عام على نقل السفارة.. إسرائيل تعيش خيبة أمل وتستجدي العالم

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

بعد مرور أكثر من عام على نقل الولايات المتحدة لسفارة بلادها إلى مدينة القدس المحتلة، ونتيجة فشل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  بإقناع دول العالم سوى جواتيمالا، باتخاذ القرار ذاته، أعد وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، خطة منظمة تهدف لتحفيز الدول على نقل سفاراتها للقدس المحتلة.

جمع تبرعات 

وقررت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جمع تبرعات من يهود العالم، ومن ثم قطع الطريق أمام الدول التي تقول إنها غير قادرة على توفير ميزانية لنقل سفاراتها.

وقال موقع مجلة “ماكور ريشون” العبري: إن هذه التبرعات ستأتي من يهود مانحين وجهات أخرى من مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن عمليات نقل السفارات إلى القدس تسير بشكل بطيء، فمنذ نقل السفارة الأمريكية لم تنقل سوى سفارة غواتيمالا، فيما فتحت التشيك والمجر مراكز تجارية وثقافية، وعاودت باراجواي إغلاق سفارتها بعد ثلاثة أشهر ونيف من نقلها إلى القدس.

خيبة أمل إسرائيلية

كما وعدت دول مثل أوكرانيا ورومانيا وتشيك والبرازيل بفتح سفارات لها في القدس، إلا أنها لم تنفذ هذه الوعود، وبذلك يكون المهرجان الإعلامي الذي بادر له نتنياهو قبل عام، سقط أمام الدول العربية والإسلامية التي مارست ضغوطًا لمنع تلك الدول من نقل سفاراتها مخفالة القانون الدولي.

وكانت هندوراس قد وعدت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام بافتتاح سفارة في القدس، لكنها في النهاية افتتحت ممثلية تجارية ومن قبلها استراليا وهنجاريا، وهو الأمر الذي عده الاحتلال الإسرائيلي إنجازًا.

مطالب مذلة 

وكشف مراقبون إسرائيليون لصحيفة “معاريف” أن الوفد الذي زار الاحتلال الإسرائيلي من هندوراس وضع قائمة من المطالب، أشبه بـ”تدفيع الثمن” في مقابل نقل السفارة إلى مدينة القدس، لافتين إلى أن هناك مقرًا جاهزًا بالفعل لاستيعاب السفارة، وأنه لا حاجة لمثل هذه الطلبات.

وذهبت الوعود التي قطعها نتنياهو لليهود بفتح عشرات السفارات في القدس المحتلة أدراج الرياح، وتحاول إسرائيل استجداء العالم لفتح ممثليات تجارية على الأقل.

شراء المواقف السياسية

وبحسب الخبراء، فإن وزارة خارجية الاحتلال على تطبيق خطتها وهي تعتمد أساسا على شراء المواقف السياسية وإغراءات مادية ومساعدات عينية تقدمها سلطات الاحتلال لهذه الدول التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية، بمساعدة مطلقة من قبل إدارة الرئيس ترامب، ولأجل اعتماد تنفيذ خطط الاحتلال الاسرائيلي اعتمدت خارجية الاحتلال موازنة خاصة بذلك تفوق مبلغ 50 مليون شيكل كرزمة مساعدة للدول التي تنقل سفاراتها للقدس.

وعد الخبراء هذه الخطوة بمثابة استيطان غير شرعي ويتناقض مع قواعد العمل الدبلوماسي الدولي ويعد خطوة احتلالية تقوم بها وتشجعها خارجية الاحتلال بمساعدة كاملة من قبل الإدارة الأمريكية .

تهويد

مستشار وزير الخارجية الفلسطيني أحمد الديك، أكد أن تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي هو اعتراف بفشل المحاولات الإسرائيلية الأمريكية لحشد تأييد دولي للموقف الأمريكي وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل سفارة بلاده للقدس، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية سوف ترفع دعاوى قضائية ضد أي دولة تقوم بنقل سفاراتها إلى القدس.

من جانبه أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، الدكتور حنا عيسى أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تجميع أكبر عدد ممكن من السفارات في العالم لتثبيت الهوية اليهودية القدسية بأنها تعود للإسرائيليين، فضلا عن هدف تهويد المدينة واستهداف الطابع اليهودي من خلال العمران الجديد وإلغاء ما بها من سفارات عالمية فتحت في عهد الفلسطينيين مثل السفارة الروسية 1948 والقنصلية الأمريكية 1944 فهم يريدون تحويل هذه الأماكن إلى قنصليات جديدة بهدف مسح الطابع العربي الإسلامي المسيحي لهذه المدينة.

إن هذه الخطوات والقرارات والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال غير شرعية ولا أخلاقية، وتعد إهانة للمجتمع الدولي وقوانينه وقراراته واعتداء سافر على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الجاد لوقف هذه المهزلة والتدخل العاجل بفرض عقوبات على كل من يخترق القانون الدولي وتلك الدول التي لا تلتزم في المرجعيات الدولية، والتي قررت فتح بعثات دبلوماسية في القدس المحتلة، والوقوف في وجه هذه القرارات اللامسؤولة والعدائية تجاه الشعب الفلسطيني وإرغامهما على تبني مواقف تنسجم مع القانون الدولي فيما يخص بالقضية الفلسطينية.

 

ربما يعجبك أيضا