قيود ترامب أم تحفيزات بايدن.. اختبار قوة الدولار!

كتب – حسام عيد

وسط السباق الرئاسي المحتدم بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، تسيطر حالة من عدم اليقين بأفق العملة الأمريكية، فمن غير المرجح أن تتحسن حظوظ الدولار المتضرر على المدى الطويل بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

تراجع الدولار مع ترقب انتخابات الرئاسة

وقد هبط الدولار الأمريكي بوتيرة ملحوظة أمام سلة من العملات الرئيسية خلال تعاملات يوم الثلاثاء الموافق 3 نوفمبر، مع انتظار انتخابات الرئاسة.

ويأتي هبوط الدولار مع بدء عمليات التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وعلى الرغم من أن جو بايدن متفوق في استطلاعات الرأي على الرئيس دونالد ترامب، فإنها لا تعطي طريقة تنبؤ جيدة بشأن نتيجة الانتخابات.

وبحلول الساعة 9:40 صباحًا بتوقيت جرينتش، انخفض الدولار أمام اليورو بنحو 0.5 بالمائة إلى 1.1695 دولار، بينما استقر مقابل الين الياباني ليسجل 104.70 ين.

وتراجعت العملة الأمريكية بنحو 0.5 بالمائة أمام الجنيه الإسترليني لتسجل 1.2981 دولار، كما هبطت مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.3 بالمائة لتصل إلى 0.9160 فرنك.

وخلال نفس الفترة، ارتفع مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسية بنسبة 0.5 بالمائة إلى 94.68.

أسوأ عام منذ 2017

ورغم ارتداد الدولار في تداولات سابقة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر مقابل سلة العملات الرئيسية، لا يزال مؤشر الدولار منخفضاً 9% عن أعلى مستوياته في مارس، في طريقه لأسوأ عام له منذ 2017، متأثراً بتوقعات استمرار أسعار الفائدة الأميركية قريبة من أدنى مستوياتها التاريخية لسنوات قادمة.

وأظهر استطلاع أجرته “رويترز” خلال أكتوبر الماضي، أن اليورو سيرتفع بنحو 4% إلى 1.21 دولار خلال عام، وفقاً لمتوسط توقعات المحللين.

وأشار التقرير إلى أنه لسنوات، كانت أسعار الفائدة الأمريكية المرتفعة نسبياً مقارنة بالدول المتقدمة الأخرى تدعم الدولار بجعله أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن العائد، وهي الميزة التي فقدها الدولار هذا العام، عندما خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لمكافحة التداعيات الاقتصادية لوباء فيروس “كورونا” متعهداً بإبقائها عند أدنى مستوياتها التاريخية لسنوات.

وقال كيت جوكيس من سوسيتيه جنرال، في مذكرة للعملاء، “اتجاهات أسعار الصرف ستتأثر بالتقارب النزولي لأسعار الفائدة الناجم عن كورونا”، مضيفاً “سيظل الأثر سلبيا بشكل لا لبس فيه بالنسبة للدولار”.

فيما قال جولدمان ساكس” إن الدولار الأمريكي قد يتراجع 15% بحلول نهاية عام 2023 بصرف النظر عن نتيجة انتخابات الرئاسة، وذلك في مذكرة نقلها “بيزنس إنسايدر”.

وذكر رئيس الاستراتيجية العالمية للعملات الأجنبية والأسواق الناشئة لدى المصرف الأمريكي “زاك باندل” أن الدولار مقوم بأكثر من قيمته بمستوى يتراوح ما بين 10% إلى 15% لعدة أسباب من ضمنها البيئة المستدامة لمعدلات الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة.

وأوضح “باندل” أن الانتعاش الاقتصادي العالمي الحاد من الركود الناتج عن جائحة “كورونا” سبب رئيسي آخر لضعف الدولار على نطاق واسع.

وأشار إلى أن عوامل أخرى من بينها تطوير لقاح لـ”كورونا” وفترة استمرار الفيروس ونتائج الانتخابات الأمريكية توثر على توقيت ضعف الدولار، لكنه أكد في الوقت نفسه أنها لن تؤثر على التوقعات على المدى المتوسط.

ضعف الدولار في حال فوز بايدن أو ترامب

ويعتقد العديد من المتعاملين في الأسواق، بحسب وكالة رويترز، أن فوز جو بايدن – الذي يحتل حالياً المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي – واكتساح الديمقراطيين من المرجح أن يؤثرا أكثر على العملة الأمريكية، حيث من المتوقع أن يفتح نائب الرئيس السابق الباب أمام السياسات التي ينظر إليها المستثمرون على أنها سلبية على الدولار، بما في ذلك التحفيز المالي القوي.

على الجانب الآخر، قد توفر أربع سنوات أخرى من رئاسة دونالد ترمب مسارًا أقل وضوحًا للدولار. وقال المحللون إنه على الرغم من أن استمرار نهج ترامب الحمائي تجاه الصين من المرجح أن يعزز جاذبية الدولار كملاذ، فإن العائدات السلبية قد تطيح بهذه المكاسب.

وقد انتقد ترامب الدولار القوي طوال معظم فترة ولايته، واشتكى من أنه يعطي الدول الأخرى ميزة تنافسية غير عادلة في التجارة.

وعلى الرغم من أن الإنفاق المالي المتسارع المتوقع في رئاسة بايدن المحتملة قد يلقي بثقله على الدولار، فإن البعض يعتقد أن نهج الديمقراطيين الأقل مواجهة في السياسة الخارجية قد يعزز جاذبية الدولار كعملة احتياطية.

وأوضح جولدمان ساكس أن “فوز الديمقراطيين قد يدعم توفير حزمة تحفيزات ضخمة لكنه سيشكل ضغطاً على الدولار”.

وشدد على أنه حتى في حالة فوز “دونالد ترامب” في الانتخابات فإن اهتمام الأسواق سيتحول نحو تطوير لقاح للفيروس وأداء الاقتصاد في العام المقبل، لذلك فهو يتوقع ضعف الدولار في حالة تحقق أي من النتيجتين.

ربما يعجبك أيضا