فورين أفيرز: لقاء مرتقب بين بايدن وشي.. التعاون أفضل من المواجهة

أحمد ليثي

لا يتطلب الوصول إلى رؤية واضحة لتعامل الصين وأمريكا معًا إلا طي صفحة العداوة والصراع بينهما، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الكثير من الإنجازات الإيجابية عن طريق التعاون بين البلدين.


أعلن البيت الأبيض، الخميس 10 نوفمبر أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونظيره الصيني، شي جين بينج، سيلتقيان في بالي بإندونيسيا.

وسيكون اللقاء يوم 14 نوفمبر الحالي، على هامش قمة مجموعة العشرين. وأشارت صحيفة فورين أفيرز الأمريكية، في تقرير أعدته جيسيكا ويز، الجمعة 11 نوفمبر 2022، إلى أن الزعيمين يواجهان تحديات اقتصادية كبيرة.

تحديات على البلدين

يشير التقرير إلى أن الصين تواجه تحديات داخلية، تتمثل في نتائج السياسات الصارمة لعدم انتشار فيروس كورونا، والتي أثارت غضب المواطنين الصينيين، وضربت ثقة المستثمرين، خاصة مع تعرض الصادرات الصينية للحظر الأمريكي الجديد على أشباه الموصلات.

ومن جانبه، يواجه بايدن بيئة سياسية داخلية صعبة، مع أن نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية لم تكن بالسوء الذي توقعته استطلاعات الرأي بشأن حزبه، ولكن مع ارتفاع التضخم واحتمال فقدان السيطرة على مجلس النواب، فإنه يواجه الآن احتمالية زيادة معارضة إدارته وسياساتها.

أول لقاء

ترى جيسيكا أن الرياح المحلية المعاكسة التي يواجهها كل قائد قد تقدم حوافز إضافية لتحقيق الاستقرار بين البلدين بعد دوامة من الإجراءات وردود الفعل، وقد توضع قواعد جديدة للعب النزيه بين البلدين ورؤية واضحة للمنافسة، وذلك في أول لقاء بين الزعيمين منذ وصول بايدن إلى الرئاسة عام 2020.

وأشارت، في تقريرها، إلى أن الوصول إلى رؤية واضحة لتعامل البلدين معًا، لا يتطلب من أيٍّ من الجانبين تقديم تنازلات أساسية أو قبول وضع ثانوي، بل طي صفحة العداوة والصراع بين البلدين يمكن أن يؤدي إلى الكثير من الإنجازات الإيجابية عن طريق التعاون بين البلدين.

ماذا يمكن أن تفعل أمريكا؟

قالت جيسيكا إن على بايدن أن يوضح لنظيره الصيني أن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع الصين من خلال المنتديات متعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك القدرة على تحمل الديون وانعدام الأمن الغذائي مع السعي لتحقيق التفاهم بين البلدين.

وفي هذا السياق، يمكن لأمريكا أن تزيل تقييد وصول الصين إلى أشباه الموصلات، وإذابة شكوك الصينيين حول علاقة أمريكا بتايوان، ولكن كل ذلك يحتاج إلى دعم بإجراءات لإثبات حسن النية، لئلا يكون البديل دوامة متسارعة نحو أزمة وصراع من دون وجود قنوات اتصال بين البلدين.

تصادم يمكن تجنبه

قالت جيسيكا إن ردود فعل الجانبين حول تايوان يمكن أن تؤدي إلى تصعيد دولي، بل وتقويض النظام الدولي، إذا لم يكن يوجد مناقشات سياسية عملية تركز على النتائج بدلًا من الظهور بمظهر متشدد، خاصة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، لتايوان في أغسطس الماضي.

وعلى الرغم من الجهود الهشة لتجنب الأزمة، فإن عددًا متزايدًا من المعلقين، وبعض المسؤولين الأمريكيين، قد حذر من أن الحرب الروسية الأوكرانية مجرد إحماء لصراع أكثر أهمية وطويل الأمد مع الصين، حتى إن بعض المحللين أشاروا إلى أن الحرب مع الصين بشأن تايوان أمر لا مفر منه.

الصين تحارب تايوان

يشير العديد من هذه التعليقات إلى موعد نهائي مفترض لاستخدام الصين القوة، لاستعادة تايوان في غضون عامين إلى 5 أعوام مقبلة، على افتراض أن شي يبحث عن أقرب فرصة لمهاجمة تايوان، سواء لأنه أصبح أكثر ثقة بالقدرات العسكرية للصين، أو لأنه يدرك أن الاتجاهات العسكرية والسياسية تميل ضد الصين.

ويوجد العديد من الأسباب للاعتقاد بأن مثل هذه الافتراضات مضللة، لأن شي لم يتحدث عن حرب مع تايوان، وخطابه أمام المؤتمر العشرين للحزب في أكتوبر لم يتضمن أهدافًا متسارعة للتحديث العسكري أو لغة أكثر عدوانية ضد استقلال تايوان، بل أكد أن الصين ستواصل النضال من أجل إعادة التوحيد السلمي للبلاد.

هل يمكن أن تحارب تايوان؟

بحسب جون كالفر، في مقاله بموقع كارنيجي 3 أكتوبر 2022، يجب أن توجد مؤشرات موثوقة على أن الصين تنوى شن حرب على تايوان، وعلى الرغم من أن الصين خاضت آخر حرب كبرى ضد فيتنام عام 1979، فمن الممكن تأطير كيف يمكن أن تستعد بكين لهذا الأمر، وما المؤشرات المحددة التي يمكن أن نتوقع رؤيتها.

وتشير التقارير إلى أن شي والحزب الشيوعي الصيني يفهمان أن الغزو المباشر لتايوان سيكون مهمة استراتيجية شاقة، وسينهي أي عودة مفترضة إلى الوضع السابق، فيمكن أن تستمر مثل هذه الحرب من سنوات إلى عقد، وستخضع الصين لعقوبات أمريكية، وربما متعددة الأطراف.

خسائر ضخمة

قال كالفر إنه لن يكون من الخفي لمجتمع الاستخبارات الأمريكي ولتايوان أن الصين تنوي شن حرب على تايوان، فالحرب تستهلك مخزونات ضخمة من الذخائر، خاصة تلك الموجهة بدقة إلى الحرب البحرية والجوية والبرمائية عالية الكثافة، وبدأت الصين بالفعل في زيادة إنتاج الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.

ونوه المقال بأنه من المحتمل أن يعدوا قادة الصين شعبهم نفسيًّا للتكاليف الباهظة للحرب، كالتقشف وموت الآلاف من الجنود، والوفيات المدنية التي قد تنتج عن الحرب، في حين أشار عدد من المراقبين إلى أن موعد شن الحرب قد يكون في عام 2024.

الحرب على تايوان ليست حتمية

قالت جيسيكا إن الحرب على تايوان لم تعد حتمية، خاصة إذا عززت الولايات المتحدة مصداقيتها لدى الصين، وأزالت الشكوك بشأن التهديدات التي قد توجهها إلى الصين.

وأشارت جيسيكا إلى أن كل الأطراف تريد تجنب حرب، وكذلك التصعيد النووي، نظرًا إلى الخسائر التي قد تؤدي إليها في الأرواح وتدمير الاقتصاد العالمي والديمقراطية، بالإضافة إلى أن استطلاعات الرأي الأمريكية لم تؤيد بكثافة المخاطرة بأرواح عشرات الآلاف من القوات الأمريكية للدفاع عن تايوان.

ربما يعجبك أيضا