في رد على ضغوط غربية.. الخليج وجهة الرئيس التونسي لمواجهة الأزمة الاقتصادية

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

بدأ الرئيس التونسي قيس سعيد تنفيذ وعوده وخياراته فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وذلك بعد اتخاذه الإجراءات الاستثنائية يوم 25 يوليو الماضي.

واستقبل قيس سعيد العديد من المسؤولين الخليجيين كان آخرهم وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح الذي شدد على مساندة القيادة الكويتية لخيارات الرئيس التونسي وثقتها في قدرته على تجاوز الصعوبات وتحقيق آمال الشعب التونسي.

كما أكد وزير الخارجية الكويتي ” على تعزيز حجم الاستثمار في تونس وتنويعه في الفترة القادمة والترفيع في حجم التبادل التجاري، مضيفا بأن الظروف صارت ملائمة لإرساء برامج ثنائية لدعم التعاون الاقتصادي وفي مجالات التعليم والصحة والتكنولوجيات الحديثة لا سيّما في أفق انعقاد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة والاحتفال بمرور 60 سنة على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.

وجدّد الوزير الكويتي تطلع بلاده إلى تلبية الرئيس قيس سعيد للدعوة الموجهة إليه لزيارة الكويت.

بدورها أبدت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية استعدادها للمضي قدما في تعزيز التعاون الاقتصادي مع تونس حيث أفاد المدير العام للتمويل والدفوعات الخارجية في البنك المركزي التونسي، عبد الكريم لسود أنه تجري مفاوضات مع كل من الإمارات والسعودية من أجل الحصول على تمويل إضافي لموازنتها.

وأوضح أنه “سيتم فتح الباب لتعبئة موارد الدولة عن طريق التعاون الدولي” فيما قال محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي إن عدة دول صديقة لتونس ستقف معها بالتأكيد في هذه الفترة المالية الصعبة.

كما أدت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن زيارة إلى الرياض الأحد للمشاركة في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر وهي أول زيارة لها بعد تولي المنصب حيث اعتبرت رسالة دبلوماسية قوية خاصة وانه جرت العادة أن تكون أولى الوجهات للمسؤولين التونسيين عقب تنصيبهم هي الجارة الجزائر.

ويرى مراقبون أن الرئيس قيس سعيد يتخذ خطوات جدية لترميم العلاقات مع عدد من دول الخليج بعد تورط الإسلاميين في تعكير صفوها بسبب جر تونس إلى محاور معينة.

ويتذكر التونسيون الحملات مدفوعة الآجر التي شنتها سوائل إعلام وصفحات تواصل اجتماعي مرتبطة بالتيار الإسلامي ضد دول دعمت تونس في كل المراحل كالإمارات والسعودية والبحرين.

ويقول الإعلامي التونسي البارز لطفي العماري أن حكم الإسلام السياسي أساء لعلاقات تونس بعدد من الدول الصديقة والشقيقة وذلك في إطار ما يعرف بلعبة المحاور.

السيادة الوطنية

ويرى مراقبون أن قرار الرئيس التونسي تعزيز العلاقات مع دول الخليج يأتي أساسا للدعم الذي أكد المسؤولون الخليجيون أنهم مستعدون لتقديمه في إطار مساندة التونسيين على تجاوز محنتهم الاقتصادية التي تسبب فيها التيار الإسلامي بعد فشله الذريع في إدارة الدولة طيلة 10 سنوات.

لكن السبب الأبرز وفق مراقبين هو محاولة بعض القوى الغربية التدخل في الشأن التونسي وفرض الشروط على الشعب المصمم على إزاحة منظومة الإخوان المسلمين إضافة إلى المخاوف من فرض ضغط اقتصادية على البلاد.

ورغم تمكن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي يملك أذرعا في عدد من الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة من التأثير على بعض الدوائر وهو ما يفسر تصويت البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي ضد تونس بذريعة الديمقراطية لكن الرئيس قيس سعيد ظهر مصرا على مواقفه ورافضا للتدخل في سيادة تونس تحت أية ذريعة.

وكشفت تقارير عن الأموال المهولة التي دفعتها حركة النهضة الإسلامية وحلفاؤها لتشويه صورة الرئيس والإجراءات الاستثنائية التي اتخذها وذلك في عدد من الدول الغربية وترويج نظرية ” الانقلاب” المزعومة رغم أن الشعب التونسي خرج بالآلاف تأييدا لقرار إنهاء حكم الإخوان وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد.

لكن بعض الأطراف السياسية ترى أن الضغوط تمارس من بعض الجهات الأوروبية غير الرسمية والتي نصبت نفسها مدافعة عن حقوق الإنسان في حين أن حكومات دول أوروبية وغربية أكدت نيتها تقديم الدعم لتونس بما فيه الدعم الاقتصادي.

ويقول السفير التونسي السابق نجيب حشانة في هذا الصدد أن الضغوط الممارسة على تونس ليس من أجل الديمقراطية ولكن من أجل التطبيع مع إسرائيل أساسا.

بدوره يقول النائب في البرلمان المجمد هيكل المكي أن الغرب لا يفكر في الديمقراطية بل في التدخل في شؤون البلاد خدمة لمصالحه داعيا إلى تعزيز التعاون مع الصديقة والشقيقة لتونس.

وبالتالي فإن خيار الرئيس قيس سعيد للتوجه إلى الخليج وتعزيز العلاقات خيار صائب في مثل هذه اللحظات العصيبة التي تمر بها البلاد.

ربما يعجبك أيضا