“قصتي”.. وثائقي يعرض مراحل حياة محمد بن راشد على مدار 50 حلقة

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

حققت الحلقات الأولى من البرنامج الوثائقي الدرامي “قصتي” المستوحى من كتاب “قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً” للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مشاهدات قياسية على شاشات تلفزيون دبي بقنواته ومنصاته المتعددة.

ويجسد الوثائقي قصصاً مختلفة عن مراحل وتحديات وأحداث وذكريات من حياة ومسيرة باني دبي الحديثة.

ويعرض هذا العمل الدرامي التوثيقي الأول من نوعه في الإمارات مختلف مراحل حياة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مدار 50 حلقة تسرد رحلة عطائه بتفاصيلها، وتتضمن الحلقات مشاركة شخصية منه، وهو ما يحدث لأول مرة، في عمل يحكي قصة حياته ونشأته ونجاحه.

الحلقة الأولى.. “الخيل الأولى”

توقفت الحلقة الأولى من برنامج “قصتي”، التي بثت مساء الأحد (31 مايو الماضي) على شاشة تلفزيون دبي، ومدتها نحو 7 دقائق، عند قصة “الخيل الأولى”، حيث تابع الجمهور، من خلال المشاهد الدرامية حكايته مع الخيل الأولى، حيث قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، “هل تعرف ما هو الفرق بین الحبّ الأول والخیل الأولى؟ بالنسبة لي هما وجهان لعملة واحدة”. وأضاف “أحبُّ الخیل منذ الصغر، ونشأت في بيئة تحب الخيل”، وتابع قائلاً: “في مساء أحد الأيام قال لي أبي: سأنظم سباقاً مفتوحاً للخيل في دبي، وأريدك أن تشارك فيه.. كنت في العاشرة من عمري، كلمات أبي يومها، أشعرتني بمسؤولية عظيمة، لأن السباق سيتنافس فيه الجميع”، وأضاف: “كان أبي يمتلك مجموعة من الخيول، فعرض عليّ أن أختار إحداها وأدربها للسباق.. لفتت انتباهي مهرة جميلة، لكن بسبب إصابة في ساقها لم يجربها أحد كفرس سباق”، وأضاف: “راقبتها بعناية، فتيقنت أنها تستطيع المشاركة في السباقات كان اسمها “أم حلق”.. طلبت من أمي الشيخة لطيفة أن تفحص المهرة، وقد لاحظت تفاعلها مع أمي عندما بدأت تعاينها.. كانت “أم حلق” تعلم أن أمي موجودة لعلاجها، فبدأت أعرف حينها ذكاء الخيل ووفائها”.

ومن خلال المشاهد الدرامية للبرنامج التوثيقي الجديد، تابع الجمهور حكايته مع الخيل الأولى قائلاً: “كان ذلك أهم مشروع في حياتي، فالسباق بعد 4 أشهر، وكان عليّ أن أعالج مهرتي، وأدربها خلال 3 أشهر، فواظبت على إعداد علاجها بنفسي، ووضع على قائمتها يومياً، ثم بدأت أدربها على المشي تدريجياً، ومع نهاية الشهر الثالث بدأت صحتها بالتحسن”، وأضاف: “كنت أصطحبها إلى الشاطئ أحممها وأمرنها، نتناول غداءنا أنا والأصدقاء وهي معاً، هناك حيث تغطس أنفها في عشب الصحراء والحشائش، وعندما يحين وقت العودة كنت أصفَّر لها، فتتبعني بسرور، كانت تستمع عند العودة إلى الإسطبلات بمقدار استمتاعها بالنهارات التي تقضيها في الخارج، كانت تقف بهدوء مع التماعة ودودة في عينيها يغلبها النعاس وأنا أزيل الرمل والملح عن غطائها، ثم تحرك أذنها للخلف لتلقط أي تغيير يطرأ على نبرة صوتي وأنا أحدثها بشكل متواصل.. كانت تريح ساقها الخلفية، وتقدم الساق المصابة أمامها، وكأنها تذكرني بالألم الذي تشعر به”.

