كيف تغلبت الصقور الأمريكية على الذئاب الصينية المقاتلة؟

أحمد ليثي
العلاقات الصينية الأمريكية

لدى الصين طموحات للسيطرة على تايوان وإضعاف التحالفات الأمريكية في آسيا، لكنها تتجنب إثارة أي أزمة عسكرية أو سياسية.


تزداد العلاقات الصينية الأمريكية سوءًا على مدار الأعوام الماضية، وتشهد هذا العام منافسة أكثر احتدامًا.

وعن هذا، كتب نائب رئيس تحرير مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، جيمس بالمر، أول من أمس الاثنين 19 ديسمبر 2022، أن بكين تمنت أن لو يتخلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن سياسات عهد سلفه دونالد ترامب، التي كانت تستهدف الصين.

العلاقات الأمريكية الصينية

العلاقات الأمريكية الصينية

إعاقة التقدم الصيني

قيّدت الإدارة الأمريكية مبيعات تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية  على صناعة أشباه الموصلات، لإعاقة قطاع التكنولوجيا الصينية والتقدم العسكري الحالي. وبموجب القواعد الجديدة، منعت الإدارة الأمريكية شركات بلادها من بيع رقائق معينة ضرورية لتطوير الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي.

وحسب التقرير الذي لخص فيه نائب رئيس تحرير “فورين بوليسي” 5 مقالات نشرتها المجلة من قبل، لا يزال الجيش الأمريكي يركز بشدة على الصين، ويواصل إعادة التجهيز لمعركة محتملة بالمحيط الهادئ. واعتبر بالمر أنها “عملية يرى البعض أنها جاءت بعد فوات الأوان، والبعض الآخر يجادل بأنها منحدر زلق لحرب غير ضرورية”.

الصين تهديد لأمريكا

في أحد المقال الـ5، بتقرير “فورين بوليسي“، أشار المحلل الأمريكي المهتم بالشأن الصيني، أندرو ناثان، إلى وجود اعتقاد قوي في واشنطن بأن الصين هي التهديد المهيمن في عشرينات القرن الحالي.

وقال ناثان إن الحرب الروسية الأوكرانية لم تصرف انتباه الولايات المتحدة عن تحجيم القوة الصينية، لكنه نوه بأنه قد يكون من الصعب معرفة طموحات الصين، التي دائمًا ما تكون غامضة.

ويرى ناثان أن التهديد الصيني محدود في نهاية المطاف، وعلى الرغم من أن لدى بكين طموحات للسيطرة على تايوان، وإضعاف نظام التحالف الأمريكي في آسيا، وسعيها للريادة في القرن الحادي والعشرين، تتجنب الصين إثارة أي أزمة عسكرية أو سياسية.

حاملة طائرات صينية

من المرجح أن يحدث صراع بين الولايات المتحدة والصين مستقبلًا، خاصة في البحر. وفي سياق تحليل نقاط القوة والضعف النسبية لكل قوة بحرية، يشير محللون عسكريون إلى أن الصين حصلت حصلت تدريجيًّا على عدد صغير من حاملات الطائرات، لكن البحرية الأمريكية لا تزال متفوقة في هذا النقطة.

وأشار المحلل الأسترالي سام روجيفين، إلى أن الصين أطلقت حاملة طائرات ثالثة في يونيو الماضي، لبناء قوة بحرية عندما تتراجع أمريكا عن هذه المنطقة من آسيا، تمكنها من إكراه جيرانها الأصغر عسكريًّا، وأضاف: “يمكن للدول الصغرى مجاراة الكبرى بالتركيز على الصواريخ المضادة للسفن والغواصات والألغام البحرية”.

الصين تتخلص من الدولار بهدوء

أكدت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا، المخاوف الصينية الحالية بشأن هيمنة قوة الدولار. وبعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، كان في الصين اعتقاد عميق بأن الوقت حان لتتبوأ عملتها مكانة كبيرة، وفقًا لتقرير جيمس بالمر.

ويجادل عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، تسونج يوان زوي ليو، بأن الصين أدركت قوة الدولار، وتركز جهودها على تعزيز قوتها الإقليمية بدلًا من تقوية عملتها المحلية، مشيرًا إلى أن البنوك الصينية الصغيرة منخرطة في النظام المالي العالمي القائم على الدولار.

صناعة فاشلة لأشباه الموصلات

حسب التقرير، فشلت الصين في دفع صناعة أشباه الموصلات على أراضيها، فاضطرت إلى الاعتماد على الموردين الأجانب، وبذلت الحكومة الأمريكية كل ما في وسعها لمنع محاولة الصين زيادة حصتها في صناعة أو مبيعات أشباه الرقائق.

من جهته، قال الباحث بمؤسسة “كارنيجي” للسلام الدولي، جون بيتمان، إن استراتيجية الحرب الشاملة لن تنفع أي طرف، لكن الولايات المتحدة تضع كل أوراقها على الطاولة، مشيرًا إلى أن “الرهان الأمريكي هو عرقلة الصين حتى لا تصبح نظيرًا اقتصاديًّا للولايات المتحدة”.

اجتماع الرئيسين

التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، الرئيس الصيني شي جين بينج، مرة واحدة منذ أن صار بايدن رئيسًا في 2020، وكان كلا الزعيمين مصرًّا على التوصل إلى حل وسط، على الرغم من أن كل أهداف الجانبين كانت مختلفة بنحو لافت للنظر.

وقال الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، سكوت كينيدي، إن فيروس كورونا والجغرافيا السياسية العدائية صعبت أي تقارب بين الصين والولايات المتحدة، خاصة أن بكين صارت معزولة عن العالم. لكن بعد السيطرة النسبية على انتشار الفيروس ونية البلدين التعامل معًا، قد يكون الأمل قائمًا.

ربما يعجبك أيضا