لا يخدعك مظهرها الأنيق.. السجائر الإلكترونية تحمل سرا قاتلا

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

هجر بعض المدخنين سجائر التبغ التقليدية نحو تدخين السجائر الإلكترونية خوفاً من مخاطر الأولى ورائحتها التي تعلق باليدين والملابس، معتقدين أن سجائر البخار الإلكترونية أقل ضرراً على الصحة وتساعدهم في الإقلاع عن هذه العادة الضارة، لكن بعد سنوات من ظهور السجائر الإلكترونية أثبت الدراسات الحديثة علاقتها بإصابة المئات بأمراض في الرئة الأمر الذي أدي إلى الوفاة.

جيوب زيتية

كشفت اختبارات تجريها الولايات المتحدة على مئات أصيبوا بأمراض في الرئة تهدد حياتهم ومرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية عن شيء غريب، وهو وجود العديد من الجيوب الزيتية في رئة المرضى تسد الخلايا المسؤولة عن إزالة الشوائب في الرئتين.

وترغب الدكتورة “دانا ميني- ديلمان” التي تقود الاختبارات في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أتلانتا في كشف السبب وراء وجود تلك الجيوب الزيتية.

وستساعد الإجابة على هذا السؤال في معرفة ما إذا كانت هذه الخلايا تلعب دورا مهما في تفاقم الأمراض ذات الصلة بالتدخين الإلكتروني الذي أودى بحياة سبعة أشخاص وأصاب 530 بالمرض حتى الآن، وقد تكشف الإجابة أيضا عما إذا كان بعض هذه الحالات يحدث دون اكتشافه.

وقالت “ميني- ديلمان”: “نتطلع للشراكة مع أي مختبر يمكن أن يساعد في تحديد طبيعة تلك الزيوت”.

ما هي الأعراض؟

وشملت الأعراض التي أبلغ عنها المصابون الالتهاب الرئوي الحاد، ضيق التنفس، السعال، الحمى، الإجهاد، والفشل التنفسي. والنتيجة هي أن رئتيك تتوقفان عن العمل ويصبح التنفس صعبا.

واستخدم المصابون أدوات تدخين مختلفة، بدءا من أجهزة التبخير وحتى السجائر الإلكترونية الأصغر، ومجموعة متنوعة من العلامات التجارية المختلفة للسوائل واللفافات.

وفقا لمسح أجري في عام 2016، يوجد نحو 10 ملايين مدخن إلكتروني في الولايات المتحدة، وحوالي نصف هؤلاء تقل أعمارهم عن 35 عاما، حيث تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، وهم المستخدمون الأكثر انتظاما.

لذلك لم يكن مفاجئا، أن الكثير من الأشخاص المصابين، البالغ عددهم 450 شخصا، هم من الشباب بمتوسط عمر 19 عاما.

وجمعت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الآن أكثر من 120 عينة، لاختبار المواد الكيميائية المختلفة بها، بما في ذلك النيكوتين والقنب والمضافات والمبيدات الحشرية.

وفي بريطانيا، تنصح هيئة الصحة العامة في إنجلترا المدخنين الإلكترونيين بـ”باستخدام السوائل الإلكترونية، الخاضعة للقواعد والمواصفات البريطانية، وعدم المخاطرة بتدخين سوائل إلكترونية غير قانونية، أو مصنوعة دون ترخيص، أو إضافة أي مواد قد تكون ضارة”.

حوادث متكررة

العام الماضي نشرت المجلة الطبية البريطانية تقريرا عن امرأة دخلت المستشفى مصابة بسعال، وحمى وتعرق ليلي وفشل في التنفس، ووجد الأطباء أن سبب مشكلتها هو وجود الغليسيرين النباتي في سيجارتها الإلكترونية، لكنهم قالوا إنها رفضت التوقف عن التدخين الإلكتروني في ذلك الوقت.

وفضلا عن كونه مرتبطا بمشاكل الرئة، هناك تقارير أيضا عن انفجار أقلام تدخين في حوادث نادرة مميتة.

وفي وقت سابق من العام الجاري، توفي شاب يبلغ من العمر 24 عاما من ولاية تكساس، عندما انفجرت بطارية قلم التدخين الخاص به، وأخرجت شظايا من المعدن أصابته في وجهه ورقبته، ما أدى لقطع أحد شرايينه.

لكن القواعد المنظمة لأدوات التدخين الإلكتروني في بريطانيا أكثر صرامة، مع فحص سلامتها وجودتها، ما يعني انخفاض احتمال وقوع مثل تلك الحوادث.

الجمعية الطبية تحذر

في بيان لها، حثت الجمعية الطبية الأمريكية المواطنين على الكف عن تدخين أي نوع من أنواع السجائر الإلكترونية إلى أن تتوافر للعلماء معلومات أفضل عن سبب 450 حالة إصابة بأمراض الرئة ووفاة ما لا يقل عن خمسة أشخاص لأسباب تتعلق باستخدام هذه المنتجات.

ودعت الجمعية، وهي إحدى أكثر جماعات الأطباء نفوذا في البلاد، الأطباء إلى إبلاغ المرضى بأخطار السجائر الإلكترونية بما في ذلك المواد السامة والمسرطنة وإعلام الولايات أو سلطات الصحة المحلية سريعا بأي حالة اشتباه في أحد أمراض الرئة لسبب يتعلق بهذه السجائر.

وتأتي التوصيات بعد نصيحة وجهتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها للناس بالتفكير في عدم استخدام منتجات السجائر الإلكترونية إلى أن تتحرى سبب موجة من حالات الإصابة بأمراض الرئة المرتبطة بالتدخين الإلكتروني.

الهند تبدأ في الحظر

باتت الهند أول بلد في العالم يحظر السجائر الإلكترونية، تقول وزيرة المالية الهندية “نيرمال سيتارامان”: إن غرامات كبيرة أو عقوبة السجن لمدة تصل إلى عام واحد تنتظر كل من يصنع السجائر الإلكترونية أو يستوردها أو يصدرها أو يخزنها أو يبيعها.

وأضافت الوزيرة، إن حكومة بلادها اتخذت هذا القرار كرد فعل على الآثار الضارة التي تتركها لسجائر الإلكترونية على الشباب بشكل خاص، وأضافت: “لقد أصبح الأمر موضة أن يجرب الشباب هذه السجائر ومن ثم يدخنونها بانتظام”. وأوضحت الحكومة في تغريدة لها تويتر أنها تأمل في “تحسين مستوى الصحة العامة” بعد هذا الحظر.

جاء ذلك بعد أن فرضت كل من ولايتي نيويورك وميشيغان الأمريكيتين حظراً جزئياً على السجائر الإلكترونية، إذ لم يشمل سوى تلك التي تُستخدم فيها سوائل مُنكّهة، مستثنية تلك التي تحتوي على نكهتي المنثول أو التبغ.

ربما يعجبك أيضا