علماء يطورون فحصًا جديدًا للدم يتنبأ بخطر الإصابة بالقلق

بسام عباس

طور الباحثون اختبارًا جديدًا للدم لتحديد خطر الإصابة بالقلق للمريض، مع تحديد درجة شدته الحالية وأفضل سبل العلاج.


نجحت شركة “مايند إكس ساينس” الأمريكية، بالتعاون مع فريق بحثي من كلية الطب بجامعة إنديانا، في تطوير اختبار دم يحدد مدى الإصابة بالقلق.

وتعمل الشركة على إنشاء اختبارات للأطباء لاستخدامها، ويمكن للاختبار الذي يعتمد على المؤشرات الحيوية المرتبطة بشدة باضطراب المزاج، أن يتنبأ بما إذا كان من المحتمل أن يصبح الشخص أكثر قلقًا في المستقبل.

قرار مستنير

قال موقع “ساينس أليرت” المستقل، إن اختبار عينات الدم طريقة مناسبة وموضوعية للتعرف على ما يحدث في أجسامنا وأدمغتنا، ويمكن تحدي التشخيصات التي تعتمد على البيانات الذاتية أو سلوكيات المراقبة، من خلال صعوبات في التواصل أو الاختلافات في الأعراض.

وأضاف الموقع، في تقرير نشره اليوم السبت 11 مارس 2023، أنه بقياس كميات البروتين أو الإنزيم أو الهرمون أو بعض الجزيئات الأخرى المرتبطة بشدة بحالة ما، تكون لدى المتخصصين أداة أخرى لاتخاذ قرار مستنير.

وقال عالم الأعصاب النفسي بكلية الطب بجامعة إنديانا، ألكسندر نيكولسكو، إن “توفير شيء موضوعي مثل هذا الاختبار، يعد مساعدة قوية للمرضى، لأنه يمكننا من معرفة الحالة الحالية للمريض، بالإضافة إلى مخاطره المستقبلية، وخيارات العلاج التي تتوافق مع ملفه الشخصي”.

مسار البحث

أوضح الموقع في تقريره أن هذه الدراسة الحديثة استفادت من التقنيات التي طورها أعضاء الفريق في بحث سابق، ولفت إلى أنه لتحديد المؤشرات الحيوية المناسبة للقلق، عمد نيكوليسكو وفريقه إلى تجنيد المرضى في مركز إنديانابوليس الطبي، وتقسيمهم إلى 3 مجموعات.

وتكونت المجموعة الأولى، التي تسمى مجموعة اكتشاف العلامات الحيوية، من 58 شخصًا (41 رجلًا و17 امرأة) تغير مستوى قلقهم مرة واحدة على الأقل في الزيارات المختلفة. ومكّنت هذه المجموعة الفريق من البحث عن المؤشرات الحيوية المحتملة المرتبطة بالتغيرات في القلق.

القلق الشديد.. والقلق الشديد سريريًّا

طبق الفريق المؤشرات الحيوية المرشحة الرئيسة الموجودة في “مجموعة الاكتشاف” هذه، على مجموعة ثانية من المتطوعين، تكونت من 40 شخصًا (32 رجلاً و8 نساء) تسمى “مجموعة التحقق من العلامات الحيوية”، وعملية التحقق هذه مهمة للتأكد من أن المؤشرات الحيوية يمكن أن تتنبأ بتغيرات القلق بطريقة موثوقة ودقيقة.

وأما المجموعة الثالثة، فاستخدم فريق البحث معها المؤشرات الحيوية التي تحقق من صحتها في اختبار المؤشرات الحيوية للتنبؤ بحالات القلق الشديد والقلق الشديد سريريًّا. وتألفت مجموعة اختبار المؤشرات الحيوية هذه من 161 رجلًا و36 امرأة، للتنبؤ بحالة القلق الشديد و159 رجلًا و36 امرأة للتنبؤ بالقلق الشديد سريريًّا.

أدوية لا تسبب الإدمان

باستخدام الأدلة من المجموعات الثلاث، وجد الباحثون 19 مؤشرًا حيويًّا للدم، يمكن استخدامها للتنبؤ بالتغيرات في القلق. وأوضح “ساينس أليرت” أن اضطرابات القلق شائعة، وتؤثر بقدر كبير في نوعية حياة الناس، ومن المهم محاولة فهمها وتشخيصها وعلاجها بنحو أفضل.

وأشار إلى وجود مجموعة متنوعة من العلاجات الاجتماعية والنفسية والفسيولوجية لاضطرابات القلق، لكن يصعب على الأطباء إيجاد توازن الأدوية أو العلاج بالكميات المناسبة في الأوقات المناسبة.

وصرح نيكولسكو بأن النهج الحالي هو التحدث إلى الناس عن شعورهم، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تناول الأدوية، ولكن بعض الأدوية يمكن أن يسبب الإدمان. ولفت إلى أن البحث يهدف إلى معرفة مدى مطابقة الأشخاص مع الأدوية الحالية، التي ستعمل أفضل ويمكن أن تكون خيارًا غير إدماني.

الوقاية أفضل من العلاج

خلص الباحثون إلى أن عدم استجابة جميع المرضى للعلاجات الحالية، يشي بأهمية الاستمرار في إجراء الأبحاث للعثور على علاجات جديدة وأفضل، ولذلك يأملون إمكانية استخدام اختبارات المؤشرات الحيوية للدم الجديدة لتشخيص الأدوية المناسبة للمرضى، وقياس مدى نجاح العلاج، وإيجاد استخدامات جديدة للأدوية القديمة.

وأعرب نيكوليسكو عن أمله أن يجري اختبارًا جماعيًّا كجزء من زيارات الصحة المنتظمة للمريض، لتقييم صحته العقلية بمرور الوقت، ومنع أي مشكلات نفسية وعقلية مستقبلية، لأن الوقاية أفضل على المدى الطويل.

ربما يعجبك أيضا