عابرًا الحدود والقارات.. كورونا يواصل الانتشار وحصد الأرواح

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

داخل الصين وخارجها اتسع نطاق تفشي فيروس كورونا في أكثر من أربعين دولة، إذ لم تعد الصين وحدها من تواجه خطر الفيروس القاتل الذي تقول منظمة الصحة العالمية إن لديه إمكانية وبائية وإن لم يصل بعد لمرحلة تصنيفه كوباء. الأرقام تشير إلى تسجيل أكثر من من 80 ألف شخص بالفيروس القاتل حتى الـ 25 من فبراير بينهم 9215 حالة خطيرة أو حرجة.أما حالات الوفيات فوصلت 2707 حالة وفاة، وسجلت حالات التعافي من المرض نحو 27898 حالة.

في أوروبا التي تحولت فيها إيطاليا إلى بؤرة أخرى لتفشي الفيروس سجلت إصابات جديدة في إسبانيا واليونان والنمسا وألمانيا وسويسرا وبلجيكا كما أعلن عن وفاة فرنسي.

وفي القارة الأفريقية وصل كورونا إلى الجزائر التي سجلت إصابة مواطن إيطالي بالفيروس وصل البلاد مؤخرا. كما أصبحت البرازيل أول دولة في القارة الأمريكية الجنوبية يصلها الفيروس القاتل.

الصين.. انخفاض ملحوظ في عدد الوفيات

في الصين تجاوز مجمل عدد الإصابات  78 ألفا لكن السلطات الصحية تحدثت عن تسجيل أدنى حصيلة وفيات بالفيروس خلال ثلاثة أسابيع بلغت 52 شخصا فقط.

وذكرت لجنة الصحة الوطنية في تحديثها اليومي للإحصاءات المتعلّقة بتفشّي الوباء أن عدد المصابين الجدد بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ 406 أشخاص، الغالبية الساحقة منهم (401) يقطنون في مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء وسط البلاد والتي سجلت فيها كل الوفيات الجديدة دون استثناء.

كورونا العابر للقارات

الانخفاض الملحوظ في عدد الوفيات وفي الإصابات داخل الصين مقارنة بالأسابيع الماضية، ليس كذلك بالنسبة إلى دول أخرى تحولت إلى بؤر لتفشي الفيروس القاتل الذي بات منتشرا في 6 قارات ونحو 42 دولة في العالم.

الفيروس القاتل نجح في التغلل إلى الجهاز التنفسي لنائب وزير الصحة الإيراني الذي بات قيد الحجر الصحي. وفي حين تؤكد السلطات الإيرانية أن عدد الإصابات الحقيقية لم يزد عن 100، فإن الاتهامات بغياب الشفافية والتكتم على الحجم الحقيقي لتفشي المرض أصبحت تتصاعد داخليا وخارجيا، في بلد هي الثانية في الترتيب بعد الصين من حيث الإصابات بالفيروس القاتل.

الأمر الذي دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى اتهام نظيره الأمريكي دونالد ترامب بمحاولة إشاعة الخوف في إيران داعيا إلى عدم جعل الفيروس سلاحا في يد العدو  يعطل العمل والإنتاج على حد تعبيره.

تشديد الإجراءات

السباق مع الزمن لمحاصرة كورونا انتقل سريعا من إيران إلى جيرانها خصوصا وأن كل الإصابات المؤكدة في دول مثل الكويت والعراق وعمان والبحرين كانت لأشخاص قادمين من إيران وتحديدا من بؤرة تفشي المرض هناك مدينة قم التي تعتبر المحج الأول لطلاب الحوزات العلمية وزوار المناطق الدينية.

تسلل المرض إلى بعض دول الخليج دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون تفاقمه وتوسع رقعة انتشاره، إذ تم إيقاف الرحلات إلى إيران لأجل غير مسمى كما فرضت قيود على حركة التبادل التجاري. في حين أوقفت سلطنة عمان بشكل نهائي عمليات الاستيراد والتصدير مع الجانب الإيراني.

داخليا قررت العديد من الحكومات تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات كما مددت دولا أخرى حظر دخول القادمين من دول شرق وجنوب شرق آسيا، لا سيما كوريا الجنوبية التي باتت تحتضن العدد الأكبر من الإصابات المؤكدة بالفيروس خارج الصين.

ولعل الجديد في سيول، وهو تسجيل حالات إصابة جديدة بالفيروس داخل صفوف الجيش مما يهدد باحتجاز نحو 8 آلاف عسكري داخل الحجر الصحي.

بؤرة كورونا وسط أوروبا

في حين يعتبر التطور الأكبر أو الأكثر رعبا لفيروس كورونا هو في قدرته على تخطي قارة آسيا ووصوله إلى أوروبا بعد أن تحول إلى ضيف شؤوم على عدد من المدن الإيطالية، حتى قال البعض بأن ووهان باتت موجودة وسط أوروبا أيضا.

تقول السلطات هناك إن عدد الوفيات حتى آلان 19 في حين يقدر عدد المصابين بأكثر من 300 شخص، ما دفع السلطات إلى إغلاق بلدات وإلغاء كرنفال البندقية واتخاذ إجراءات أخرى لمنع انتشار المرض الذي يزاد الخوف من اتساع رقعته.

اعتراف أمريكي بالعجز 

رغم تقليل الرئيس ترامب من انتشار الفيروس في البلاد، يرسم وزير الصحة في حكومته أليكس آزار صورة مختلفة. وفي شهادته أمام لجان مجلس الشيوخ حذر الوزير من أن الاجهزة المعنية لا تمتلك الأدوات التي تمكنها من مواجهة الفيروس داخل البلاد.

ودعا الوزير الأمريكي مجلس الشيوخ إلى الإسراع بإقرار طلب ترامب بتخصيص مليارين ونصف المليار دولار من أجل مكافحة الفيروس، محذرا من أن احتياطي صندوق التصدي للأوبئة يوشك على النفاذ. 

المخاوف ألقت بظلالها على أسواق المال في نيويورك إذ سجلت خسائر هي الأكبر منذ عامين، ما دفع حلفاء ترامب ومستشاريه للتحذير من أن الفشل في مواجهة الفيروس، سيؤثر على الاقتصاد الامريكي في عام انتخابي يرهن فيه الرئيس على الاقتصاد باعتباره أهم إنجاز له. 

وفي ظل غياب لقاح ناجح حتى الساعة يمكنه هزيمة الفيروس القاتل فإن الخشية من تمكنه من غزو المزيد من الأجساد وتخطي حدود البلاد ستبقى حاضرة إلى أجل غير معلوم !

ربما يعجبك أيضا