كاتب غربي: لهذه الأسباب فجرت روسيا سد نوفا كاخوفكا

محمد النحاس
سد نوفا كاخوفكا

ساق المقال جملة من الأسباب التي تشي بأن روسيا قد استهدفت السد.. فما الأدلة التي أوردها؟ وما علاقة ذلك بالهجوم المضاد المرتقب؟


يرى محرر الشؤون الأوروبية في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، بن هول، أن تفجير سد نوفا كاخوفكا، سيكون له عواقب طويلة الأمد.

وبحسب هول، فإنه بعد أسابيع من الضربات الأوكرانية بطائرات دون طيار على الأراضي الروسية، والهجمات التي اخترقت الحدود، يأتي دور الروس لتشتيت انتباه العدو، لافتًا إلى أن استهداف السد له تداعيات سلبية على المستويات كافة.

ادعاءات غير قابلة للتصديق

يشير المقال المنشور، أمس الثلاثاء 6 يونيو 2023، إلى أن روسيا نفت مسؤوليتها عن حادث السد، واتهمت القصف الأوكراني في التسبب لما آل إليه أمر السد. غير أنه يستبعد هذا السيناريو، مضيفًا “هذه الادعاءات غير قابلة للتصديق”.

ويفسر محرر الشؤون الأوروبية ذلك بأنه ليس لدى أوكرانيا ما تكسبه من “فيضان كارثي”، لكنه يلفت إلى احتمال آخر، وهو أن يكون هيكل السد قد تضرر بالفعل جراء ضربات سابقة، وترك الروس الماء المختزن وراء السد يصل إلى مستويات عالية وغير معتادة، ما أدى لانهياره (الجزئي) في نهاية المطاف، ويلقي ذلك باللوم على موسكو.

عواقب وخيمة

يوضح المقال المنشور في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أن استهداف السد ليس من قبيل الحرب النفسية، بل سيكون له عواقب إنسانية وبيئية طويلة الأمد، فضلًا عن التداعيات العسكرية.

ويذكر بن هول أن توقيت وقوع الحادثة يأتي في اليوم التالي بعد أن كثفت القوات الأوكرانية هجماتها على طول خط الجبهة شرقًا. فيما يبدو كإرهاصات للهجوم المضاد، حتى لو لم تعلن كييف عن ذلك صراحةً لأسبابٍ معلومة.

الفيضانات كسلاح

أظهرت روسيا في السابق استعدادًا لاستغلال الفيضانات كـ”سلاح”، كما يزعم المقال، والذي يتابع: “كانت القوات الروسية قد وضعت متفجرات في السد الخريف الماضي، عندما أعاد الجيش الأوكراني السيطرة على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو “، متهمًا الروس بمهاجمة محطات لتوليد الطاقة الكهرومائية في محاولة لتدمير البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.

الانهيار الجزئي في السد الواقع على نهر دنيبرو

وأورد مزيدًا من الدلائل على ضلوع موسكو، فيذكر المقال أنه في سبتمبر الماضي أطلقت القوات الروسية 8 صواريخ كروز على سد مقام على نهر إينهوليتس، ما أدى لعرقلة تقدم القوات الأوكرانية في المنطقة.

الحد من خيارات كييف

من جانبها، زعمت الحكومة الأوكرانية، أمس الثلاثاء، أن تدمير السد ربما جاء لمنع قواتها من استخدام جزر نهر دينبرو كنقاط ارتكاز للهجوم على القوات الروسية في إقليم خيرسون، وفقًا للمقال.

ورغم أن هذه المنطقة ليس من المرجح أن تكون موضع الهجوم الأوكراني المضاد المرتقب، فإن تفجير السد يحد من خيارات كييف في شن هجمات أقل حجمًا جنوبي البلاد، بهدف الضغط على القوات الروسية وتشتيتها بينما تمضي عملياتها قدمًا في مناطق أخرى. وعلى الصعيد الإنساني، تتحمل الحكومة الأوكرانية عبء التعامل مع الكارثة، ما قد يعرقل جهودها لشن الهجوم.

رسالة من روسيا

يشير محرر الشؤون الأوروبية، بن هول، إلى أن تفجير السد قد يؤدي إلى تقليل إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم، الواقعة تحت السيطرة الروسية منذ عام 2014، مع ذلك لا يستبعد تورط موسكو “لأنها منشغلة حاليًّا بعرقلة الهجوم المضاد، بكل السبل المتاحة، ومهما كانت التكلفة”.

ختامًا، يرى هول أن تدمير السد يبعث برسالة مفادها أن موسكو ما زالت قادرة على المضي قدمًا في المعركة، وتصعيد الحرب، لافتًا إلى أن الروس يرغبون في أن تصدق أوكرانيا وحلفائها أنها ما زالت تملك العديد من الخيارات.

اقرأ أيضًا| هجوم أوكراني وشيك ضد روسيا.. أين تتجه الحرب؟

اقرأ أيضًا|نقل ميدان القتال.. ما هي أبعاد الهجوم على الأراضي الروسية؟

ربما يعجبك أيضا