غضبًا من شعار “بره بره”.. مسؤول إيراني يطالب باحتلال السفارة الأميركية بالعراق

يوسف بنده

رؤية

تشهد عدة مدن عراقية تظاهرات حاشدة تزامناً مع مرور عام على تشكيل حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد في البلاد.

وتبدي طهران قلقها من التظاهرات القائمة في بغداد، سيما أن التظاهرات هذه المرة، تدور في ميادين العاصمة العراقية بغداد محل صناعة القرار السياسي.

فقد أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن أسفها لوقوع بعض الاضطرابات المتفرقة في العراق وقالت: لدينا الثقة بأن الحكومة والشعب العراقي سيعملان على تهدئة الأجواء المضطربة الراهنة ولن يسمحا باستمرار بعض التحركات التي من شأنها أن يتم استغلالها من قبل الدول الأجنبية.

وفي بيان يظهر القلق الإيراني، سيما أن الشعارات التي ظهرت في هذه التظاهرات تناولت التدخل الإيراني في العراق، والدعم الذي تقدمه للمليشيات والكتل الشيعية.  أكدت الخارجية الإيرانية، على أهمية مسيرات أربعينية الإمام الحسين، وضرورة إقامتها بشكل عظيم ورائع. ومع ذلك دعت في الوقت نفسه الشعب الإيراني إلى تأجيل سفرهم إلى العراق حتى تهدئة الأوضاع في هذا البلد والاهتمام التام بتحذيرات المسؤولين السياسيين والأمنيين في البلاد.

إيران السبب

تقول القدس العربي اللندنية: “تبدو مطالب التظاهرات اقتصادية وخدمية، مما لا يتناسب مع ردود الفعل العنيفة من السلطات الأمنية”.

وتضيف الصحفية: “أغلب تعليقات المتظاهرين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر الاحتجاجات مواجهة بين الشعب المضطهد والأحزاب والميليشيات، فهي لا تفرق بين السلطات الحاكمة التي تطلق قواتها النار عليها وبين الميليشيات والأحزاب التي تتقاسم المنافع والامتيازات، معتبرة إياها كتلة واحدة تمارس القمع والسرقة والفساد”.

وتؤكد الصحيفة أن هناك بُعدا آخر في التظاهرات والذي يتمثل في “علاقة استتباع المنظومة الحاكمة والميليشيات بإيران، بحيث يتكامل مشروع الفساد الحزبي والميليشياوي مع علاقة التبعية البائسة لبلد آخر، حيث تجري مبادلة قوامها السماح لمنظومة الحكام والميليشيات بالفساد المعمم مقابل الحفاظ على مصالح طهران”.

وتحت عنوان “جيل العراق الجديد ينتفض”، يقول سعد ناجي جواد في رأي اليوم اللندنية “تجدد الهتافات التي تقول (إيران بره بره بغداد تبقى حرة) وهو هتاف يعكس عظم التذمر الشعبي من هيمنة النفوذ والتواجد الإيراني، السياسي والمسلح، في العراق، والأهم تأثيره الكبير على الأحزاب الحاكمة والميليشيات المسلحة”.

وفي العربي الجديد اللندنية، يقول سيّار الجميل: “العالم كلّه يعلم صعوبة الوضع الداخلي في العراق، خصوصاً أنه مرتهن الإرادة لإيران إقليمياً، إذ أنّ نفوذها كبير فيه، كما صرّح رئيسها علناً، فضلاً عن ارتهان العراق سياسياً لأمريكا دولياً. ولكن لا سبيل أمام العراقيين بعد مرور 17 عاما على مشهدهم التاريخي المأساوي إلا الخلاص والتحرّر من ربقة نظام فاسدٍ، وأن يكونوا ثواراً إلى آخر مدى، يصنعون تاريخهم بأنفسهم، ويبدؤون صفحة جديدة تتوفّر فيها المساواة والعدالة والحياة الكريمة، وما ذاك عليهم ببعيد”.

كما يقول مشعل أبا الودع الحربي في السياسة الكويتية إن العراق يشهد “حالة من الغليان بعد أن سبب تدخل إيران فيها كوارث في نواحي الحياة كافة، وأثر هذا التدخل على الاقتصاد بسبب نهب إيران ثرواتها، وانتشر الفقر والجوع والبطالة”.

ويضيف الكاتب “يبقى نظام الملالي ينهب ثروات العراق، ويترك الشعب في فقر مدقع، ورغم أن العراق من الدول النفطية إلا إن شعبه يعاني الفقر والجوع، ولايستطيع الحصول على أبسط حقوقه في حياة آدمية كريمة، وهذا أدى إلى غضب في الشارع وكانت بدايته من البصرة التي رفضت التدخلات الإيرانية في الشؤون البلاد، وخرج الناس ضد أذناب إيران”.

إزاحة التهمة

تحاول طهران إزاحة التهمة عن نفسها، فليس هناك اعتراف منها بأنها جزء من المشكلة، ولذلك تروج آلة الدعاية الإيرانية، أن الأحداث الجارية في العراق تم التخطيط لها خارجياً ودعمها من قبل المغرضين داخليًا.

وتعتبر إيران أن ما يدور في العراق هو في إطار معركتها مع واشنطن، ولذلك أوصى حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الأعلى في صحيفة “كيهان” اليومية، في مقال نشره، اليوم السبت 5 أكتوبر/تشرين الأول، أوصى المحتجين العراقيين بـ”احتلال السفارة الأميركية”.

وقد برر شريعتمداري رئيس تحرير “كيهان” المقربة للمرشد، هذه التصريحات، بأنه “من الواضح أن هناك تواجدًا مشتركًا من العناصر الأميرکية، والإسرائيلية، والسعودية، والبعثيين” في الاضطرابات العراقية الأخيرة، ويجب على المواطنين احتلال “وكر التجسس” الأميركي.

وفي جانب آخر من المقال، أشار شريعتمداري إلى “الإنجازات العظيمة” لاحتلال السفارة الأميركية في طهران عام 1979، قائلا: “لماذا يحرم الشباب الثوري العراقي وطنه المقدس من هذه الإنجازات؟”.

وكان حسين شريعتمداري، رئيس تحرير “كيهان”، قد نقل عن جون نيغرو بونتي، الذي شغل منصب الحاكم العسكري الأميركي لفترة من الزمن بعد غزو الولايات المتحدة للعراق، أنه قال: “لن یحدث انقلاب عسکري في الولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة ليس لديها سفارة في واشنطن”.

وبعد هذا الاقتباس، عديم المصدر، بطبیعة الحال، کتب شریعتمداري عن أزمة العراق.

ويعتقد رئیس تحریر صحیفة “كيهان” أن الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية فقط هم الذين يعارضون وحدة إيران والعراق وسوريا، ويستغلون كل فرصة لضرب هذه الوحدة.

ووفقًا لما ذکره شریعتمداري، فإن “هناك وثائق تثبت ضلوع الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية في احتجاجات العراق اليوم، ففي بدایة الأمر تحرکوا بذریعة تردي الأوضاع المعیشیة، ثم أطلقوا شعارات منحرفة ضد إيران والحشد الشعبي”.

وفي نهاية مقاله، قدم شريعتمداري حلاً للأزمة العراقية، مطالبًا الشباب العراقي بـ”احتلال السفارة الأميركية وتدمير مركز الفتنة والتجسس”.

ربما يعجبك أيضا