قطر وتركيا .. ثنائي إرهاب الشرق الأوسط يزعزع استقرار القرن الإفريقي

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

يبدو أن ثنائي الشر في الشرق الأوسط، والذي تشكله قطر وتركيا، يصر على التوسع، بحيث لا تقتصر أنشطته الداعمة للإرهاب على المنطقة فقط، ولكن ليمتد إلى مناطق أخرى بالعالم، على رأسها أفريقيا، وهو ما يبدو واضحا في دعم الأنظمة الثلاثة للعديد من الحركات الإرهابية بالقارة السمراء.

ففي آخر المستجدات، اتهمت الحكومة الإريترية، تركيا وقطر بالسعي لتخريب وعرقلة مسار السلام مع إثيوبيا وفي منطقة القرن الأفريقي. واتهمت وزارة الإعلام الإريترية الحكومة التركية صراحة بارتكاب أعمال تخريب متقطعة بمنطقة القرن الأفريقي، وخصوصا ضد إريتريا، موضحة أن تلك الأعمال تمت بتمويل من قبل قطر.

وأشار البيان إلى أن “الحكومة التركية فتحت، بداية العام الجاري، مكتبا لرئيس رابطة “مسلمي إريتريا” الغامضة تحت مسمى “رابطة العلماء الإريتريين”. وأضاف “التصريحات العلنية التحريضية التي صدرت ضد إريتريا وإثيوبيا في اجتماع لهذه الرابطة قبل بضعة أيام فى الخرطوم كانت خارجة عن أي حدود وسياق”.

وكان رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد، ورئيس إريتريا أسياس أفورقي قد وقعا “إعلان سلام”، في شهر يوليو الماضي، أنهى رسميا عقدين من العداء بين الدولتين، بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.

رعاة الإرهاب

صدور بيان رسمي من إريتريا ضد تركيا وقطر، وهما بلدان مهتمين بالانخراط في القرن الأفريقي، لن يأتي من فراغ أو كاتهامات بدون دليل، حيث تضمن الحديث حول واقعة محددة وهي الأحدث من نوعها، لكن لم يغفل الإشارة إلى انشطة تخريبية أخرى مستمرة طوال العام الأخير على الأقل، وهي الفترة التي شهدت تطورات السلام بين إريتريا وإثيوبيا المدعومة خليجيا وعربيا ومصريا، حيث تسعى تركيا وقطر لعرقلة تلك الجهود، كما عبر أيمن شبانة، خبير الشؤون الأفريقية.

ولفت شبانة، إلى وجود اهتمام تركي بتعزيز نفوذ أنقرة في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، على الرغم من عدم إطلال تركيا على البحر الأحمر، حيث توجه استثمارات ضخمة في تلك المنطقة، تتركز 40% منها في إثيوبيا و5% في الصومال، والبقية متوزعة على مختلف دول القارة.

وقال: “الاتهامات الرسمية لا تصدر إلا إذا كان هناك رصد لأنشطة تخريبية وهدامة في المنطقة، وقطر وتركيا تسعى لمزاحمة أي مصالح إقليمية أخرى في المنطقة، فضلا عن سياستهم الثابتة بدعم الجماعات المتطرفة، تركيا مثلا تقدم تمويلا للحكومة الصومالية بـ4.5 مليون دولار شهريا، وأقامت قاعدة عسكرية في قطر والصومال، وفي ميناء سواكن لها حق انتفاع وإعادة تأهيله من ديسمبر 2017، وهناك اهتمام تركي كبير بالبحر الأحمر، أما قطر ففي الشهر الماضي تبرعت للحكومة الصومالية بمساعدات عسكرية بالمخالفة لقرار الأمم المتحدة بحظر السلام بالنسبة للصومال، والأمر لا يخلو من أنشطة تخريبية وهدامة، فقطر وتركيا تسعيا لتقويض مصالح حفظ الأمن القومي العربي بتلك المنطقة.

قطر ترد

سلمت الخارجية القطرية سفير إريتريا لدى الدوحة علي إبراهيم أحمد، مذكرة احتجاج على هجوم شنته بلاده مؤخرا على الإمارة متهمة إياها بعرقلة جهود السلام بين إريتريا وإثيوبيا.

وذكرت الوزارة -في بيان صدر عنها مساء اليوم الخميس- أن وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري السيد سلطان بن سعد المريخي، أجرى لقاء مع أحمد وسلمه “مذكرة احتجاج على مضمون التصريح الصحفي لوزارة الإعلام بدولة إريتريا الصادر أمس الأربعاء والذي تم فيه الزج باسم دولة قطر واتهامها بتمويل أعمال تخريب ضد إريتريا”. وشددت الخارجية في البيان على أن قطر “تستنكر هذا الاتهام وترفضه جملة وتفصيلا”.

وشكلت المصالحة الإريترية الإثيوبية، التي ساهمت دولة الإمارات في إنجاحها، ترتيبات جديدة في منطقة القرن الأفريقي، أخرجت المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية من آتون النزاعات الحدودية والحروب الأهلية إلى طريق التكامل التنموي والاقتصادي، ما يؤشر إلى تجاوز دول المنطقة لمنطق الاصطفافات الإقليمية التي أضرت بها وبأمنها.

وبادر رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بإنهاء هذا العداء في أبريل الماضي بعد وقت قصير من توليه منصبه، وذلك في إطار حزمة إصلاحات أعادت رسم المشهد السياسي في منطقة القرن الأفريقي.

ويتجاوز لقاء السلام الذي احتضنته أسمرة عتبة إنهاء القطيعة بين البلدين الجارين ليدخل العمق الأفريقي وتتخذ تداعياته أبعادا إقليمية، بشقيها العربي والأفريقي. 

وكانت قطر وتركيا قد لعبتا دورا بارزا في دعم الجماعات الإرهابية، في العديد من دول أفريقيا في السنوات الماضية، حيث ساهمت في تجنيد الشباب المتطرف في العديد من الدول الأفريقية، بالإضافة إلى دعم العديد من الحركات المتشددة، وعلى رأسها حركة الشباب الصومالية، بالإضافة إلى تدشين جمعيات تدار من قبل تلك التنظيمات، بتمويل قطري.

ربما يعجبك أيضا