“غوتشي” آخرها.. ماركات عالمية ورطتها “العنصرية”

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

في زحمة الإعلانات التجارية المنتشرة على وسائل الإعلام المختلفة وعلى لافتات الشوارع، وجدت إعلانات ذات هدف واضح لشراء سلعة أو استخدام خدمة، وإعلانات أخرى ذات مغزى مُستتر احتوت على مادة عنصرية كانت سببًا في حدوث أزمات حادة، ولطالما شاهدنا بعض الإعلانات لعلامات تجارية شهيرة تسببت بأزمات كبيرة حيث واجهوا اتهامات بالعنصرية، مما اضطرهم لإيقافها والاعتذار عنها لما واجهوه من انتقادات لاذعة.

سترة “بالاكلافا”

أعلنت العلامة التجارية الفاخرة “غوتشي“، اعتذراها بعد موجة من الغضب اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي تتهمها بالعنصرية، والسخرية من أصحاب البشرة السمراء، وقامت “غوتشي” فورا بإزالة سترة “بالاكلافا” من متاجرها وعبر الإنترنت.

وتبلغ قيمة السترة السوداء من غوتشي 890 دولار أمريكي، وتغطي السترة والتي أعطتها غوتشي اسم “بالاكافا” نصف الوجه، من العنق حتى الأنف مع فتحة مستديرة حمراء تظهر منطقة الفم، وتظهر بحسب العديد من المستخدمين الطريق العنصرية التي كانت تستخدم في أوائل القرن التاسع عشر، في محاولة لتجسيد أصحاب البشرة السمراء في عروض سميت بـ” The minstrel show“.

وفي بيان لها، قالت غوتشي التي تملكها شركة “كيرينغ” الفرنسية في بيان لها “غوتشي تعتذر بشدة عن الجريمة التي تسببت بها سترة بالاكافا”، مؤكدة أنه تم سحبها من الإنترنت والأسواق.

وأضافت غوتشي “نحن ملتزمون تماما بزيادة التنوع في جميع أنحاء منظمتنا وتحويل هذا الحدث إلى لحظة تعليمية قوية لفريق غوتشي وما بعده”.

سلاسل مفاتيح

لم تكن هذه المرة الأولى، التي يتم فيها توجيه أصابع الاتهام لإحدى الشركات العالمية التي تعنى في مجال الموضة، فقبل “غوتشي” وفي شهر ديسمبر، سحبت العلامة التجارية الشهيرة على مستوى العالم “برادا” مجموعة من سلاسل المفاتيح والتماثيل المزينة بالقرود أثارت رد فعل عنيف بعد أن وصفها المتسوقون بأنها مجموعة عنصرية وغير حساسة من الأسواق.

وقالت الشركة إنها “لم تكن تنوي أبدا الإساءة إلى أي شخص” في بيان أصدرته في وقت لاحق.

طفل أسمر

في يناير الماضي سادت حالة من الغضب العالم حول العالم تجاه إحدى شركات الملابس الشهيرة، لاظهار الماركة العالمية طفلا أسمر في أحد الإعلانات بشكل عنصري.

تقول صحيفة “ميرور” البريطانية أن السبب الرئيسي في غضب وتوتر المواطنين ببعض دول العالم تجاه ماركة الملابس الشهيرة هو، عرض طفل في إعلان لها وهو يرتدي “سويت تشرت” مدون عليه “أروع قرد في الغابة” لكونه أسمر اللون.

وأضافت الصحيفة أن العديد من متسوقي شركة الملابس الشهيرة طالبوا بمقاطعة ووقف التعامل معها بسبب عنصريتها في إعلانها عن منتجاتها.

وقالت والدة الطفل إنها ليست منزعجة من صورة ابنها وأنه أمر طبيعي وعادي أن يرتدي ملابس مدون عليها “أروع قرد في الغابة” ، لافته إلى أن هذه الجملة لا يمكن ربطها بلون ابنها الأسمر وهذا الأمر ليس مقصودا به إهانة ابنها.

