الفضائح والأزمات المتكررة تجبر بوريس جونسون على الاستقالة

آية سيد
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

استقال بوريس جونسون من منصبه في حزب المحافظين نتيجة للضغوط المتزايدة المطالبة باستقالته على خلفية فضيحة كريس بينشر.


واجه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، واحدة من أكبر الأزمات التي أدت إلى الإطاحة به من منصبه، بعد موجة الاستقالات التي عصفت بحكومته.

ونتيجة للضغوط المتزايدة التي واجهها من حزب المحافظين، قدم جونسون استقالته، اليوم 7 يوليو 2022، وبحسب صحيفة الجارديان، أعلن جونسون تنحيه عن رئاسة حزب المحافظين البريطاني، لكنه قال إنه يخطط للبقاء رئيسًا للوزراء إلى أن يختار الحزب من يخلفه.

تفاصيل الأزمة الأخيرة

بدأت الأزمة الأخيرة بعد ظهور فضيحة أخلاقية لنائب مسؤول الانضباط في حزب المحافظين، كريس بينشر، والتي أدت إلى استقالته في 30 يونيو 2022. وكان عدد من أعضاء حزب المحافظين قدموا شكاوى من سوء السلوك الجنسي لبينشر، وسبق وأن اتهمه رجلان بالتحرش الجنسي بهما.

ورغم نفي جونسون علمه بسلوك بينشر، أوردت بي بي سي أنه علم بالأمر بعد تقديم شكوى رسمية ضد بينشر في الفترة من 2019 حتى 2020 عندما كان بينشر وزيرًا للدولة في وزارة الخارجية. وكشف كبير موظفي الخدمة المدنية السابق في وزارة الخارجية، اللورد سايمون ماكدونالد، عن خطاب يفضح كذب الحكومة بشأن علم جونسون بالشكاوى، ما أدى إلى موجة من الاستقالات في حكومته.

بوريس جونسون..فضائح وأزمات

أصبح بوريس جونسون رئيسًا لوزراء بريطانيا في 24 يوليو 2019، بعد توليه منصب وزير الخارجية في الفترة من 2016 إلى 2018، بحسب الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، وهو الرئيس الحالي لحزب المحافظين البريطاني الحاكم. إلا أن فترة حكمه تميزت بعديد الأزمات والفضائح المثيرة للجدل.

ووفق صحيفة إندبندنت البريطانية، بدأت هذه الأزمات في 3 نوفمبر 2021، بعد أن أثار بوريس جونسون الجدل بسبب دعمه للنائب البرلماني ووزير البيئة السابق، أوين باترسون، الذي تبين مخالفته للقواعد. ثم تراجع جونسون عن دعمه في وجه الغضب الشعبي.

فضيحة بارتي جيت

في 30 نوفمبر 2021، ظهرت التقارير الأولى عن فضيحة بارتي جيت، التي أفادت بأن مسؤولين في حكومة جونسون أقاموا 3 تجمعات أثناء فترة الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا. واستمرت التفاصيل في الظهور عن الحفلات، حتى جرى تسريب رسالة بريد إلكتروني، في 10 يناير 2022، للسكرتير الخاص بجونسون، مارتن رينولدز، والتي يدعو فيها 100 شخص إلى حفل في داونينج ستريت أثناء الإغلاق.

ونتيجة لهذا، اضطر رئيس الوزراء للاعتذار والاعتراف بحضوره للحفل، ما دفع المزيد من أعضاء حزب المحافظين للمطالبة باستقالته وجعل الانقسامات الداخلية للحزب تخرج إلى العلن.

تحقيق سو جراي

أجرت المسؤولة رفيعة المستوى، سو جراي، تحقيقًا عن حفلات دوانينج ستريت. وتناول التحقيق 16 حدثًا في الفترة بين مايو 2020 وإبريل 2021. وكشف تقريرها عن عديد المخالفات والتفاصيل عن تورط جونسون ومسؤولين من دوانينج ستريت. واحتوى التقرير على صور لجونسون أثناء حضوره لبعض تلك الأحداث.

وإضافة إلى هذا، أسفرت تحقيقات الشرطة البريطانية عن فرض غرامات على 83 شخصًا ممن شاركوا في هذه الأحداث، من ضمنهم بوريس جونسون، ما تسبب في زيادة الدعوات المطالبة باستقالته.

حجب الثقة وخسارة الانتخابات الفرعية

واجه بوريس جونسون تصويتًا على حجب الثقة في 6 يونيو 2022، والذي شهد تصويت 41% من أعضاء حزب المحافظين على الإطاحة بجونسون. ورغم ذلك، وصف جونسون النتيجة بأنها “فوز حاسم”.

ثم جاءت خسارة الانتخابات الفرعية بهزيمتين ساحقتين في هونيتن آند تيفرتن وفي ويكفيلد، والاستقالة المفاجئة للرئيس المشارك لحزب المحافظين، أوليفر دودن، لتضع جونسون في أزمة جديدة، بحسب الإندبندنت. وقال دودن إنه يشعر بالإحباط من الأحداث الأخيرة، وأخبر جونسون بأنه “يجب أن يتحمل أحد المسؤولية”.

ربما يعجبك أيضا