كيف تنجح مصر في الترويج للاقتصاد مع 2000 مؤسسة عالمية؟

خبراء يحددون أهم العوامل التي تتسلح بها حكومة مصر عند الترويج للاستثمار

محمود عبدالله

قال خبراء، إن نجاح الحملات الترويجية للحكومة المصرية، لجذب الاستثمارات، من الخطوات المهمة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية، لكن ذلك مرهون بأدوات أهمها مناخ ملاءم وجاذب للاستثمار، مع حل الأزمات التي يواجهها المستثمر سواء البيروقراطية أو غياب المحفزات الكافية التي توفرها الأسواق المنافسة.

وكان الدكتور محمد معيط وزير المالية المصري، قد أعلن أن وحدة علاقات المستثمرين بالوزارة، تُجرى حوارًا مفتوحًا على مدار العام مع نحو 2000 مؤسسة استثمارية حول العالم، وتصدر تقريرًا شهريًا موجزًا بمؤشرات الأداء الاقتصادي، ومعدلات الدين والعجز والفائض الأولي.

الاقتصاد المصري

أضاف “معيط”، أن هذا يوفر بيانات دقيقة محدثة للمستثمرين الأجانب عن الوضع الاقتصادي في مصر، بما في ذلك إعداد دليل مُبسط بالتيسيرات والمزايا والحوافز الضريبية للمستثمرين، والرد على كل المخاوف والمخاطر الاقتصادية المحتملة بأقصى دقة وسرعة ممكنة، وتبني المقترحات الجادة للمستثمرين الأجانب، وعرضها على مجلس الوزراء حتى تدخل حيز التنفيذ.

ومن جهته، قال هشام كمال عضو اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية بمصر، إن نجاح الحملات الترويجية الخارجية للحكومة، يكون مرهون بحل مختلف الأزمات التي يواجهها المستثمر سواء البيروقراطية أو عدم استقرار  سعر الصرف وهي الخطوة التي سعت إليها الحكومة خلال الفترة الماضية.

سعر صرف مرن

أضاف في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، أن حرص مصر على توفير سعر صرف مرن من أهم الخطوات التي تحركت فيها، لأنه على أساسها يبني المستثمرون تأثيرات ذلك على أنشطتهم، موضحًا أن الترويج للاستثمار ليس يسيرًا خاصة مع وجود أسواق مجاورة منافسة وتتسم بالاستقرار خلال الوقت الحالي، وهو ما يتطلب تركيزًا كبيرًا من جانب الحكومة عند الترويج.

وطالب “كمال” بضرورة أن تركز الحكومة على الشركات التي تهتم بالتصدير، لأن إقناعها للاستثمار في مصر ربما يكون أسهل، ويمكن أن تؤمن بالموقع الاستراتيجي وسهولة اختراق مختلف الأسواق الخارجية لبيع منتجاتها.

التقشف الأوروبي

أشار هشام كمال، إلى أنه ينبغي التركيز على عدد من الأسواق حاليًا، ومن أبرزها آسيا، خاصة في ظل التقشف الأوروبي نحو ضخ المزيد من الاستمارات في الخارج، ومن ثم فإن تمتع آسيا بمزيد من الموارد وشهيتها الاستثمارية من أهم العوامل التي تدفع إلى التوسع عالميًا خاصة الصين واليابان والهند.

ومن ناحيته، قال الدكتور مجدي شرارة عضو جمعية مستثمري العاشر من رمضان، إن مختلف الأسواق تعطي مزايا تغري المستثمرين وتحفزهم على الاستثمار، ومنها بلدان عربية أصبحت نموذجًا يٌحتذى به في جذب الاستثمارات المباشرة.

مقومات طبيعية

أضاف في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أنه لدى مصر مقومات طبيعية واقتصادية تؤهلها لتدفق الاستثمارات الأجنبية، لكن مناخ الاستثمار يواجه عقبات متعددة على مدار العقود الماضية وتأزمت بشدة خلال الآونة الأخيرة عندما احتدمت أزمة العملة، وينبغي على الحكومة الاجتهاد لمحو تلك الصورة خاصة أن البلاد سعت بقوة لحل أزمة العملة وحصلت على إشادات دولية من مؤسسات على رأسها صندوق النقد الدولي.

وأشار “شرارة” إلى أن الحكومة اتخذت إجراءات مهمة لتسهيل الاستثمار، منها تسريع الحصول على التراخيص وذلك بتفعيل الرخصة الذهبية للمشروعات، كما أن السوق المحلية لديها مقومات كثيرة ينبغي استغلالها بجانب تهيئة مناخ الاستثمار، مثل وفرة العنصر البشري المدرب وكذا العمالة الرخيصة مقارنة بالدول المجاورة، لكن يجب أن تدرك الحكومة أن المستثمر يبحث عن السوق التي تُدر عائدًا أكبر وتعزز من دوران رأس المال.

ربما يعجبك أيضا