد بن راشد، المنصوري بطوابير من الرواد الإماراتيين للفضاء، وللمريخ أيضاً.

وفي بداية المكالمة حيا الشيخ محمد بن راشد، رائد الفضاء هزاع المنصوري، مؤكداً له أن شعب الإمارات فخور به، وأبلغه سموه تحيات الشيخ محمد بن زايد.

وعبر المنصوري للشيخ محمد بن راشد، عن سعادته وفخره بكونه أول إماراتي وعربي يجري محادثة باللغة العربية من محطة الفضاء الدولية، مشدداً على شعوره بالفخر والاعتزاز أن طموح الشيخ زايد بن سلطان، قد وصل إلى الفضاء بيد أولاده.

وشكر المنصوري الشيخ محمد بن راشد، على إتاحة الفرصة لأبناء الإمارات، وصناعة المستحيل لأبنائهم.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد أن طموح الشيخ زايد، كان من الصحراء إلى الفضاء، وما يثبت ذلك أنه كان يدعو رواد الفضاء إلى أبوظبي ويوجه لهم بعض الأسئلة، والحمد لله أننا أخوانه وأبناؤه وصلنا إلى الفضاء، ووصلنا بين النجوم، وأنت أول شخص يصل إلى الفضاء.

ووعد الشيخ محمد بن راشد المنصوري أن هناك طوابير من الأخوة والأخوات سوف يسيرون على دربك، ويمرون بالتجارب والامتحانات التي مررت بها أنت.

وأكد أن بعض الجيران قالوا إن الوصول للفضاء مستحيل، لكن أنا ومحمد بن زايد نحب المستحيل، لأن المستحيل كلمة قالها أناس ضعفاء ولا وجود لها إذا امتلك الإنسان الإرادة.

ووجه سؤالاً للمنصوري عن شعوره عندما حمله الصاروخ إلى الفضاء، فأجاب المنصوري أنه شعور لا يوصف من الفرحة والفخر، وأنه يتذكر كل التفاصيل لكن أكثرها إثارة كانت لحظة الوصول إلى نقطة انعدام الجاذبية، وكذلك منظر كوكب الأرض من الفضاء، متمنيا ان يشاهد جميع الإماراتيين هذا المنظر.


وبعد محادثته مع الشيخ محمد بن راشد، أجري بث مباشر لمحادثة طويلة بين هزاع المنصوري وطلبة مركز محمد بن راشد لعلوم الفضاء، سأل من خلالها الطلاب عن مايدور بذهنهم، وركزوا على الانطباعات الأولى التي صادفها النجم الرائد المنصوري.

وأجاب المنصوري أن الرحلة إلى الفضاء تتطلب صحة جيدة، ويجب على الإنسان الاعتناء بصحته منذ الطفولة، وأن رحلته تلك جميلة جدا، وأجمل مافيها هو مشاهدة دولة الإمارات من الفضاء، وأوضح أن نخلة الإمارات تظهر بوضوح في الفضاء وينتظر زملاؤه أيضا من رواد الفضاء لحظة المرور فوق الإمارات لرؤيتها.

وأشاد المنصوري بحسن استقبال زملائه له، وكيف يعلموه طريقة السباحة في الفضاء داخل المحطة الدولية كي يتجنب تدمير الأجهزة والمعدات من حوله.

وقال إن الحياة بلا جاذبية تحتاج لمزيد من الوقت للتكيف معها، وخاصة في الأكل والشرب، وأن حجم كتلة الجسم يختلف في الفضاء عن الأرض، وأن حجم رأسه كبر قليلا في الفضاء بسبب تجمع الماء في الأعلى ولاينزل بفعل الجاذبية.

ربما يعجبك أيضا