كيف تخطط «نوراد» لصد صواريخ كروز الروسية؟

آية سيد
صواريخ كروز

يمتلك البنتاجون خططًا لصد صواريخ كروز في غضون سنوات قليلة، لكن القيادة المسؤولة عن ذلك تحتاج تكنولوجيات جديدة وتوجيهات محدثة من القيادات العليا.


يقلق المشرعون الأمريكيون من أن الولايات المتحدة قد لا تستطيع صد صواريخ كروز من النوع الذي تطلقه روسيا على أوكرانيا.

في هذا الشأن، أفاد تقرير لموقع ديفينس وان، في 25 يوليو 2022، بأن البنتاجون يمتلك خططًا لصد هذه الصواريخ في غضون سنوات قليلة، لكن القيادة المسؤولة عن ذلك تحتاج إلى تكنولوجيات جديدة وتوجيهات محدثة من القيادات العليا.

خطة «نوراد» لمواجهة صواريخ كروز

في لقاء مع المراسلين في منتدى أسبن للأمن الأسبوع الماضي، قال قائد القيادة الأمريكية الشمالية وقيادة الدفاع الجوى لأمريكا الشمالية “نوراد“، الجنرال جلين فانهيرك: “لدينا خطة للحماية من صواريخ كروز”، منوهًا بأن الخطة السرية تركز على 2025 وما بعدها وعلى خطة الدفاع عن الوطن.

وبحسب فانهيرك، يمنح جزء كبير من الخطة الأولوية للدفاع عن الأهداف التي من المرجح أن يستهدفها العدو بصواريخ كروز، مضيفًا: “لقد حللنا ما اعتقدنا أنه بنية تحتية أساسية سيتعين علينا الدفاع عنها. وعند وضعها على الخريطة، تجد 8 أو 10 منها على الأقل في مناطق رئيسة في أنحاء البلاد، والكثير منها على الساحل الشرقي”.

المنظومات الدفاعية المطلوبة

أشار إلى أن الدفاع المستقبلي سيحتاج إلى “منظومات دفاع واسعة النطاق، أو منظومات دفاع محدودة النطاق”. وسيشمل الدفاع “واسع النطاق” أشياء مثل التشويش، والاختراق، وغيرها من قدرات الحرب الإلكترونية، متابعًا: “بالنسبة إلى الدفاع محدود النطاق، يمكن أن تنشر نوراد طائرات مقاتلة أو تستخدم صواريخ كروز خاصتها لمهاجمة الصواريخ القادمة”.

وأضاف فانهيرك “لدينا قدرات دفاعية في منطقة العاصمة الوطنية بكندا ولديّ مقاتلي نوراد في حالة تأهب في قاعدة أندروز الجوية،” موضحًا أن هذا “جزء من خطة الدفاع عن الوطن”.

تحديات الدفاع عن أمريكا

نوه قائد القيادة الأمريكية الشمالية إلى أن الدفاع عن الولايات المتحدة من كل أنواع الصواريخ يزداد تعقيدًا، وأن نوراد تحتاج إلى أجهزة استشعار، وأجهزة رادار، وأدوات بيانات أفضل، والمزيد غيرها لرصد التهديدات المقبلة وتعقبها.

وقال إن التحدي أصبح يتمثل في “الوعي بالمجال المتعلق بصواريخ كروز”، مشيرًا إلى أنه في ظل تطوير صواريخ كروز بخصائص التخفي، تقل تغطية الرادار. وهكذا، تستطيع صواريخ كروز أن تتجاوز قدرات الرصد.

دور الذكاء الاصطناعي

في فاعلية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية منتصف يوليو الجاري، قال نائب مدير العمليات في نوراد، الجنرال بول موراي، إن نوراد تحتاج إلى أدوات ذكاء اصطناعي حديثة للمساعدة في تحديد كيفية التعامل مع التهديدات، مبينًا أنه بمجرد حصول نوراد على تلك القدرات، سيصبح التحدي الأكبر هو دمجها عالميًا.

وتابع: “نحتاج إلى إشراك الشركاء الآخرين في أي صراع”، موضحًا أنه توجد أشياء يستطيع أحد الشركاء مثل أستراليا أن يفعلها في الصراع المستقبلي من منظور الدفاع عن الوطن، والتي بدورها ستكمل ما تفعله الولايات المتحدة، والعكس صحيح.

تحديد نوع التهديدات

ذكر موراي أن البنتاجون يحتاج تحديد نوع التهديدات التي يجب على قيادته التعامل معها، مكملًا: “نحتاج إلى سياسة حول ما يجب الدفاع عنه، أي الأماكن التي نريد الدفاع عنها في الولايات المتحدة، ثم تحديد نوع التهديد الذي يواجهها، هل هي صواريخ كروز فرط صوتية، أم مسيرات صغيرة أو كبيرة، أم غيرها من التهديدات”.

وأوضح موراي أن ما تحتاجه الولايات المتحدة هو “التغيير الثقافي”، مردفًا: “نحتاج إلى فهم مشترك للتهديد، ومواطن ضعف وطننا، وأن الوطن لم يعد ملاذًا آمنًا”.

أهمية الردع

ذكر التقرير أن الأمر الأساس في خطط نوراد هو التأكد من أن يعلم الخصوم أن الولايات المتحدة تعمل لسد الثغرات في دفاعاتها ضد صواريخ كروز، وأن الهجوم على أرض الوطن ليس طريقًا سريعًا للانتصار أو الاستسلام.

وقال فانهيرك: “بصراحة، إذا كنت أسقط صواريخ كروز وصواريخ باليستية، هذا يعني أننا فشلنا في الردع ونحن لا نريد أن نصل إلى هذه النقطة.. وهذا هو محل تركيزنا”.

تهديد صواريخ كروز الروسية

على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية واستخدام روسيا لصواريخ كروز في قصف مدن أوكرانيا، أطلق الجنرال فانهيرك تحذيرات سابقة من التهديد الذي تشكله روسيا، وبحسب تقرير لمجلة “ساينتيفيك أمريكان“، كشفت الهجمات الروسية عن ثغرات في الدفاعات الجوية الأوكرانية وسلطت الضوء على وجود ثغرات مشابهة في الدفاعات الأمريكية.

في هذا السياق، قال فانهيرك عن تهديد صواريخ كروز: “التهديد قائم اليوم، لا سيما من روسيا”، محذرًا من أن التكنولوجيا الروسية الحالية تمكنها من مهاجمة أهداف أمريكية من داخل الأراضي الروسية أو من سفن قبالة السواحل الأمريكية، مشيرًا إلى أن المشكلة لا تقتصر على روسيا، وأنه في غضون 5 إلى 10 سنوات، “سنكون في وضع مشابه مع الصين.

ربما يعجبك أيضا