عام على انفجار مرفأ بيروت.. واللبنانيون يتساءلون: أين العدالة؟!

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

انفجار مرفأ بيروت – عصر يوم الثلاثاء الرابع من أغسطس عام 2020- كان يوما مشهودا في تاريخ لبنان الحديث، وقد حفر عميقا في وجدان أهله، وإن ظلت تداعياته مستمرة رغم مرور عام على حدوثه، تعددت الزوايا لتوثق مشهد رعب سيظل عالقا طويلا في عقول ووجدان اللبنانيين .

«بيروتشيما» هكذا اصطلح على تسمية الانفجار تشبيها بقصف هيروشيما بقنبلة نووية، سوى أن الذي انفجر نحو 500 طن من مادة نترات الأمونيوم من أصل 2750 طنا، قوة الانفجار عادلت هزة أرضية قدرات بـ 3.3 على مقياس ريخيتر. خلف الانفجار أكثر من 200 قتيل و6 آلاف جريح و7 مفقودين، فيما تجاوزت الخسائر الـ 15 مليار دولار، فضلا عن تضرر أكثر من 85744 وحدة سكنية.

من المسؤول ؟ سؤال بدون جواب

603e24a54c59b7585357d417
تظاهرة لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت

بين مطرقة التحقيق وسندان الاستغلال، يراوح أهالي شهداء انفجار المرفأ والمتضررين بمصير مجهول، لا إفراج عن التحقيق التقني المُنجز ليصار إلى دفع التعويضات من شركات التأمين، وفي الجهة الأخرى، ساسة يتاجرون بأموال خارجية لـ«بلسمة» جراح الانفجار فيبني بها تماثيل رخيصة بفواتير عالية.

عام على الانفجار وقصص لم يلتئم جرحُها بعد، قصص كثيرة تركها انفجار المرفأ، أشخاص عاديون كانوا متواجدين بالقرب من مكان الانفجار ستبقى تجربتهم خالدة في الذاكرة، لكن من علم وتجاهل ؟ ومن تواطأ ولماذا؟ أسئلة لم تتوقف منذ ذلك اليوم في بيروت.

يحيي اللبنانيون ذكرى انفجار مرفأ بيروت بعد مرور عام على الكارثة، لكن سؤالهم الغاضب بقي مستمرا بلا إجابة حول من هو المسؤول؟ فقبل عام وعدت الحكومة اللبنانية بتحقيق الخمسة أيام الشهير، لكن الأيام الخمسة استمرت وامتدت إلى ثلاثمئة وخمسة وستين يوما حتى الآن ولا يبدو بأن النتائج قريبة بحسب ما قال اللبنانيون اليوم في ذكرى حزنهم.

«العدالة الآن»

كانت دقائق مجرد العودة إليها بالذاكرة امر مرعب، ٤ آب انفجار المرفأ يهز لبنان بأكمله ويصيب بشظاياه قلوب كل اللبنانيين، تاركاً جرحاً لن تتمكن منه الأيام والسنين، وحدها العدالة هي القادرة على التعويض معنوياً على أهل الضحايا وكل الذين يشاركونهم الوجع.

في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، خرج آلاف اللبنانيين الغاضبين إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة الغائبة، ورفع الحصانات عن مسؤولين استدعاهم قاضي التحقيق طارق بيطار ليمثلوا أمام القضاء في قضية الانفجار، ليتبين أن موظفين ومسؤولين سياسيين وأجهزة أمنية وعسكرية كانوا يعلمون بمخاطر تخزينها ولم يحركوا ساكناً.

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير لها أن التحقيق المحلي في الانفجار لم يف بالمعايير الدولية، داعية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تبني قرار بتشكيل بعثة تحقيق دولية ومستقلة في الانفجار.

مدينون للشعب بالحقيقة والشفافية

لدى افتتاحه في فرنسا مؤتمرا دوليا لدعم لبنان الغارق في أزمة اقتصادية وسياسية هي الأسوأ في تاريخه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «المسؤولين اللبنانيين مدينون لشعبهم بالحقيقة والشفافية» بشأن انفجار مرفأ بيروت.

في لبنان ذلك البلد الذي شهد خلال السنوات العشرين الماضية اغتيالات وتفجيرات لم يكشف النقاب عن أي منها، إلا نادرا، ولم يحاسب أي من منفذيها، ما زال اللبنانيون ينتظرون أجوبة لتحديد المسؤوليات والشرارة التي أدت إلى وقوع أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم.

فبعد مرور عام لم تقدم خلاله الدولة اللبنانية على تعويض المتضررين من الانفجار، قد تكون العدالة العزاء الوحيد لضحايا بالآلاف للانفجار، وإن كانت بدرجات متفاوتة، إذ لا تزال آثار الانفجار المدمرة ماديا ومعنويا، خصوصا الصدمات النفسية التي تعرض لها سكان العاصمة اللبنانية.

ربما يعجبك أيضا