في عامه الـ15.. هل يرانا فيس بوك “فئران تجارب”؟

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

أكمل “فيس بوك” عامه الـ15، أمس الإثنين، ليصبح الآن أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم، حيث وصل عدد مستخدميه لأكثر من 2.5 مليار شخص، وبالطبع يعد علامة فارقة في حياة الكثير، الذين وجدوا فيه طريقة جديدة للتواصل وتقريب المسافات، ولكن على الرغم من الجوانب الإيجابية المتعددة التي تميز فيس بوك عن غيره من التطبيقات، إلا أن الفضائح تلاحقه من حين لآخر، بل وتغرمه المليارات.  

كان ظهور مؤسس فيس بوك “مارك زوكربيرغ” لأول مرة على شاشات التليفزيون، في فبراير عام 2004، عندما أطلق موقع “ذا فيس بوك”، حينها كان طالبًا في جامعة “هارفارد”، وكان الهدف الأول من موقعه “ذا فيس بوك”، هو دليل لزملائه الطلاب على الإنترنت، وانتشر الموقع بعد ذلك في جامعة كولومبيا، وبعدها في جامعتي ستانفورد وييل، إذ كان يوفر خدمات مواعدة بين الطلاب بعضهم البعض، وتبادل الوخزات “Pokes”، ولكن مع حلول خريف 2005، وفي تحول سريع، كان 85٪ من طلاب الجامعات الأمريكية يستخدمون الموقع، بينما 60٪ من الطلاب يزورونه بشكل يومي.

وبعد أن كانت الشبكة وسيلة للتواصل بين الطلاب فقط، إلا أنها تحولت بعد 15 عامًا، إلى ظاهرة مضادة تمامًا لخصوصية الإنسان، وجعلتها على المحك، وعلى الرغم من النمو السريع في الشبكة من حيث أعداد المستخدمين، إلا إن عام 2018 على وجه التحديد، من بين العامين الأخيرين، شكل علامة فارقة سلبية في تاريخ الشبكة، بسبب الفضائح التي تعرضت لها.

الفضيحة الكبرى

كانت فضيحة كامبريدج أناليتيكا، من أكبر الفضائح التي لاحقت “فيس بوك”، وذلك بعد اختراق وتسريب بيانات، ما يقرب من 87 مليون من مستخدمي الشبكة، من قبل شركة “كامبريدج أناليتيكا” البريطانية، والتي عملت مع حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية، على توجيه الناخبين في الولايات المتحدة، الأمر الذي كلف شركة فيس بوك، خسائر أكثر من 58 مليار دولار من قيمتها السوقية في أسواق المال الأمريكية، وكان نصيب “مارك زوكربيرج” وحده أكثر من 8 مليارات جنيه، بعد عمليات بيع جماعي من المساهمين في الشركة.

لا خصوصية مع “فيس بوك”

فضيحة أخرى لاحقت فيس بوك، وهي مراقبة الشركة للرسائل الشخصية التي يتبادلها المستخدمون على تطبيق “ماسنجر” الشهير، وتدخلت أحيانا لمنع وصول بعضها، الأمر الذي وضع ثقة الشركة ومؤسسها موضع الشك، وقال زوكربيرج -في مقابلة على الإنترنت، نقلتها وسائل إعلام عدة حول العالم- إن “فيس بوك” لديها أنظمة لمراقبة رسائل المستخدمين، وبإمكانها عرقلتها إذا كانت “تتعارض مع مبادئها”، واستشهد زوكربيرج حينها بحالة منعت فيها هذه الأنظمة وصول رسائل “حساسة” عن التطهير العرقي في ميانمار.

خدعة العشر سنوات

كان التحدي الجديد “صور العشر سنوات” الذي يتطلب من المستخدم أن ينشر صورة له قبل 10 سنوات بجانب صورته الحديثة، انتشر في الآونة الأخير وبسرعة كبيرة بين المستخدمين حول العالم، وعلى الرغم من أنه لا يعرف مصدر التحدي وبدايته، إلا أن بعض الخبراء في التكنولوجيا، قالوا أن هذه الحملة مصدرها “فيس بوك”، وأنها تعاملت مع مستخدميها كفئران تجارب، وحملت أهدافًا غير نبيلة، لجمع أكبر عدد من المعلومات والصور، عن تطور أشكال سكان العالم خلال 10 سنوات، وإن هذه البيانات ستجمع لتكوين قاعدة تستخدم في تقنية “التعريف بالوجه”، لجمع معلومات عن المستخدمين، بهدف تحقيق فائدة تجارية مع شركات الإعلانات.

تجسس على مراهقين مقابل 20 دولارا

دفعت شركة فيس بوك، على مدى السنوات الثلاث الماضية، لمجموعة من المراهقين، 20 دولارا شهريا لكل منهم، مقابل التجسس على أنشطتهم عبر الهواتف الذكية، واعترفت الشركة أنها بالفعل أقدمت على ذلك في إطار مشروع بحثي، استعان بشباب تتراوح أعمارهم بين 13 و25 عاما، يتقاضون مبلغا شهريا، بعد الموافقة على استخدام تقنية VPN (الشبكة الخاصة الافتراضية) لتحميل تطبيق “Facebook Research”.

وبررت فيس يوك هذه الخطوة برغبتها في تحقيق فهم أفضل لعادات المستخدمين على أجهزتهم المحمولة، متعهدة بأنها لن تشارك هذه المعلومات مع الآخرين، كما يمكن لأفراد المجموعة التوقف عن المشاركة في المشروع البحثي في أي وقت. 

وعبر هذا التطبيق، تمكنت فيس بوك من الوصول إلى بيانات مراهقي المجموعة، وشملت هذه البيانات تاريخ عمليات بحثهم على الإنترنت، ومعلومات عن المواقع التي يبحثون عنها، وكذلك رسائلهم الخاصة على تطبيقات التواصل الاجتماعي.

على الرغم من تلك السلبيات والفضائح التي نراها بكل وضوح من قبل شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إلا أن إيرادات فيس بوك تجاوزت كل التوقعات، وزاد إجمالي إيرادات الشركة في الربع الرابع 30 بالمئة إلى 16.9 مليار دولار من 12.97 مليار، وتجاوز الرقم متوسط توقعات المحللين البالغ 16.4 مليار، وزاد صافي الربح إلى 6.88 مليار دولار بما يعادل 2.38 دولار للسهم، ارتفاعا من 4.27 مليار أو 1.44 دولار للسهم في العام السابق.

ربما يعجبك أيضا