عملية سلفيت.. هل باتت المقاومة الخيار الأمثل لردع الاحتلال؟

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

قالوا عن مُنفذ عملية سلفيت.. بدأ بطعن الجنود على طريقة مهند الحلبي، أطلق عليهم النار على طريقة باسل الأعرج، اغتنم سلاحهم على طريقة عاصم البرغوثي، أجهز عليهم من مسافة صفر على طريقة أحمد جرار، اشتبك في “بركان” على طريقة أشرف نعالوة.

وحتى الآن لا يزال منفذ عملية سلفيت مجهولًا، ولكنه أرعب ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية “أرئيل”، ووضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مأزق، لتزامنه مع قرب إجراء الانتخابات في دولة الاحتلال، بعد اختراق منظومة الاحتلال الأمنية ومقتل جنديين ومستوطن وإصابة 6 أخرين.

عملية سلفيت

بالقرب من مستوطنة أرئيل قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية، قام شاب فلسطيني بطعن جندي إسرائيلي واستولى على سلاحه ليطلق به النار على جندي أخر وسرق سيارته، مُفرغًا رصاصات السلاح الذي بحوذته على المستوطنين ما أدى لمقتل مستوطن وإصابة 6 أخرين.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فقد لقي جنديان وأحد المستوطنين مصرعهم ليرتقي عدد القتلى إلى ثلاثة، وسط توقعات بأن منفذي العملية مجموعة مُنظمة وليس شخصًا واحدًا، ويُعتقد بأن المنفذين مُدربون بشكل جيد على استخدام السلاح، ولكن هناك تضارب بشأن المنفذ إذا ما كان شخصًا واحدًا أو أكثر.

وجاء في تفاصيل الحادث، أن فلسطينيا قام بطعن جندي إسرائيلي في ميدان أرئيل، ومن ثم خطف سلاحه وأطلف النار عليه وعلى جندي آخر وقام بسرقة سيارته.

ووفقًا للاحتلال، فقد واصل المنفذ القيادة وإطلاق النار على مفترق باركان، حيث أوقفت السيارة، ومن ثم هرب من المكان بعد أن أصاب عددا من المستوطنين قُتل أحدهما وأصيب آخرون.

إسرائيل تستنفر

وعقب الحادث، قامت قوات الاحتلال باستدعاء وحدات خاصة، فضلًا عن تعزيز الإجراءات العسكرية في محيط المنطقة وجنوب شرق نابلس بعد إغلاق عدة شوارع في سلفيت بحثُا عن منفذ العملية.

وبحسب مصادر فلسطينية، اقتحمت قوات الاحتلال قرية “بروقين ” غرب سلفيت، وأغلقت مداخل: كفل حارس ، وحارس، ودير استيا، للبحث عن منفذ العملية، وقامت بالاستيلاء على تسجيلات كاميرات المراقبة في المناطق القريبة.

كما انتشر عشرات المستوطنين في مفترق الطرق بمحافظة “سلفيت”، والشوارع الرئيسة التي تربطها بالمحافظات الأخرى، ومفرق “يتسهار” جنوب نابلس، وقاموا برشق المركبات المارة على الطريق الواصل بين نابلس وقلقيلية بالحجارة، ما أدى إلى تضرر عدد منها.

وأفاد رئيس مجلس قروي بروقين، سعيد علان، بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بأعداد كبيرة، وأغلقت مداخلها وانتشرت في وسطها، وشنت عمليات دهم وتفتيش باستخدام الكلاب البوليسية.

ونوه شهود العيان، إلى أن قوات الاحتلال أطلقت العديد من طائرات الاستطلاع (بدون طيار) في سماء قرية بروقين ومحافظة سلفيت، بالتزامن مع نشاط جنودها على الأرض بحثًا عن منفذ عملية أرائيل.

مباركة فلسطينية

وسط الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغيرها، بات خيار المقاومة هو الرادع الأمثل لمثل هذه الانتهاكات المستمرة.

وفي أول تعقيب على عملية سلفيت، اعتبرت حركة حماس، الخيار الأمثل لردع الاحتلال وإفشال مخططاته وحماية مقدساته والدفاع عنه.

وباركت الحركة -في بيان لها اليوم- عملية سلفيت واصفة إياها بـ”البطولة الجريئة” ومؤكدة أنها تأتي ردًا على جرائم الاحتلال، وما يحدث في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات وتدنيس واعتداءات.

كما باركت فصائل وأجنحة عسكرية فلسطينية أخرى عملية سلفيت، ومن بينها حركة الجهاد الفلسطيني، وكتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة الأحرار.

وكنتيجة اولية رفعت العملية من معنويات غزة المحاصرة، وخففت الاحتقان الداخلي، ووزع أهالي غزة الحلوى ابتهاجًا وفرحًا بالعملية.

ضربة قاصمة لنتنياهو

تعد العملية ضربة قاسمة لفرص نتنياهو في الاستحواذ على أصوات الناخبين، فما حدث في سلفيت وجه ضربة للأمن الذي لطالما تغنى به نتنياهو خلال استعداده للانتخابات والتي قد تؤثر بدورها على مزاج الناخبين.

ما أوقع الاحتلال في بلبلة، إعلانه تفاصيل العملية حيث نجح المنفذ بالطعن والانسحاب، وهو ما يعني أن المُنفذ قد خطط مُسبقًا للعملية، لكون المنطقة مُشددة الحراسة من قبل جنود الاحتلال ودورياته.

عملية سلفيت فضحت هشاشة المنظومة الأمنية للاحتلال، وإلا فكيف لفرد واحد أن يخترق منظومة الاحتلال بهذه السهولة، والتي تأتي ردًا على انتهاكات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الدينية والتي كان آخرها قرار تمديد إغلاق باب الرحمة بالأقصى.

ربما يعجبك أيضا