ونشرت صحيفة “ديلي ميل”، لقطات احتاجية قام بها الناشطون في جنوب أفريقيا اعتراضًا على إعلان متجر الملابس الشهير، حيث قام البعض بتحطيم محتويات أحد فروعه ردًا على التمييز العنصري في إعلان ظهر فيه الطفل الأسمر بطريقة غير لائقة ومناهضة لأصحاب البشرة السمراء.

إعلانات أخرى

– تم عرض إعلان عن مسحوق غسيل على الشاشات الصينية يدعو إلى اضطهاد السود، مما أثار جدلًا واسعًا حول العالم، واشتملت فكرة الإعلان على ظهور رجل أسود وامرأة أسيوية بيضاء، فتغازله تلك المرأة فيقترب منها فتدفعه داخل غسالة وتضع المسحوق ويخرج منها رجل آسيوي أبيض .

– إعلان شركة “جيليت”، العلامة التجارية لماكينات الحلاقة للرجال، مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم بعد أنه وصفه ناشطون بأنه يتضمن إشارات إلى التنمر وحركة “Me Too” المناهضة للتحرش الجنسي ضد المرأة والذكورية العدوانية.

– صدمت شركة “فولكس فاجن” المشاهدين عام 2006 بإعلان تليفزيوني عن سيارة “بولو”يظهر فيها رجل إرهابي يرتدي زي عسكري ويلف حول رقبته الكوفية الفلسطينية، ويتوقف بالسيارة أمام مقهى ويضغط على زر الانفجار فينفجر وتظل السيارة كما هي، وتم سحب الإعلان بعد فترة قصيرة من عرضه .

– قامت شركة “سوني” بعمل دعاية لجهاز “بلايستيشن” واستخدمت فيه امرأة بيضاء وترتدي زي أبيض تمسك بوجه رجل أسود زي يرتدي أيضًا الأسود، فكان الإعلان يدعو بشكل كبير لاضطهاد الجنس الأسود .

– في عام 2006 أطلق شركة معجون أسنان تايلاندية إعلان لها باللون الأسود فيه رجل أسود يساعد طفلة تايلاندية صغيرة للحصول على بالونتها، وعندما تراه أم الطفلة تأخذ ابنتها بعيدًا وتصرخ في وجهه، ثم يرجع الرجل إلى بيته وينام على فراش يشبه فرشاة الأسنان وكأنه هو المعجون، ولكن أثار الإعلان التايلانديون السود فمنع من العرض في نفس السنة .

– إعلان شركة “برجر كينج” الذي استخدمت فيه رجل يرتدي زي مصارع مكسيكي ويرتدي علم المكسيك، فقد أثار حجم المصارع المستخدم في الإعلان غضب الحكومة التايلاندية كأشارة للتقليل من الدولة.

– أثار إعلان شركة “أنتيل” غضبًا كبيرًا لاستخدامها رجل أبيض ينحني له 6 أشخاص من أصول أفريقية، ولكن اعتذرت الشركة عن الإعلان ووصفته بعديم الإحساس .

– تعاونت شركة لرقائق البطاطس “بوب شيبس” الأمريكية مع الممثل الأمريكي “آشتون كوتشر”، وارتدى في الإعلان ملابس تشبه أبطال الأفلام الهندية وتحدث باللغة الإنجليزية بلكنة هندية، فأغضب الإعلان المستهلكين واعتبروه عنصري ضد الهنود .

– إعلان في هونج كونج يظهر أيضًا العنصرية ضد السود، فكان عبارة عن خادمة سوداء تخدم رجل أبيض، وبعد الاتهامات التي كيلت له، اضطرت الشركة لإيقاف عرضه.

– عرضت شركة كوكاكولا إعلان في عام 2013 لعدة رجال يتسابقون لمطاردة زجاجة، وخلفهم رجل يرتدي زي عربي ويركب جمل ولا يستطيع مواصلة الركب، والجمل لا ينساق لأوامره، وسبب حالة من الغضب بين المستهلكين العرب.

ربما يعجبك أيضا