ضبابية وتخوف.. طوفان الأقصى يباغت الأسواق العالمية

ولاء عدلان

 بعد خسائر حادة الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 4% في مستهل تعاملات الأسبوع الثاني من أكتوبر، في أول ردة فعل على عملية طوفان الأقصى.


تلقت الأسواق العالمية صدمة جديدة في مستهل الأسبوع، مع شن حركة حماس الفلسطينية هجومًا غير مسبوق ضد إسرائيل في ما عرف بعملية طوفان الأقصى.

وخلال التعاملات المبكرة، أمس الاثنين 9 أكتوبر 2023، شهدت أسواق السلع الأساسية والأسهم العالمية تقلبات حادة، لتهدأ قليلًا عند الإغلاق، وسط مخاوف من تحول الأمر إلى حرب طويلة الأمد، بالتزامن مع ضبابية آفاق الاقتصاد العالمي.

تباين في أسواق الأسهم

تراجعت وول ستريت في مستهل تعاملات الاثنين، على وقع الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، لكنها تمكنت من عكس مسارها في الختام، لتغلق على صعود جماعي، مع ارتفاع ستاندرد آند بورز 500 القياسي 0.6%، مسجلًا أعلى إغلاق في أسبوعين، بدعم من أسهم الطاقة، وأبرزها سهم إكسون موبيل +3.5%، لترفع الشركة قيمتها السوقية بـ15 مليار دولار.

وارتفع كذلك مؤشر داو جونز 0.6%، وزاد ناسداك 0.4%، بعد أن تراجع في التعاملات الصباحية 1%، وهبط سهم أمريكان آيرلاينز بأكثر من 4% مع تعليق الشركة رحلاتها إلى تل أبيب، وارتفعت أسهم الصناعات العسكرية مع تعهد واشنطن بمساعدة إسرائيل لسد حاجاتها الدفاعية، فصعدت أسهم لوكهيد مارتن +8% ونورثروب جرومان +12% و رايثيون +4%.

وفي أوروبا، تراجع مؤشر ستوكس 600 بنحو 0.3% وسط هبوط أسهم شركات الطيران ما بين 4 و8%، في حين ارتفعت أسهم الطاقة 2.9%. وفي آسيا أغلق مؤشر شنغهاي المركب منخفضًا 0.4%، وتراجع أيضًا مؤشر هانج سنج في هونج كونج 0.2، أما في إسرائيل فخسرت الأسهم نحو 20 مليار دولار وتراجع مؤشر البورصة الرئيس في أول أيام العمل بعد طوفان الأقصى، 6%.

«طوفان الأقصى» يفضح فشل إسرائيل الاستخباراتي

صاروخ ينطلق من غزة باتجاه إسرائيل

الذهب والنفط يرتفعان

طوفان الأقصى والتصعيد الذي أعقبها من الجانب الإسرائيلي، عززا ميل المستثمرين لتجنب المخاطرة، ليستعيد الذهب بريقه وترتفع عقوده الآجلة تسليم شهر ديسمبر عند التسوية، أمس، بنحو 1% إلى 1864.3 دولار للأوقية، بعد خسائر لمدة أسبوعين متتالين، وخلال تداولات مستهل الأسبوع، صعدت أسعار المعدن الأصفر في بورصة شنغهاي 2.7%.

وبعد خسائر حادة، خلال الأسبوع الماضي، تراوحت بين 8 و11%، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 4% في مستهل تعاملات الأسبوع، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار التصعيد في قطاع غزة إلى الإضرار بإمدادات النفط، وصعد خام برنت عند التسوية 4.2% إلى 88.15 دولار للبرميل، وزاد خام غرب تكساس الوسيط 4.3% مسجلًا 86.38 دولار.

وقال محللون من بنك «إيه إن زد» في تصريح لوكالة أسوشيتد برس، إن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط من شأنها أن تدعم أسعار النفط، حال استمرارها، وقد نشهد مزيدًا من التقلبات.

النفط

نفط

العملات المشفرة تتراجع

تراجعت القيمة السوقية للعملات المشفرة أمس بأكثر من 1%، بضغط من تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين وارتفاع مؤشر الدولار، ما دفع البيتكوين، أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية عالميًّا، للانخفاض 1.5%، لتسجل مساء أمس 27492 دولارًا، وتراجعت أيضا الإيثيريوم 2.60%، وهبطت الريبل 3.84%.

وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من عملات رئيسة، بأكثر من 0.1% إلى 106.13 نقطة، وفي المقابل هبط الشيكل الإسرائيلي بأكثر من 3% إلى 3.96 للدولار الواحد، مسجلًا أدنى مستوياته في 8 سنوات.

تأثير مؤقت

قالت كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة «سي بي آي زد» للخدمات الاستشارية، آنا راثبون، في تصريح لشبكة «سي إن بي سي»، اليوم، إن هذه التحركات في قطاعات محددة كالنفط والذهب في الغالب، مجرد رد فعل غير محسوب، لأن المستثمرين ليسوا متأكدين من الكيفية التي ستنتهي بها الحرب في غزة، مرجحًا أن يستغرق الأمر بضعة أيام لتقييم الوضع وفهم التأثير الحقيقي.

وقال كبير الاستراتيجيين العالميين في «أل بي أل فايننشال»، كوينسي كروسبي، إن الجهود الدبلوماسية مستمرة لاحتواء الصراع، ونعتقد أن الأسواق ستنتظر بعض الوقت لإعطاء ردة فعل حقيقية، وما شهدناه أمس من تراجعات أو ارتفاعات هو مؤقت.

مخاطر محتملة

قال المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، فيفيك دهار، في مذكرة أمس، إن الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس لكي يحدث تأثيرًا دائمًا في أسواق النفط، يجب أن نشهد انخفاضًا مستمرًا وقويًا في إمدادات النفط، وهذا لم يحدث بعد، لكن حال ربطت الدول الغربية رسميًّا بين المخابرات الإيرانية وعملية طوفان الأقصى، فإن صادرات إيران من النفط ستواجه مخاطر سلبية.

وصباح اليوم الثلاثاء، تراجع النفط بنحو 0.2% بحلول الساعة 00:17 بتوقيت جرينتش، ليتداول عند 87.97 دولار للبرميل، في مؤشر على أن الأسواق استعادت توازنها، بعد صدمة اليوم الأول من التداول عقب طوفان الأقصى، لا سيما أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ينظر إليه على اعتباره صراعًا ممتدًا لا يؤثر مباشرة في الاقتصاد العالمي.

وجعل هذا الوضع الأسواق حاليًا في حالة ترقب أكثر، ليس للتصعيد في غزة، بقدر محضر اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) لشهر سبتمبر، المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم، وقد يحمل إشارات أوضح لاتجاه قرار الفائدة المقرر صدوره مطلع نوفمبر، وسط توقعات بأن يبقي المركزي على معدلات الفائدة دون تغيير، مع فرصة لرفعها في ديسمبر.

14011220000028 Test PhotoN

منصة نفط إيرانية

ربما يعجبك أيضا