فنانة روسية تروي تفاصيل هجوم «كروكوس سيتي» الدامي

ناجية من هجوم موسكو توثق تفاصيل مذبحة «كروكوس سيتي»

شيرين صبحي
هجوم موسكو

روت الفنانة الروسية “أليونا كازينسكايا” تفاصيل ما عاشته من رعب الجمعة الماضي، حيث كانت شاهدة على تفاصيل هجوم موسكو الدامي بقاعة “كروكوس سيتي”.

وقالت كازينسكايا إنها اشترت وصديقتها تذكرتين لحضور حفلة لفرقة الروك (بيكنيك) التي تعود إلى الحقبة السوفيتية وهي تؤدي عرضا أمام 6200 شخص في قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو.

إطلاق نار في الحفلة الموسيقية

نشرت كازينسكايا أول رسالة صوتية لها مدتها 10 ثوان عبر قناتها على تطبيق تيليجرام الساعة 8:01 مساء وبدا صوتها مرتعدا ولاهثا مع سماع دوي مرتفع لإطلاق النار في الرسالة.

وقالت “أحبكم جميعا. أنا في قاعة كروكوس سيتي لحضور حفلة لفرقة (بيكنيك). هناك من يطلقون النار في الحفلة الموسيقية. اتصلوا بالشرطة”.

وبينما كان هناك 4 مسلحين يحملون بنادق كلاشينكوف ويقتحمون المبنى ويطلقون النار على الحضور، وجدت كازينسكايا نفسها محاصرة في أعنف هجوم على روسيا منذ 20 عاما.

الهروب خارج قاعة الحفلات

قالت كازينسكايا في مقابلة مع وكالة رويترز نشرت، الخميس 28 مارس 2024، إنها أدركت بسرعة أن الأصوات التي سمعتها هي طلقات نارية وليست مؤثرات صوتية وحاولت وصديقتها إقناع الحضور بترك مقاعدهم والهروب خارج القاعة.

وقالت “حاولنا لفت انتباه الحضور ونجحنا في ذلك. لكن الناس كانوا قد بدأوا في الجري بالفعل للخروج ولم نتمكن من اللحاق بهم. وفي هذه اللحظة دخل المسلحون إلى القاعة وطرحت صديقتي أرضا وقلت لها من الأفضل ‘أن نزحف'”.

قالت كازينسكايا إنها فكرت أن تنشر أي شيء في ذلك الوقت. “نعم، خائفة جدا لكنني سأنشر هذه الرسائل على قناتي (عبر تطبيق تيليجرام) لأنه بهذه الطريقة، سيجدها وسيسمعها أي شخص وسيطلب بدوره المساعدة”.

وفي الساعة 8:08 مساء كتبت ثلاث رسائل في تتابع سريع، اختلط فيهن ترتيب الحروف ذلك لأن أصابعها كانت ترتعش على الهاتف.

كان نص هذه الرسائل المتتالية “من فضلكم اتصلوا بالشرطة… قاعة كروكوس سيتي… هناك إطلاق للنار”.

إشعال حريق في قاعة الحفلات

تمكنت الصديقتان من الخروج من القاعة لكنهما كانتا لا تزالان محاصرتين داخل المبنى. ثم توقف إطلاق النار وظهر خطر آخر.

وفي الساعة 8:17 مساء، نشرت رسالة صوتية من كلمة واحدة وهي “حريق!”

استخدم المسلحون البنزين لإشعال حريق في قاعة الحفلات الموسيقية الضخمة. لاذت الصديقتان بالمرحاض وكانت الأدخنة تتصاعد في كل مكان وحاولتا الخروج 6 مرات لكنهما لم تتمكنا من رؤية أي شيء بسبب الدخان واضطرتا للتراجع في كل مرة.

وبدأت كازينسكايا في فقدان الأمل، وتركت رسالة صوتية اعتقدت أنها ستكون الأخيرة، وقالت في الرسالة “أحبكم. وداعا”.

الاختباء داخل مرحاض

جدت الصديقتان نفسيهما في مرحاض آخر حيث اختبأ الكثير من الأشخاص وكان هناك رجل يقول إنه يعتقد أن باستطاعته إيجاد سبيل للخروج، فسارتا خلفه حتى تمكنتا من الخروج من المبنى ولكن حتى هذه اللحظة لم تشعر كازينسكايا بالأمان.

وقالت “جالت في خاطري فكرتان. الأولى هي أنني أحتاج إلى إسعافات أولية لأنني لا أستطيع التنفس، كنت أشعر بألم في رئتيي وتعرضت لنوبة ربو. والفكرة الثانية هي أنني أريد الابتعاد عن المبنى قدر الإمكان”.

وفي الساعة 8:31 مساء، تركت كازينسكايا رسالة صوتية جديدة تقول فيها “ما زلت على قيد الحياة وأتلقى الإسعافات الأولية. وخرجت (من المبنى). شكرا لكم”.

وقالت كازينسكايا إنها “عانقت الجميع” عندما عادت إلى المنزل. وأضافت أنها لن تذهب إلى النوادي أو الحفلات الكبيرة مجددا قبل مرور وقت طويل على هذا الحادث لكنها تشعر بالراحة بسبب الدعم الكبير الذي حظت به.

ربما يعجبك أيضا