في تداعيات عزله.. ترامب يقلص عدد موظفي مجلس الأمن ويرفض التعاون!

حسام السبكي

حسام السبكي

في إطار عمليات التقصي والتفتيش، عمن يقف وراء بدء الكونجرس إجراءات عزله، بعدما فضح محادثته مع نظيره الأوكراني، شرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، في اتخاذ قرار بتقليص تاريخي وجوهري لعدد موظفي مجلس الأمن القومي، فيما يلوح في الأفق بوادر أزمة بين البيت الأبيض والكونجرس، بعد أن أعلن الرئيس الجمهوري عن تريثه في طلب مجلس النواب التعاون بشأن الأزمة.

في غضون ذلك، وعلى ما يبدو أن قضية عزل ترامب، ستأخذ مسارًا أكثر سخونة خلال الفترة المقبلة، يدرس مسؤول آخر في الاستخبارات الأمريكية، تقديم شكوى ضد ترامب في الكونجرس، ربما تعجل بإجراءات عزل أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة إثارة للجدل.

في تداعيات متسارعة لأزمة عزل ترامب، أمر الرئيس الأمريكي بتخفيض عدد العاملين بمجلس الأمن القومي، والبالغ عددهم حاليا 310 موظفين.

وأشارت وكالة “بلومبرج” الأمريكية إلى أن طلب ترامب نقل إلى المجلس من خلال كبير موظفي البيت الأبيض، ميك مولفاني، ومستشار الرئيس الجديد للأمن القومي، روبرت أوبراين، دون أن يتم ذكر الرقم الجديد لموظفي المجلس.

ورجحت الوكالة الأمريكية أن يكون القرار مرتبطا بعنصر الاستخبارات الذي أطلع الكونجرس عن المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني، إذ أن ترامب نشر تغريدة الأسبوع الفائت تشير إلى أن ذلك الشخص عيّن في المجلس أثناء ولاية الرئيس باراك أوباما.

تأتي تلك التطورات في وقت يبحث فيه الديمقراطيون ذوي الأغلبية في الكونجرس عزل الرئيس ترامب على خلفية اتهامه بالضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق بشأن خصمه المحتمل في انتخابات 2020 جو بايدن مقابل مساعدات عسكرية قدرها 400 مليون دولار.

جدير بالذكر أن تاريخ تأسيس مجلس الأمن القومي يرجع إلى عهد الرئيس هاري ترومان في عام 1947، وتنحصر مهمته في توفير استشارات تتعلق بالسياسة الخارجية لرؤساء الولايات المتحدة.

تصعيد جديد

وبينما يسعى الرئيس الأمريكي، لاحتواء أزمة عزله داخل الكونجرس، يدرس مسؤول استخباراتي آخر، في الوقت الحالي تقديم شكوى رسمية ضد ترامب والإدلاء بشهادته في الكونجرس بشأن القضية ذاتها المتعلقة باتصالاته بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.

وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أن المبلغ الثاني على اطلاع “مباشر” على الأحداث أكثر من المبلغ الأول، وهو أيضا مسؤول استخباراتي، والذي كان قد قال إن ترامب استعان بالرئيس الأوكراني لإيذاء منافسه في الانتخابات جو بايدن.

وقالت نيويورك تايمز إن “نافخ الصفارة” الجديد المحتمل كان واحدا ممن التقى بهم المفتش العام لوكالات الاستخبارات مايكل إتكينسون بهدف التحقق من مزاعم المبلغ الأول.

ورأت الصحيفة أن من شأن تقديم شكوى للكونجرس من قبل شخص أكثر قربا من الأحداث أن يعطي مصداقية لرواية عنصر الاستخبارات الأول.

ترامب يرفض التعاون!

مع احتدام الأزمة داخل أروقة الكونجرس الأمريكي بشأن عزل ترامب، أبدى الأخير – وكعادته في الحقيقة – صلفًا وتعنتًا كبيرين، في الاستجابة والتعاون بشأن وثائق تدينه في اتصالاته مع الرئيس الأوكراني.

بداية الأزمة، ترجع إلى مذكرة رسمية أصدرها الزعماء الديموقراطيّون الذين بدأوا في الكونجرس الأمريكي تحقيقاً لعزل الرئيس دونالد ترامب، الجمعة، تُلزم البيت الأبيض بأن يُسلّمهم بحلول 18 تشرين الأوّل/ أكتوبر وثائق تتعلّق بقضيّة الاتّصال الهاتفي بين ترامب ونظيره الأوكراني.

وكتب هؤلاء في بيان “لقد رفض البيت الأبيض التعاون، أو حتّى الردّ على طلبات متعدّدة مِن لجاننا، لتسليم وثائق بشكل طوعي”. وأضافوا أنّه “بعد نحو شهر من التعطيل، يبدو واضحًا أنّ الرئيس اختار طريق التحدي والعرقلة والتستر”.

وكان ترامب أعلن في وقت سابق الجمعة أنّه لا يزال غير متأكّد ما إذا كان سيتعاون مع الكونغرس في التحقيق الذي بدأه الديموقراطيّون لعزله. وصرّح لصحافيّين في البيت الأبيض “لا أعلم، هذا يتوقّف على المحامين”.

ونفى ترامب أن يكون ارتكب أيّ خطأ في علاقاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشدّدًا على أنّ اهتمامه الوحيد كان “النّظر في الفساد”.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن دبلوماسيين أميركيين صاغا بيانا للرئيس الأوكراني كان من شأنه أن يلزم بلاده بالتحقيق مع خصوم الرئيس دونالد ترامب السياسيين.

على صعيد آخر، سعى ترامب مجددا إلى تدخل أجنبي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية من خلال دعوة الصين صراحة لفتح تحقيق في أنشطة منافسه السياسي الديمقراطي جو بايدن في تكرار لطلب مماثل تسبب بالفعل في بدء إجراءات لمساءلته في الكونجرس تمهيدا لعزله.

ربما يعجبك أيضا