فرص وتحديات.. انطلاق أعمال قمة المناخ الإفريقية في كينيا

محمد النحاس

هل تستطيع دول القارة الإفريقية التوصل إلى صيغة موحدة تجمع توجهاتها بشأن المناخ لتقدمها إلى العالم؟


انطلقت قمة المناخ الإفريقية في نيروبي بدولة كينيا، اليوم الاثنين 4 سبتمبر 2023، ومن المقرر أن تستمر القمة حتى يوم الأربعاء المقبل.

وتهدف القمة الإفريقية، والتي تنعقد للمرة الأولى، إلى الاتفاق على خطوط أساسية بهدف صياغة خطاب موحد، وتكوين موقف مشترك لدول القارة السمراء، قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الشهر المقبل في نيويورك، وقمة المناخ “كوب 28” في دولة الإمارات العربية المتحدة نوفمبر المقبل.

فرصة لا تضاهى

في مستهل القمة، قال رئيس كينيا، ويليام روتو: “إن موارد الطاقة المتجددة لدينا يمكن أن تنتشل الملايين من فقر الوصول للطاقة، وذلك مع تقليل تأثير الانبعاثات الكربونية على المستويين القاري والعالمي”.

وأضاف روتو: إن توفير الرخاء والرفاهية للأعداد المتزايدة من سكان إفريقيا من دون دفع العالم نحو كارثة مناخية أعمق ليس مجرد اقتراح أو أمنية صادقة. بل هي إمكانية حقيقية، أثبتها العلم”.

اقرأ أيضًا| «كوب 28».. نقطة تحول لتعزيز جهود التكيف مع تغير المناخ

قمة المناخ الإفريقية الأولى 1

وأردف أن “الموضوع الرئيس يتمثل في فرصة لا تضاهى يمكن أن تحصل عليها إفريقيا من خلال العمل من أجل المناخ.. لقد أطلنا التفكير في هذه المسألة، حان الوقت لننطلق”، مشيرًا إلى ضرورة النظر إلى “النمو الأخضر ليس فقط باعتباره ضرورة مناخية فحسب، بل أيضًا باعتباره يوفر فرصًا اقتصادية تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات”.

إمكانات القارة والبحث عن حلول

تستمر القمة التي تستضيفها كينيا من 4 سبتمبر وحتى 6 سبتمبر، وتهدف لمعالجة آثار التغيّر المناخي والاحترار العالمي والذي تعاني منه القارة بقدر كبير لا يتناسب بتاتًا مع مقدار مشاركتها في زيادة الاحترار العالمي، إذ أنها تسهم في زيادة نسبة الانبعاثات الكربونية بما يقدر بـ2% إلى 3% فحسب مع ذلك فإنها أحد أكبر المتضررين بأنحاء العالم.

اقرأ أيضًا| «الإمارات لأبحاث تغير المناخ».. قاعدة بيانات متكاملة لمكافحة التحديات البيئية

وترمي القمة أيضًا إلى إظهار القارة الإفريقية كقوة صاعدة محتملة في مجال الطاقة الخضراء، بما يتوافر لديها من إمكانات في هذا المجال، وكوجهة محتملة للاستثمار المناخي، والبحث عن حلول فعالة تسهم في التحول إلى الطاقة النظيفة.

إيصال صوت القارة

يهدف القادة الأفارقة المجتمعين في نيروبي لإظهار المعاناة التي يعيش على وقعها سكان القارة والبالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، إثر تداعيات التغير المناخي الآخذة في التفاقم يومًا بعد آخر.

وبالإضافة إلى عدد من قادة القارة وممثلين عن دولهم يشارك في القمة خبراء التغير المناخي والمعنيين بشؤون البئية والوزراء ومسؤولين بالأمم المتحدة ويشارك المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص لشؤون المناخ جون كيرى، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وسلفه بان كي مون.

ضريبة عالمية

سيشمل المؤتمر، الذي يتمحور حول تعزيز التحول الأخضر والتمويل المناخي، مناقشات بشأن إمكانات التحول تجاه الطاقة النظيفة في القارة بدلًا من مصادر الوقود الأحفوي في القارة والعوائق التي تحول دون الوصول لذاك الهدف.

ومن المقرر أن تنشر القمة بيانًا مشتركًا في ختام أعمالها، وبحسب صحيفة الجادرديان البريطانية سيشمل ذلك مقترحات لإنشاء صيغة

عالمية لضريبة الكربون، ويرى القادة إن ذلك سيزيد من توافر التمويل المناخي ويحفز البلدان على خفض الانبعاثات ويدعو البلدان الصناعية إلى تسريع جهودها لخفض الانبعاثات.

تحديات تواجه تطلعات القارة

تتمتع القارة السمراء بإمكانيات كبيرة للطاقة المتجددة، كما أن الطاقة الشمسية هي أرخص مصادر الطاقة في معظم البلدان الإفريقية، ومع انخفاض التكاليف المرتبطة بمصادر الطاقة المتجددة، أصبح الوصول إلى الطاقة الخضراء أكثر سهولة.

لكن الأمر ليس بهذا اليسر لأن دول القارة السمراء لا تتبنى ذات المواقف في قضايا المناخ، ففي حين تتبنى بعض الدول مواقف صارمة تجاه الوقود الأحفوري، لدى بلدان أخرى قناعات مختلفة.

فبعض البلدان والتي لديها احتياطيات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي مثل نيجيريا، وهي دولة منتجة (من المتوقع أن تستمر احتياطياتها لعقود قادمة) وكذلك السنغال، التي وصلت إلى اكشتافات كبيرة للنفط والغاز في السنوات الأخيرة. هذه الدول ترى أنها يجب أن تكون قادرة على الوصول إلى إمكانتها والاستفادة من عوائدها لتحقيق النمو الاقتصادي.

ربما يعجبك أيضا