على غرار فلويد.. جندي إسرائيلي يجثو على رقبة مسن فلسطيني ومواقع التواصل تشتعل

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي غضبا بعد تداول لقطة تُظهر جندياً إسرائيلياً وهو يجثو على رقبة مسن تجاوز الستين من العمر وكاد يتسبب بموته اختناقاً، على نحو ما حدث مع المواطن الأمريكي من أصل أفريقي، جورج فلويد، حسبما ذكرت القناة العبرية الـ”13″.

رصدت كاميرات المصورين مشاهد صادمة للعنف غير المبرر من قبل جنود الاحتلال ضد عدد من المسنين الفلسطينيين الذين نظموا وقفة احتجاجية سلمية احتجاجاً على اغتصاب أراضيهم لإقامة منطقة صناعية استيطانية عليها.

ووقع الاعتداء أثناء قمع وقفة احتجاجية ضد مصادرة أراض من بلدة شوفة قرب مدينة طولكرم.

ويظهر في الفيديو المسن الفلسطيني وهو يطلب من الجنود أن يدعوا المتظاهرين وشأنهم إلا أنهم قاموا باستخدام القوة والعنف ضده واعتقلوه.

هذه اللقطة التي وقعت مع المسن ويدعي أبو ناصر وهو أسير محرر قضى ثماني سنوات في سجون الاحتلال، ذكّرت النشطاء بحادثة قتل جورج فلويد على أيدي الشرطة الأمريكية قبل أشهر، وفجرت الغضب تجاه العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة. بل اعتبرت “حكاية وطن”، لأنها تعكس بالضبط المعاناة الفلسطينية مع الاحتلال.

وخرج العالم وقتها منددا بواقعة الاعتداء في احتجاجات واسعة.

وسرعان ما انتشرت صورة ركبة الجندي الإسرائيلي على عنق حنون الذي قمعته شرطة الاحتلال الإسرائيلية بنفس الطريقة، إلا أن العالم لم يتحدث عنه، واكتفى البعض بنشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفقًا لما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس”، فإن الجندي الإسرائيلي حاول شل حركة المتظاهر الفلسطيني خيري حنون، بينما يرفع جنود آخرون بنادقهم ويدعون مجموعة من المصورين الإخباريين للتراجع.

وطرح الجندي الإسرائيلي، المتظاهر الفلسطيني”حنون”، أرضا ثم بدأ بالضغط بركبته على رقبة المتظاهر الفلسطيني وظهره بجانب تقييد يديه.

وقال “حنون”، إنه كان مع عشرات المتظاهرين بالقرب من بلدة طولكرم بالضفة الغربية، حيث كان يشارك في فعالية سلمية ضد استيلاء الاحتلال على قرى جبارة والرأس وشوفة قرب طولكرم، حين نجا من اعتداء جندي إسرائيلي تسبب برضوض في مختلف أنحاء جسده.

وأضاف قائلا في حديثه لوكالة “أسوشيتد برس”: “ضربني الجنود الإسرائيليون بشدة وضغط أحدهم بركبته على رقبتي لبضع دقائق.. بقيت ساكنًا لتجنب المزيد من الضغط على رقبتي، لكن الناس سحبوني للخارج”، مضيفًا أنه أصيب بكدمات لكنها ليست إصابات خطيرة.

وأردف، كما نقلت عنه “هآرتس” الإسرائيلية أيضاً: “بالنسبة إلي، هذا احتجاج مشروع وغير عنيف. سار عدد قليل من المسنين، معتقدين أن الجنود لن يهاجمونا، لكننا كنا مخطئين. لقد هاجمونا مثل البلطجية. أبلغ من العمر 61 عاماً، ماذا يمكنني أن أفعل بجندي مسلح؟”، مردفاً: “خرجنا للاحتجاج على الاستيلاء على الأراضي وعلى الأضرار التي لحقت بممتلكاتنا. ليس هناك تهديد لأحد في ذلك”.

وتابع: “ما اقترفه جندي الاحتلال بحقي قمة في الإجرام. صب جام حقده بوحشية عليّ، لم يراعِ أنني كبير في السن، ضغط بقدمه بكل قسوة على رأسي ورقبتي”، لافتاً إلى أنه حاول المقاومة، لكن من دون جدوى.

وأكمل: “شعرت أن الأرض تدور وأني أختنق. تذكرت على الفور ما حصل مع الأمريكي جورج فلويد الذي لقي حتفه بالطريقة نفسها تحت ركبة شرطي أمريكي حاقد… ما جرى يثبت أن دولة الاحتلال والولايات المتحدة وجهان لعنصرية واحدة”.
 

ربما يعجبك أيضا