في رسالة أمل.. صناع الموضة اللبنانية يردون الجميل لبيروت

أماني ربيع

أماني ربيع

تمتلك لبنان النصيب الأكبر من الحضور العربي على منصات الموضة العالمية، وصاروا أيقونات حقيقية تسعى كبار النجمات والمشاهير للحصول على أزياء بتوقيعهم.

ورغم ما قد يعتقده البعض بأن الموضة مجرد صناعة ترفيهية، لا يهم أبناءها إلا الشهرة وجني الأموال، إلا أن جائحة كورونا أثبتت خطأ هذا الاعتقاد، ففي إيطاليا مثلا ومع بدء الموجة الأولى للفيروس التي راح ضحيتها آلاف الإيطاليين، كان مصممو الأزياء أول من وقف بجانب بلادهم في هذه الأزمة، وبادروا بالتبرع لصالح القطاع الطبي، ودعم الأبحاث عن لقاح للفيروس، وأبرزهم فالنتينو.

وعلى ذات النهج سار معظم صناع الموضة في أوروبا وأمريكا، حيث كرسوا مصانعهم لدعم القطاع الطبي في بلادهم وتغذيته بالمواد اللازمة من كمامات ومنتجات كحولية.

وبعد الانفجار المروع في مرفأ بيروت الذي حول العاصمة اللبنانية إلى مدينة منكوبة، بادر عدد من مصممي الأزياء اللبنانيين إلى مساعدة بلادهم في هذه الأوقات العصيبة، وفي مقدمتهم المصمم زهير مراد الذي أطلق إصداراً محدوداً من “تي شيرت” قطني باللونين الأبيض والأسود، مكتوب عليه عبارة Rise from the Ashes التي تعني “النهوض من الرماد”، في مبادرة هدفها جمع التبرعات للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت.

واختار زهير، الذي دُمر مقره في بيروت بالكامل، إلى جانب 80 % من أرشيفه وجميع أعماله للمجموعات القادمة من الملابس الجاهزة والأزياء، هذه العبارة التي تختصر فلسفة الشعب اللبناني في التعامل مع الأزمات، مثل طائر الفينيق أو العنقاء الذي ينبعث من رماده، وبحسب المصمم العالمي، ستذهب إيرادات مبيعات “التي شيرت” لصالح جمعية “فرح العطاء” التي تعمل على تلبية الاحتياجات الإنسانية للمتضررين من الانفجار.

ونجحت مبادرة زهير، خاصة بين المشاهير سواء في الوطن العربي أو العالم، فمن الوطن العربي، دعمته التونسية درة، ومواطنته سيرين عبد النور، والإنفلونسر كارن وازن، وملكة جمال لبنان مايا رعيدي ومن مصر يسرا ومي عمر، إلى جانب النجمات العالميات، جينفر لوبيز، وصوفيا فيرجارا، وكورتني كوكس، والموديل شاينا شايك ونجمة تلفزيون الوقاع كورتني كارديشيان.

وبدوره سعى المصمم اللبناني الواعد نجا سعادة إلى دعم بلاده، عبر تصميم فستان أطلق عليه اسم “أنا بيروت”، خصص ثمنه لدعم حملة “أبواب بيروت” التي تهدف إلى ترميم منازل المواطنين التي تدمرت بفعل الانفجار.

عرض سعادة، الفستان، الذي تم تنفيذه في وقت قياسي، للبيع في مزاد، وتم بيعه بـ 125 مليون ليرة لبنانية، ما يساوي 82.483.

وقامت الإعلامية رابعة الزيات بارتداء الفستان في جلسة تصوير وسط حطام مدينة بيروت، في رسالة أمل أراد المصمم الشاب أن يبعث بها لبلاده.

 

ويعتبر فستان “أنا بيروت” ثمرة التعاون بين الفنانة التشكيلية أدريانا الحاج،  مع المصمم نجا سعادة، حيث حمل الفستان رسمة امرأة ترمز لبيروت، تودع أبناءها الراحلين.

واختارت الفنانة ألوانا مبهجة، كنوع من الطاقة الإيجابية، في رسالة أمل للشعب اللبناني الذي عانى طويلا من الفساد والآلام.

