لبنان.. اللاجئون السوريون في مواجهة محاولات الابعاد

محمود سعيد

عملت بعض وسائل الإعلام اللبنانية على تحميل اللاجئين مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان


يعاني اللاجئون السوريون في لبنان ظروفًا معيشية صعبة، سواء داخل المخيمات أو خارجها، بسبب بسبب التضييق الأمني وتأخير استصدار الإقامات.

وكذلك من خلال الاعتقالات “التعسفية” والهجمات الإعلامية المستمرة عليهم من بعض السياسيين اللبنانيين والفضائيات اللبنانية التي وصل الأمر ببعضها لبث “فيديو كليبات” تهين اللاجئين السوريين في لبنان بشكل عنصري، وكل ذلك لإجبارهم على الخروج من لبنان.

اتفاق لإعادة اللاجئين السوريين

أعلن وزير المهجّرين اللبناني، عصام شرف الدين، الاتفاق مع الحكومة السورية على عودة النازحين، مشددًا على أن “عودة النازحين ستكون آمنة وكريمة”. ولفت في حديث مع إذاعة “صوت كل لبنان” المحلية إلى الاتفاق مع الدولة السورية أن تكون عودة النازحين على أساس جغرافي، وإنشاء مراكز إيواء ضمن قراهم ومناطقهم في سوريا”.

وخلال الفترة الماضية، تصاعدت تصريحات مسؤولين في الحكومة اللبنانية التي تهدد بترحيل وطرد اللاجئين السوريين، محملين إياهم ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، إلا أن هؤلاء، بحسب الكاتب السوري إبراهيم الهايل، “يتناسون في الوقت نفسه أن ميليشيا حزب الله هي من أفرغت القرى السورية، ودفعت سكانها إلى اللجوء، والبحث عن مكان آمن هربًا من المجازر”.

حملات على اللاجئين

سابقا عملت بعض وسائل الإعلام اللبنانية على تحميل اللاجئين مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان، مع العلم ان الاقتصاد اللبناني تلقى مساعدات دولية متعلقة باللاجئين بمليارات من الدولارات ولم تصل أكثرها إلى اللاجئين.

ويُقدر لبنان عدد السوريين اللاجئين على أراضيه من جراء الحرب المستمرة في بلادهم منذ العام 2011، بنحو 1.5 مليون لاجئ، في حين تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنهم أقل من مليون.

اللاجئون والحماية الإقليمية والدولية

قبل سنوات بدأ التخطيط الفعلي للتضييق على اللاجئين السوريين وإجبارهم على العودة القسرية إلى سوريا مع في ذلك من مخاطر تنتظرهم، وفي لبنان يتم التضييق عليهم في المخيمات واعتقل المئات منهم باتهامات مفبركة في ظل “حزب الله” على المشهد الأمني في لبنان.

لكن الضغوط الإقليمية والدولية على الحكومة اللبنانية في كل مرة كانت تمنع إعادة اللاجئين السوريين قسريًّا، وهو الأمر المرجح الآن أيضًا، والحكومة اللبنانية تدرك أنها لن تستطيع إعادة اللاجئين السوريين رغما عنهم، لكنها تبحث عن مساعدات مالية تحت يافطة دعم اللاجئين.

انتقادات

الدكتور المحامي طارق شندب رفض إجبار اللاجئين السوريين على العودة وقال إن: “الاعتداء على العمال واللاجئين السوريين في لبنان هو عمل عمل جرمي وعنصري”.

في سياق متصل، قال المحلل السياسي السوري بسام جعارة، “قبل أن يتفاوض وزير المهجرين في لبنان على إعادة النازحين السوريين عليه أن يعيد النازحين اللبنانيين من جبل لبنان، وأن يطلب من بشار إطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين في سوريا منذ أكثر من ربع قرن”.

شهادة رسمية لبنانية سابقة

في 2020م طالب وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين حينها معين المرعبي، بضغط دولي على نظام الأسد لوقف عمليات قتل وتجنيد اللاجئين العائدين إلى بلادهم، وتحدث عنها بالقول: “تعرض بعض العائدين لعمليات اختطاف وهذا ما أدى إلى رعب لدى اللاجئين”، وفقا لـ”الألمانية“.

كما وصف المرعبي ميليشيات “حزب الله” اللبنانية بـ”المحتلة” لـ”أراض ومدن وبلدات في سوريا”، وقال إن: “احتلالها هذا أدى إلى نزوح السوريين إلى الأراضي اللبنانية”.

تهجير ديمغرافي

أضاف الوزير اللبناني حينها: “إذا أردنا مساعدة السوريين للعودة ما علينا إلا أن نطلب من حزب الله والنظام السوري وكل الميليشيات التابعة لإيران الانسحاب حتى يتمكن السوري من العودة إلى بلاده”.

وأشار أن النظام يمنع عشرات الآلاف من العائلات السورية من العودة إلى قراهم ومدنهم من أجل تحقيق تغيير ديموغرافي، يقوم به بمساعدة الإيرانيين و ميليشيات “حزب الله” اللبنانية.

 

 

ربما يعجبك أيضا