«كيم جونج أون» يتخلى عن الوحدة مع كوريا الجنوبية.. هل يمهد لحرب نووية؟

شروق صبري
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون

 دعا رئيس كوريا الشمالية، إلى تفكيك النصب التذكاري "القذر" في بيونج يانج الذي يعزز الوحدة بين الكوريتين  فما هي دلادلة هذه الخطوة؟


في انفصال تاريخي عن سياسة استمرت عقودًا وسط تصاعد التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية، قررت كوريا الشمالية التخلي عن التزامها بالوحدة مع كوريا الجنوبية، المنصوص عليه في دستورها،

وقال الرئيس كيم جونج أون، لمجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية يوم 15 يناير 2024، إن كوريا الجنوبية هي “العدو الرئيس” لبلاده ولا ينبغي اعتبار مواطنيها بعد الآن “أبناء وطن” حيث أمر المسؤولين بإغلاق الوكالات الحكومية المخصصة للتوحيد بين الكوريتين والسياحة.

دولتان متحاربتان

نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن كيم قوله: “يجب الآن حذف عبارة “نصف الكرة الشمالي” و”وحدة سلمية مستقلة ووحدة وطنية عظيمة” من دستورنا”.

وأضاف: “الحقيقة هي أن العلاقة بين الشمال والجنوب لم تعد علاقة قرابة أو وئام، بل هي علاقة دولتين متعاديتين، علاقة كاملة بين طرفين متحاربين في خضم الحرب”، وذلك حسب ما أوردته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، اليوم الثلاثاء 16 يناير 2024.

تقسيم الكوريتين

قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية اليوم، إن شبه الجزيرة الكورية في نهاية الحرب العالمية الثانية انقسمت من خلال إنشاء نظام موالي للاتحاد السوفييتي في الشمال ونظام موالي للولايات المتحدة في الجنوب.

وحافظت الدولتان الكوريتان، اللتان لا تزالان في حالة حرب بعد هدنة عام 1953 والتي أوقفت الأعمال العدائية، على التزامهما الرسمي بإعادة التوحيد. ولكن في الشهر الماضي، أعلن كيم أن سياسة التوحيد التي ينتهجها نظامه منذ عقود من الزمن والتي تقوم على مبدأ “أمة واحدة، دولة واحدة، نظامان” لم تعد واقعية.

تناقض أيديولوجي صعب

قالت جيونج مين كيم، المحللة السياسية في خدمة المعلومات “إن كيه برو” ومقرها سيول، إن الزعيم الكوري الشمالي كان يحاول حل “تناقض أيديولوجي صعب” بين تهديدات نظامه المسلح نوويًا ضد كوريا الجنوبية وموقفه التاريخي المتمثل في أن البلدين سيتعاونان ففي النهاية يبقيان مواطنين، تم لم شملهما.

واتهم كيم الحكومات المتعاقبة في سيول بالسعي إلى “التوحيد في ظل الديمقراطية الليبرالية”، وقال إن بلاده يجب أن تستعد “لحدث عظيم لقمع أراضي كوريا الجنوبية بأكملها” في حالة الحرب.

هجوم نووي مستقبلي

حذر بعض المحللين من أن كيم يمكن أن يضع الأسس لهجوم نووي مستقبلي ضد كوريا الجنوبية. ففي تصريحاته هذا الأسبوع، أشار كيم إلى العقيدة النووية المعدلة لكوريا الشمالية، والتي تم تخفيفها في العام الماضي للسماح بضربات نووية استباقية في ظل مجموعة واسعة من السيناريوهات، بما في ذلك عندما تتعرض بلاده أو حكومته لهجوم من دولة غير نووية. وقال أمام مجلس الشعب: “لا نريد الحرب، ولكن ليس لدينا أي نية لتجنبها”.

وأشارت جيونج مين كيم إلى أن خطاب كيم تضمن عدة محاذير، بما في ذلك الإصرار على أن بلاده لن تبدأ حربًا في شبه الجزيرة الكورية. لكنها أضافت أن تركيزه على سلامة أراضي كوريا الشمالية يترك “مجالًا أكبر للاشتباكات الحدودية”.

مناورات الذخيرة

أجرت الكوريتان مناورات بالذخيرة الحية بالقرب من حدودهما البحرية المتنازع عليها في وقت سابق من هذا الشهر، بعد انهيار حزمة من إجراءات بناء الثقة المتفق عليها في عام 2018 للحد من التوترات العسكرية العام الماضي.

وقال كيم: “طالما رُسمت الحدود الجنوبية لبلادنا بشكل واضح، فلا يمكن لمس أي خط حدودي، بما في ذلك خط الحدود الشمالي غير القانوني، إذا هاجمت كوريا الجنوبية أراضينا البرية أو مجالنا الجوي الإقليمي أو مياهنا الإقليمية ولو بمقدار 0.001 ملم، فسيعتبر ذلك استفزازًا للحرب.

مناهضة للوطنية والتاريخية

أدان الرئيس الكوري الجنوبي المحافظ يون سوك يول، اليوم الثلاثاء، تصريحات كيم المعادية للوطن، وتوعد بمعاقبة كوريا الشمالية في حالة حدوث استفزاز عسكري.

وقالت جونج مين كيم إن التخلي عن هدف التوحيد سيكون له تداعيات على السياسة في كوريا الجنوبية، حيث سيتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية في أبريل.

وقالت: “لقد روج اليسار الكوري الجنوبي منذ فترة طويلة لسياسة المشاركة والتعاون مع كوريا الشمالية بهدف تحقيق شكل من أشكال إعادة التوحيد في المستقبل”، ولن يكون الحفاظ على هذا النهج أكثر صعوبة فحسب، بل إن التزام كوريا الجنوبية الدستوري بإعادة التوحيد في نهاية المطاف قد يصبح موضع تساؤل أيضًا”.

ربما يعجبك أيضا