«فاروس» يناقش تنافس الصين وأمريكا حول الممرات البحرية في إفريقيا

إفريقيا في استراتيجية الصين وأمريكا حول الممرات البحرية.

يوسف بنده
الكابلات البحرية.. هل تصبح الهدف التالي للحوثيين؟

تشرف قارة إفريقيا بموقعها المتميز على العديد من المضائق والممرات البحرية بالغة الأهمية للتجارة العالمية، ما يعزز من قوة التنافس بين الولايات المتحدة والصين.


تُعتبر المضائق والممرات البحرية بشكل عام هي شرايين التجارة والاقتصاد العالمي، وأية تهديد لأمنها يؤثر بالتبعية في حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد.

وحسب دراسة لمركز فاروس للاستشارات، الثلاثاء 20 فبراير 2024، فإن أمن المضائق والممرات البحرية يتقاطع مع العديد من أبعاد الأمن القومي والعالمي، أبرزها: أمن الطاقة، والأمن الغذائي.

اقرأ أيضًا: مركز فاروس: ماذا تحتاج دول إفريقيا لتحقيق الاستقلالية الاقتصادية والتنموية؟

أفريقيا والشرق الأوسط

ممرات إفريقيا والتجارة العالمية

تشرف قارة إفريقيا بموقعها المتميز على العديد من المضائق والممرات البحرية بالغة الأهمية للتجارة العالمية، ففي الشمال الشرقي تقع قناة السويس بما تمثله من أهمية قُصوى كأقصر طريق يصل بين الشرق والغرب.

وفي جنوب البحر الأحمر يقع مضيق باب المندب بأهميته الحيوية الكبيرة، وفي شرق القارة يقع مضيق موزمبيق.

اقرأ أيضًاتاريخ من الألم.. عودة «عهد الانقلابات» إلى غرب إفريقيا

اقرأ أيضًامركز فاروس يناقش محاربة الخرافات الغذائية في جنوب السودان

وفي أقصى جنوب القارة يقع طريق رأس الرجاء الصالح، والذى مثل لعقود طويلة ممر التجارة الرئيسي بين الشرق والغرب، ويمثل إلى الآن أحد أبرز طرق التجارة والملاحة البحرية العالمية.

ثم في غرب القارة يقع خليج غينيا كأحد الممرات البحرية الرئيسية في التجارة العالمية، ثم في الشمال الغربي يقع مضيق جبل طارق، والذي ظل لعقود طويلة المنفذ الوحيد بين البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي.

وأخيرًا يقع في شمال القارة مضيق صقلية الذي يفصل بين تونس وإيطاليا ويقسم حوض البحر الأبيض المتوسط إلى حوضين فرعيين (شرق المتوسط، غرب المتوسط).

اقرأ أيضًا: مركز فاروس يناقش دور الطاقة في توجيه سياسات روسيا داخل إفريقيا

ثروات افريقيا المنهوب الشركات متعدد الجنسيات في أفريقيا 1. jpeg 1080x675 1

تنافس بين الصين وأمريكا

تركز الولايات المتحدة الأمريكية على استراتيجية بحرية كونية تقوم على مبدأ التفوق البحري إذ تُقر بضرورة السيطرة على البحار لضمان إمكانية الوصول إلى حلفائها وإلى الموارد الطبيعية.

وكذلك من أجل نقل قواتها إلى مناطق المواجهة المحتملة، وتعتمد الاستراتيجية البحرية للولايات المتحدة في هذا السياق على كل من الاقتراب الأمني والعسكري، وذلك من خلال انتشار قواعدها العسكرية، البحرية، والجوية لحماية الممرات والمضائق البحرية الاستراتيجية في إفريقيا والحيوية لطرق الملاحة العالمية وسلاسل الإمداد.

اقرأ أيضًامركز فاروس يحلل دوافع وتداعيات التحركات الإثيوبية في البحر الأحمر

اقرأ أيضًامركز فاروس: إعادة سرد تاريخ الاستعمار من وجهة نظر إفريقية بالتكنولوجيا الرقمية

وعلى الجانب الآخر، لا تفضل الصين الاصطدام بالولايات المتحدة صدامًا مباشرًا، لذا لجأت لعدم استخدام الاقتراب الأمني والعسكري، ولكن اعتمدت على الاقتراب التجاري والاقتصادي، فسيطرت على عدد كبير جدًا من الموانئ البحرية الرئيسية والمشرفة في المضائق والممرات البحرية في إفريقيا.

ولكن كل من الطرفين يعمل على تخريب استراتيجية الاخر بدون الدخول في صدامات مباشرة، فتعمل الولايات المتحدة على تشجيع حلفائها من الدول التي تمتلك شركات كبيرة في مجال الخطوط الملاحية وتطوير وتشغيل وإدارة الموانئ البحرية على منافسة الشركات الصينية في ذات المجال في إفريقيا.

وعلى الجانب الآخر نجد الصين تقوم بتجهيز الموانئ البحرية التي تقوم بإنشائها أو تطويرها بأعماق بحرية كبيرة وأطوال أرصفة تصلح للقطع الحربية وليس فقط للسفن التجارية، وذلك كما لو كان استعداداً من الصين لتحويل أي من هذه الموانئ لقواعد بحرية صينية إذا تطلب الأمر.

للاطلاع على الدراسة كاملة، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا