التسجيل المُسرب.. طهران تفتح تحقيقًا وظريف يرد على تحجيم دوره

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبدالرحمن

في أول تعليق على التسجيل الصوتي المسرب، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ما أسماء «التآزر» بين الدبلوماسية والحرس الثوري الإيراني.

لكن يبدو أن ظريف متمسك أيضًا بالحجة الأساسية التي أدلى بها في التسجيل الصوتي المسرب، وبدت النقطة الرئيسية في تصريحاته وفي التسجيل الصوتي، إن للجيش تأثير كبير للغاية على الدبلوماسية، والتأكيد على الحاجة إلى تعديل ذكي للعلاقة بين الدبلوماسية والجيش.

ظريف لم يتراجع عن أهمية دوره

وقال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، إنه قطع عهدا بحماية مصالح البلاد، ولن يتخلى عنه حتى النهاية، مؤكدا إشادته الدائمة في الداخل والخارج بقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.

وفي رسالة له على موقع «إنستجرام» انتقد ظريف اللغط الذي أثير بشأن حديث غير علني له سرب إلى وسائل الإعلام، موضحا أن «هذا الحديث هو بحث نظري سري حول ضرورة تفعيل الدبلوماسية والميدان الهدف منه هو نقل تجربة ثماني سنوات إلى المسؤولين المستقبليين، لكن المؤسف أن هذا الحديث تحول إلى مناوشات داخلية واستغله البعض للانتقاد الشخصي».

وأعرب ظريف عن اعتزازه بالعلاقة العميقة بينه وبين سليماني على مدى عقدين وما رافقها من “ود وصداقة وعمل مشترك”.

وحسبما كتب ظريف، فإن السلام في أفغانستان والعراق ما كان ليتحقق وما كان الإرهاب الداعشي لينتهي لولا وعي الشهيد سليماني وشجاعته، وتضحيات شعبي هذين البلدين”.

وتابع ظريف: «لقد سعيت على مدى 40 عاما أن أكون في التحليلات مجتهدا وفي التنفيذ مقلدا، وفي عملي التنفيذي كنت دائما متمسكا بسياسات البلاد المقررة ودافعت عنها بكل قوة، لكنني في بيان الرؤية القائمة على الخبرة اعتبر أن المداهنة والمجاملة خيانة، وهذا ما تعلمته من مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: “إن أعظم الخيانة خيانة الأمة، وأفظع الغش غش الأئمة».

وأمس الثلاثاء ذكر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربیعي أن الرئيس حسن روحاني أمر وزير الاستخبارات بمعرفة ملابسات تسريب التسجيل الصوتي لظريف، الذي تضمن تصريحات مثيرة للجدل حول القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني وبعض تصرفاته.

وأضاف المتحدث أن الحكومة بانتظار عودة ظريف إلى إيران لتقديم إفادة حول ما جاء في التسريب.

تحقيق إيراني

واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تسريب التسجيل لوزير خارجيته محمد جواد ظريف، يهدف إلى التسبب بـ”اختلاف” داخلي، تزامنا مع المباحثات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، الأربعاء، إن التسجيل “تم نشره في وقت كانت مباحثات فيينا في ذروة نجاحها، وذلك بهدف خلق اختلاف داخل إيران”، وفقما أوردت وكالة «فرانس برس».

وهذا أول تعليق من جانب روحاني على تسريبات الوزير المقرب منه.

وتجري إيران حاليا مفاوضات مع القوى الكبرى في فيينا بشأن تسريع عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، وإعادة امتثال طهران لبنود الاتفاق مقابل رفع العقوبات.

وكان جواد ظريف أبدى في وقت سابق “أسفه” لتحول تصريحاته المسربة إلى “اقتتال داخلي”.

ولم تنكر إيران صحة التسريبات، بل اعترفت بها صراحة، وقالت إنها تحقق في الأمر.

وتركز التسريبات بصوة رئيسية على الدور الطاغي لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، الذي اغتالته واشنطن في يناير 2020، في رسم السياسة الخارجية الإيرانية، فيما يتوقف دور ظريف عند تنفيذ الأوامر فحسب.

وكانت قناة “إيران إنترناشيونال” قد نشرت قبل يومين التسجيل الصوتي، وهو جزء من مقابلة استمرت 3 ساعات مع الاقتصادي الموالي للحكومة سعيد ليلاز.

وكان من المقرر، كما تقول وسائل إعلام إيرانية، نشر هذه المقابلة بعد نهاية عهد الحكومة الحالية برئاسة حسن روحاني في يونيو المقبل.

وقال ظريف في التسجيل الصوتي: “كان (سليماني) يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، ولم أتمكن من إقناعه بطلباتي”.

وتابع: “في كل مرة تقريبا أذهب فيها للتفاوض، كان سليماني هو الذي يقول إنني أريدك أن تأخذ هذه الصفة أو النقطة بعين الاعتبار”.

وأكد الوزير جهله بالعديد من القضايا الإقليمية التي يتولاها بها الحرس الثوري، وأضاف: “هل تعلمون أن أميركا علمت بالهجوم على قاعدة عين الأسد قبل أن أسمع به أنا؟”.

وقال ظريف: “كانت ساحة المعركة هي الأولوية بالنسبة للنظام. والعسكر هم الذين يملون شروطهم”.

واعتبرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن التسريب يكشف من يملك القوة حقًا في الملف النووي الإيراني.

ربما يعجبك أيضا