وختم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله: “تعلمت من “أم حلق” أن الخير عندما تضعه في الخيل يثمر خيراً أكبر، وأن الإنجاز لا يأتي على طبق من ذهب، وأنه عندما تحب شيئاً واصل فيه حتى النهاية، وعندما تريد إنجازاً أعطه كلك لا بعضك”، وذلك قبل أن يستمع الجمهور بمتابعة مقطع بصوته من قصيدته الشهيرة “العاديات”، والتي يقول فيها: “حبْ الرِّمَكْ يجري بشراييني آحبِها وآحبْ طاريها/ أقْسَمْ بها الرَّحْمنْ ف كتابهْ سبحانهْ إبعلمهْ مِسَوِّيها/ قضيتْ عمري في مِوَدَّتها أحبِّها ولا أقدَرْ أخَلِّيها/ ياكَمْ منْ صَحرا ومنْ غابهْ قطَعْتها وآنا أجَدِّيها/ هي مِثلْ شعري ومِثْلْ تَفكيري حِرَّهْ ولا شيٍّ يساويها/ عطيتها لي مَرْ منْ عمري واللي بقىَ منْ العمرْ بَعْطيها”.

الحلقة الثانية.. “الوجهة دبي”

وأطلت الحلقة الوثائقية الثانية، برأسها، من بين دفتي كتاب “قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً” للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتخبرنا بملامح من قصة دبي ومطارها.

حلقة “الوجهة دبي” استلهمت من القصة 35 في كتابه، الذي يسرد فيها حلمه القديم، الذي ترجم إلى واقع، بأن أصبحت دبي ملتقى العالم، لا تعرف شوارعها الصمت.

“لقد آمن جدي الشيخ سعيد بن مكتوم، بالانفتاح على العالم وتحرير الاقتصاد ودعوة التجار ليتخذوا من دبي محطة لهم، ونجح في ذلك بتحريك المياه الراكدة، بعد الكساد الكبير الذي أصاب دبي”، بهذه الجملة تبدأ مشاهد الحلقة الوثائقية، لنتابع فيها حكاية بداية طموح دبي، الذي بدأ يتوسع على يد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وهو الذي “أخذ خيطاً من فكر أبيه، وانطلق بدبي لآفاق جديدة”، حيث يؤكد لنا نائب رئيس الدولة، بأن أباه عرف من جدّه بأن “حياة دبي الاقتصادية وميزتها الرئيسية تكمن في انفتاحها على العالم، وربطها بين الشعوب”.

هكذا بدأ الحلم، ورحلة الكفاح نحو بناء مطار دبي، الذي كان ثمرة إصرار المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حيث يخبرنا، في ذات القصة: “كافح أبي لبناء مطار دبي، ومنعه البريطانيون في البداية، ولكنه أصر حتى استطاع تحقيق حلمه، فقد كان يشتد في أعماق نفسه ذلك الخيط الذي ورثه عن جدي”.

آنذاك، وتحديداً في 1959، كان يقف على عتبة العاشرة من عمره، عندما وقف لأول مرة وسط مطار هيثرو في لندن، حيث كان رفقه أبيه بزيارة للعاصمة البريطانية، لمحاولة إقناع رئيس الوزراء آنذاك بالسماح لدبي ببناء مطارها. آنذاك كان إحساسه بمدينته كبيراً لمعرفته بقدرتها لأن تكون “مدينة كبيرة للتجار والزوار”.

لم يطل الأمد، حتى التقى في إحدى المساءات مع والده، يحدثه عن طموحاته، وعن تطوير الطيران المدني، والتسويق لدبي، حيث كان يحمل في جعبته خطة طموحة عنوانها “الوجهة دبي”، وسرعان ما نال رضا والده، خطته لم تكن تحمل تطويراً للمطار وحسب، وإنما للمدينة، ومعها أطلق سياسة الأجواء المفتوحة، وحملات تسويق لدانة الدنيا.

خطته التي كانت في نهاية السبعينيات عبارة عن حلم، تحولت إلى واقع ملموس، فكبرت معها دبي، واتسع نطاق مطارها، لدرجة خرجت الصحف البريطانية في 2014 بعنوان عريض في صفحاتها الأولى “مطار دبي يتخطى مطار هيثرو كأكبر مطار في العالم، من حيث عدد المسافرين الدوليين”، ويقول: “قرأت الخبر، تذكرت وقوفي مذهولاً وأنا في العاشرة من عمري، قبل أكثر من 50 عاماً في مطار هيثرو، وقلت في نفسي، سبحان الله”.

 

ربما يعجبك أيضا