كما أعلن المصمم اللبناني حسين بظاظا عن تبرّعه بعائدات مجموعة ARCHIVES PROJECT VOL.1 من شهر أغسطس وحتى أكتوبر المقبل، إلى مركز سرطان الأطفال Children’s Cancer Center of Lebanon، الذي تحطم جراء الانفجار.

وأعلنت دار المصمم اللبناني رامي قاضي، عن خفض سعر أحد فساتينه من مجموعة خريف وشتاء 2020 من 16 ألف دولار إلى 12 ألف دولار، وقال إنه سوف يتبرع بعائدات هذا التصميم لصالح جمعية Bebw’shebbek التي تقوم بمساعدة متضرري الانفجار في إعادة بناء أبواب ونوافذ بيوتهم.

وأعلن مصمم المجوهرات اللبناني رالف مصري عن تبرّعه بمبيعات خاتم Phoenician Script الذهبي إلى الصليب الأحمر اللبناني، عبر دفع ثمن الخاتم البالغ 1300 دولار إلى الصليب الأحمر مباشرة.

وتبرعت مصممة المجوهرات اللبنانية لين عبد النور بجميع عائدات التصاميم المصنوعة يدوياً في لبنان لدعم الجمعيات التي تساعد المتضررين وإعادة إعمار بيروت.

كما تبرعت المصممة ديما عياض، بعائدات مجموعتها من التي شيرت المطبوع عليه كلمة  “أنت… كما أنت” أو “YOU.. AS IS” بالإنجليزية، إلى الصليب الأحمر اللبناني وجمعية “بيت البركة” الخيرية.

وأطلقت مؤسسة الدار لداليا الحج حملة لجمع التبرّعات ودعم الصليب الأحمر اللبناني وImpact Lebanon، كما تبرعت بنسبة 100% من مبيعات تي شيرت “جيل حر” وفستان Unify لمساعدة الشركات الصغيرة التي تضررت جراء الانفجار.

وبدوره قدم متجر EASTWAVE Concept وهو متجر رقمي لدعم المصممين الناشئين في الشرق الأوسط؛ تبرعا بنسبة من مبيعاته إلى عدد من الجمعيات الخيرية في لبنان.

وأعلن الكونسبت ستور في جدة عن تبرّعه بنسبة 100% من بعض عائدات العلامات التجارية لعدد من الجمعيات الخيرية في لبنان منها: LaSuna وDe Nada Perfumes وOnyx Stones.

وبدوره خصص بوتيك Qirdala للمجوهرات في الكويت، نسبة من مبيعات المصممين اللبنانيين لدعم ومساندة المتضررين من انفجار مرفأ بيروت، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي.

وقامت علامة Amongst Few التي تتّخذ دبي مقراً لها، بتقديم إصداراً محدودا من تي شيرت Prosperity الذي يحمل إسم العلامة المرفق بأرزة لبنان.، سيتم تخصيص عائدات مبيعاته لصالح الصليب الأحمر اللبناني، وImpact Lebanon  وجمعية فرح العطاء.

وقررت علامة الأزياء Qasimi التبرع بجميع عائدات تيشرت Don’t Shoot خلال شهر أغسطس إلى الصليب الأحمر اللبناني، وتم إطلاق هذا التصميم تخليداً لذكرى حرب لبنان عام 1982، ضمن مجموعة خريف 2017.

وتبرعت دار لويس فيتون الفرنسية بـ 400 ألف دولار لمنظمة اليونيسيف، وستقوم الدار بجمع التبرعات عبر تقديم مبيعات عقد Silver Lockit  خلال 2020 إلى المنظمة المعنية برعاية الطفولة.

وخصصت دارالمجوهرات الإيطالية Repossi مبيعات خاتم Berbere Chromatic ، لصالح الصليب الأحمر اللبناني.

وبدورها قدمت مصممة الأزياء الأرمنية تالار بلميجان، جميع عائدات حقيبة Liban Tote إلى بنك الطعام اللبناني وImpact Lebanon.  ، وهي حقائب مزينة برسومات طوابع لبنانية قديمة أصدرت خلال عقدي الستينيات والسبعينيات، بالإضافة إلى بعض الرسومات الجرافيكية التي تعبّر عن لبنان.

 

ربما يعجبك أيضا