في معرض الكتاب.. الحب يرعى النجوم في فيضها!

شيرين صبحي

رؤية – شيرين صبحي

“غياب الحب يفقر القلب، ويعزله في زاوية قصية لا يدركها أحد. فالحب يضفي معنى آخر عاليًا للقلب، ويجعله راعيًا للنجوم في فيضها، ويُصيِّره في مكانة أسمى وأرقى. حيث تتحول قيمته المادية إلى قيمة معنوية، لأن العضو الذي لا يعمل يفسد، ويتيبس ويموت في النهاية”.. لهذا يدعونا الشاعر أحمد الشهاوي، في ديوانه “كن عاشقا”، إلى الانغماس في بحر الحب الذي لا تنفد مياهه.

الحب كان موضوع العديد من الإصدارات المشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يختتم فعالياته غدا الثلاثاء، حيث يقدم المفكر والفيلسوف السويسري رونالد دي سوزا، تحليلا فلسفيا للحب من خلال كتابه “الحب.. مقدمة وجيزة”، ليؤكد أن تلك الكلمة المكونة من حرفين هي أكثر تعقيدا مما هو سائد. ويتساءل: هل نحب حقا، من أجل ما في المحبوب من حسن الخصال أو الجمال أو الأخلاق؟ وهل الحب غيري أم أناني؟

يخبرنا أن هناك أنواعا كثيرة من الحب، لكن الرغبة أو الحب الرومانسي، هو ما جذب البشر، عبر التاريخ، وألهم المبدعين. يقول الباحث تيرى كاسل، بجامعة ستانفورد، أن “دي سوزا” قام بما يمكن أن يراه المرء أمرًا مستحيلًا: “لقد اختصر، بأناقة، ألفى عام من التفكير في الحب”. 

ولكن هل توجد سعادة من غير حب؟ هذا ما ينفيه الأمير غازي بن محمد الهاشمي، من خلال كتابه “الحب في القرآن الكريم”، الذي يتناول فيه حب الله والحب الإنساني، الصداقة، حب العائلة، مراحل الوقوع في الحب، وغيرها. والكتاب هو رسالة قدمها “غازي” لينال بها درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر.  

الحب في معناه الأسمى المتسع لجميع الكون، هو ما ينشده الشاعر حازم مبروك في ديوانه “لا دين إلا الحب”، يضم الديوان 21 قصيدة، يقول في إحداها “أنا يا ابن أمي مؤمن بطريقتي/ لا مثل ما قالوا ولا ما عللوا/ أنا مؤمن بالرب.. فرحة تاكل/ شبع اليتامى منجز ما أملوا/ أنا لا أراه هناك لكن ههنا/ هم أبعدوه وحرموه وحللوا/ لا دين إلا الحب لست بصابي/ لكن بهذا دينه يتنزل”.
 

تعود الكاتبة الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي بعد 5 سنوات من الغياب، بروايتها “شهيا كالفراق”، تحكي فيها عن رجل عذبه الفراق، ففقد ثقته في الحب. رجل غامض يتقرب من بطلة القصة التي تعمل كاتبة، ويخاطبها بكلمات ليست سوى كلماتها! في الرواية تفتح مستغانمي صفحات من ذكرياتها، وتسترجع رواياتها السابقة.

تقول لملهمها: “احتاج لأن استعين بما بقي من شظايا قصتك لكتابة نص شهي والقيام بإعادة إعمار عاطفي لقلوب الحق بها الحب كل أنواع الدمار.. لكن القصص ليس ما ينقصني للكتابة ولا النصوص الجميلة، ينقصني الألم فكل ما تألمت من أجله في الماضي أصبح مصدر ندمي وعجبي، بما في ذلك تلك الأوطان التي مرضت يوم احتُلت، وتلك العواصم التي بكيتها يوم سقطت، لتنجب لنا بعد ذلك قطاع طرق التاريخ وأناسا لا يشبهون في شيء ممن كنت جاهزة للموت من أجلهم”.

تدور رواية “أحلم وأنا بجوارك”، للكاتبة زينب عفيفي، حول فتاة “عانس” تعيش مع أمها الكفيفة في بيت جدها، الذي ورثت عنه مكتبة ضخمة للكتب، فتتخذ من قراءة الروايات حياة موازية، تعيش أحداثها وتتشابك مع أبطالها، ويدور حوار بينها وبين أمها حولهم. وفي أحد الأيام تحضر حفل توقيع لكاتب مشهور حول روايته “سأحبك للأبد”، التي يقول إنها قصة حبه الحقيقية.

تقرر الفتاة أن يكون الكاتب ضيفا في إحدى حلقات القراءة التي تقدمها بالمكتبة العامة، وهنا تنفجر الأم وتعترف لابنتها أنه كان حبيبها، وهجرها دون سبب، فكان سببا في تحطيم حلمها بأن تكون كاتبة مثلة لولا فقدان بصرها، لتتزوج من أول رجل يتقدم لها وتنجب الابنة التي كبرت ووقعت في حب حبيب والدتها. وتظل العلاقة ثلاثية بين الأم، والابنة التي تتصارع مشاعرها، والكاتب الذي يحب الابنه لأنها تشبة حبيبته “الأم”.

فى إطار إنسانى وفلسفى، تدور رواية “حكايات العشق الخمس”، لطبيبة الأسنان جهاد السيسى، تجيب خلاله عن العديد من الأسئلة الحائرة، وتضع مفاهيما مختلفة عن الحب، الحياة، حقيقة الروح، وماهية الكون.

ربما يعجبك أيضا