عمر وفاتن.. الحكاية التي وهبت العشاق عُمرا لاينسى من الحب

أماني ربيع

أماني ربيع

“سهران لوحدي أناجي طيفك الساري
سابح في وجدي ودمعي ع الخدود جاري
نام الوجود من حواليا وأنا سهرت في دنيايا
أشوف خيالك في عنيا واسمع كلامك ويايا
اتصور حالي أيام و ليالي مرت على بالي”

يجلس عمر وحيدا ليطوي أحزانه بعيدا عن أعين المتربصين، صوت ثومة لسان حاله، قلبه المتثاقل عاجز عن الحياة في دنيا ليست فيها “بطاطس”..  ربما مرت سنين على افتراقهم كزوج وزوجة  لكنها دوما كانت هناك بين أنفاسه توهبه الحياة، وفي ذكرياته طيفا لا يغيب..

“يا مجنون .. يا مجنون حد يشوفنا .. بنات أوروبا أحلى ولا بنات مصر ؟
كل بنت كنت بقابلها فى أوروبا كانت بتفكرني بيكي”

مشهد من فيلم “حكاية العمر كله” ربما يشبه لقاءته الترانزيت بها على هامش حياته الحافلة في هوليود، غالبا ما تبدأ بعتاب هامس من عينيها الحنونتين لتنتهي بقبلة تنسى معها كل ما كان ولا تفكر سوى بانه معها الآن وهذا يكفيها..

متى بدأ كل شيء؟ قبلة كانت هي البداية لقصة من وحي الحكايات الخرافية نجمة في السماء تخطف قلبها عينان واسعتين حافلتين بالغواية..

طوال مدة تصوير “صراع في الوادي” كانت شفتيها عاجزتين عن البوح بما يسكنها من عشق أشبه بإعصار ربما يعصف بكل حياتها التي مضت وبأيامها القادمة أيضا، تقاوم نفسها كثيرا تقاوم إحساسها، تحطم تابوهاتها المنيعة وتكسر شفتيها حاجز الكلام بقبلة.. قبلته كما لو كانت خريفا يرتوي من ماء شفتيه..

فقد كانت قصة حبهما، أشبه بالقصص الكلاسيكية الرومانسية الخالدة، حيث كانت حمامة هى السبب فى دخول الشريف مجال التمثيل، بعدما رفضت وجود شكرى سرحان كبطل أمامها فى فيلم “صراع فى الوادى”، حيث كان عمر الشريف زميلا للمخرج يوسف شاهين، فعرض عليه الدور فوافق، والملفت أن فاتن حمامة كانت معروفة بعدم تأديتها لمشاهد القبل، إلا أنها كسرت تلك القاعدة، أمام عمر الشريف، لتبدأ من هنا قصة حبهما، والتى دفعت عمر الشريف لإشهار إسلامه ليتزوجا بعد ذلك فى زيجة استمرت حتى عام 1974.

“افتكر لي لحظة حلوة عشنا فيها للهوا ..
افتكر لي مرة غنوة يوم سمعناها سوا”

ما زال يجلس وحده طيفها أصبح هاجسه صباحه وليله يأتي على تلافيف مخه لم يترك أخضر ولا يابسًا يقولون زهايمر ضرب عقله وأصبح مخرفا لا يعلمون أنه بات درويشا في محراب ذكراها..

رحلت فاتن في 17 يناير لكنها كما عودته بسخاء عطائها تركت وراءها الباب مفتوحا ليتذكر أيامهما الحلوة التي كانا فيها دوما على موعد مع السعادة ولبى عمر نداءها اليوم 8 يوليو في نفس العام ليقابلها في الموعد المنتظرعند نهر الحب، واليوم لا زلنا نتذكرهما معا رغم مرور 3 سنوات على الغياب.

ربما يعجبك أيضا