توتر المحيط الهادئ يتصاعد.. ماذا وراء التجربة النووية المرتقبة لكوريا الشمالية؟

علاء بريك

لم تقدم بيونج يانج على إجراء أي تجربة نووية منذ 2017، فما معنى أن تختبر قنبلة نووية اليوم؟


في ضوء  تصاعد التوترات في المحيط الهادئ، حذرت الولايات المتحدة من أن كوريا الشمالية قد تجري تجربة نووية في وقت قريب.

هذه التجربة ستكون أولى التجارب النووية لبيونج يانج منذ 5 سنوات، وستزيد من حدة التوترات والاستفزازات المتبادلة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، بحسب عدة مواقع إخبارية.

تجربة نووية مرتقبة

في إحاطة قدمها إلى وزارة الخارجية، في 7 يونيو 2022، قال الممثل الأمريكي الخاص في كوريا الشمالية، سنج كيم، إن كوريا الشمالية بدأت تحضيراتها لإجراء تجربة نووية، ولا شك في أن الولايات المتحدة، بحسب كيم، ستكون متيقظة وتحافظ على اتصال وثيق بحلفائها وشركائها لتكون قادرة على الاستجابة السريعة حال مضيّ بيونج يانج في هذا المسار.

وفي خطابه، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 8 يونيو 2022، شجب مبعوث كوريا الشمالية، كيم سونج، موقف الدول المطالبة بتشديد العقوبات ضد بلده بدعوى تجاربها العسكرية، وقال إن بلاده تمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس من خلال تحديث أسلحتها لمواجهة تهديدات الولايات المتحدة المباشرة والعازمة على تعزيز قوتها العسكرية في شبه الجزيرة الكورية وشمال آسيا.

ما أهمية الاختبار؟

لا تمثل التجربة النووية مجرد دعاية للتقدم العسكري، وليست مجرد وسيلة لترهيب العدو وترغيب الحلفاء، بل تمثل في المقام الأول تجربة بالمعنى العلمي للكلمة: لا تهدر الدولة موادها الانشطارية الثمينة والمحدودة في مجرد استفزاز سياسي، حسب ما كتب أوري فريدمان في صحيفة الأطلنطك.

وقال الخبير في البرنامج النووي لكوريا الشمالية، جويل وت، لصحيفة الأطلنطك إن كوريا الشمالية لا تفعل ذلك لمجرد أنها تريد قول شيء ما، بل لوجود سبب لهذه التجربة، فضلًا عن وجود مسارات معروفة يجب أن تمضي فيها أي دولة تصنع أسلحة نووية، مشيرًا إلى أنه مع كل تجربة جديدة تتعلم بيونج يانج شيئًا جديدًا.

جهود ثلاثية

في مؤتمر شانجريلا في سنغافورة، أوضح وزير الدفاع الكوري الجنوبي، لي جونح سب، أن بلاده ستسعى لتعزيز مستقبل سياسة الردع الأمريكي الموسع، وفي الآن ذاته تعزيز قدرات الرد لدى جيش بلاده، بهدف ردع التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، خاصة بعد زيادة التوترات بين البلدين في الآونة الأخيرة.

وفي خطوة أولى في هذا الاتجاه، تعهد وزراء الدفاع في كل من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، في 11 يونيو 2022، بالمداومة على التدريبات الثلاثية في مجال الدفاع الصاروخي والإعلان عنها، وتهدف هذه التدريبات إلى تعزيز القدرة على العمل المشترك والتنسيق في مجال اكتشاف الأهداف الباليستية وتتبعها وتصنيفها.

وأجرت الدول الـ3 تدريبات في مجال الدفاع الصاروخي المعروفة بـ”تنين الهادئ” في هاواي في إطار مناورات “حافة الهادئ” التي تقودها البحرية الأمريكية، بالإضافة إلى تدريبات الإنذار الصاروخي القائم على المحاكاة كل 3 أشهر.

الخطاب الدبلوماسي الأمريكي

ذكر سنج كيم، في إحاطته إلى وزارة الخارجية، أن الولايات المتحدة قد كانت، منذ مراجعتها الأخيرة لسياستها حول كوريا الشمالية، شديدة الوضوح في سعيها إلى الحوار مع بيونج يانج دون شروط مسبقة، وأعرب عن التزام بلاده بالمسار الدبلوماسي، رغم إطلاق كوريا الشمالية عددًا كبيرًا من الصواريخ الباليستية.

لكن كوريا الشمالية، بحسب كيم، لم تستجب إلى الآن، ولم تصدر عنها أي إشارة تدل على رغبتها في التقارب. وبدلًا من ذلك، زادت من نطاق وحجم تجاربها الصاروخية، وتفاخرت بانتهاكها للنظام الدولي وزيادة التوتر الإقليمي بلا داعٍ، بل إن بيونج يانج أطلقت عددًا غير مسبوقٍ من الصواريخ الباليستية في أوقات الانتشار الواسع لوباء كوفيد-19.

وزيرة خارجية جديدة في بيونج يانج

بحسب شبكة سي بي سي الكندية، أتقنت كوريا الشمالية منذ سنوات فن افتعال الأزمات الدبلوماسية بتجاربها العسكرية وتهديداتها قبل أن تعرض خيار التفاوض بهدف انتزاع تنازلات معينة. وفي خطوة قد تحمل تداعيات مستقبلية على السياسة الخارجية، أقدم الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونج أون، على تعيين الدبلوماسية الخبيرة بالعلاقات الأمريكية، شوي سن هوي، في منصب وزير الخارجية.

حلت سن هوي محل الوزير السابق، ري سن جون، المعروف بمواقفه المتشددة والقادم من خلفية عسكرية. من جهة أخرى، أدت سن هوي دورًا رئيسًا في التحضير لاجتماعي الرئيس الكوري الشمالي مع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في عامي 2018 و2019. 

الجبهة الداخلية

ذكرت شبكة أسوشيتيد برس، في 8 يونيو 2022، أن الرئيس الكوري الشمالي قد ترأس مؤتمرًا سياسيًّا ليناقش فيه الشؤون الداخلية، ومنها تفشي كوفيد-19، ومقاربة العلاقات مع واشنطن وسيؤول إبان عودته إلى سياسة التصعيد النووي.

في هذا المؤتمر، طالب الرئيس ونوابه بالضرب بيد من حديد ضد من يسيء استخدام سلطته من المسؤولين أو يرتكب أفعالًا منحرفة أو غير ثورية، في ظل سعي الرئيس إلى تعظيم وحدة الصف الداخلي بغية تجاوز أزمة كوفيد-19 والصعوبات الاقتصادية.

ربما يعجبك أيضا