لتحدي الصين.. الهند تتطلع إلى تعزيز قوتها البحرية

آية سيد
لتحدي الصين.. الهند تتطلع إلى تعزيز قوتها البحرية

تهدف الهند إلى امتلاك 175 سفينة حربية بحلول 2035، والتعاون مع فرنسا في مجال الغواصات.


تخطط الهند للشروع في تعزيز ضخم لقوتها البحرية، ردًا على القوة البحرية الصينية المتنامية في المحيط الهندي.

وحسب تقرير نشرته صحيفة آسيا تايمز، يوم أمس الاثنين 2 أكتوبر 2023، تهدف الهند إلى امتلاك 175 سفينة حربية بحلول 2035، والتعاون مع فرنسا في مجال الغواصات، لكن استراتيجيتها الشاملة قد تواجه عدة تحديات.

خطط طموحة

أفادت تقارير إعلامية، الشهر الماضي، أن رئيس أركان البحرية الهندية، الأدميرال آر هاري كومار، أعلن أن البحرية الهندية تخطط لطلب حاملة طائرات محلية الصنع على غرار «آي إن إس فيكرانت».

لتحدي الصين.. الهند تتطلع إلى تعزيز قوتها البحرية

حاملة الطائرات الهندية “آي إن إس فيكرانت”

وتضغط البحرية الهندية أيضًا من أجل الحصول على قدرات إضافية، مثل 3 غواصات تعمل بالطاقة النووية، و6 غواصات تقليدية، جميعها سيجري تصنيعها وفق رؤية رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، التي تنادي باعتماد الهند على نفسها.

ووفق آسيا تايمز، تشير التوقعات الحالية إلى أن أسطول البحرية  الهندية قد يصل إلى 155-160 سفينة حربية بنهاية 2023، بهدف الوصول إلى 175 سفينة حربية بحلول 2035. وستُعزز القدرات الأخرى، مثل الطائرات والمروحيات والمسيّرات، لضمان الوصول الاستراتيجي والمرونة.

اقرأ أيضًا| أول حاملة طائرات هندية محلية الصنع.. هل تنجح في مواكبة القدرات الصينية؟

تحديات خطيرة

لم تحصل البحرية الهندية بعد على موافقة مبدئية من الحكومة لبناء حاملة طائرات ثالثة، وهي خطوة أساسية، نظرًا لأن المشروع سيستغرق أكثر من 10 سنوات لإتمامه.

وأشارت آسيا تايمز إلى أن أول حاملة طائرات هندية محلية الصنع «آي إن إس فيكرانت»، مرت بعملية تطوير مطولة امتدت لأكثر من عقد، ما يشدد على التحديات المتعددة، التي تواجهها نيودلهي في الإنتاج المحلي للسفن الحربية المتطورة.

وتتمثل التحديات في غياب الدعم السياسي، وميزانيات البحث والتطوير الهزيلة، والقدرة التصنيعية غير الفاعلة، والإدارة السيئة للموارد البشرية، وأنظمة الشراء الضعيفة، والحمائية، والبيروقراطية المفرطة.

معضلة الهجوم والدفاع

تشير خطط نيودلهي لامتلاك حاملة ثالثة، لتنضم إلى «آي إن إس فيكرانت» و«آي إن إس فيكراماديتيا»، إلى استراتيجية بحرية أوسع ترتكز على 3 مجموعات قتالية، كل واحدة منها تتكون من حاملة طائرات وسفن مرافقة ودعم متعددة المهام.

لتحدي الصين.. الهند تتطلع إلى تعزيز قوتها البحرية

معلومات عن حاملة الطائرات “آي إن إس فيكرانت”

وهذه المجموعات القتالية ستتمتع بقدرات حربية مدمجة مضادة للطائرات والسطح والغواصات. لكن، حسب آسيا تايمز، قد تواجه الحاملات الصغيرة معضلة بين الهجوم والدفاع، بسبب عدد الطائرات المحدود.

وإذا خصصت الحاملات المزيد من الطائرات للهجوم، يزيد الخطر على المجموعة القتالية، أما إذا خصصت طائرات أكثر للدفاع، تنخفض قدراتها الهجومية. وإضافة إلى هذا، فإن حاملات الطائرات عرضة للصواريخ المضادة للسفن والغواصات.

تعاون فرنسي

قد تتطلع الهند إلى فرنسا كشريك في برنامجها للغواصات الهجومية النووية، لتضيف إلى قائمة المشروعات الدفاعية فائقة التكنولوجيا، التي تشمل الغواصات الهجومية التقليدية والطائرات المقاتلة.

وحسب تقرير لصحيفة ذا برنت الهندية، في يوليو الماضي، يبحث البلدان خططًا طموحة لتطوير 6 غواصات تعمل بالطاقة النووية، ولا تحمل أسلحة نووية، في إطار سعي باريس لتحسين تعاونها مع نيودلهي في مجال الغواصات.

وساعدت فرنسا الهند من قبل في بناء أسطول غواصاتها التقليدية. وفي يناير الماضي، أوردت آسيا تايمز أن فرنسا والهند اتفقتا على العمل على تكنولوجيا الدفع الهوائي المستقل، التي تساعد الغواصات التقليدية في البقاء تحت سطح الماء لعدة أسابيع، لتعزيز غواصات كالفاري الهندية.

اقرأ أيضًا| هل تنجح فرنسا في فك ارتباط الهند العسكري مع روسيا؟

الغواصات النووية

يتمثل هدف الهند في امتلاك 24 غواصة بحلول 2030، 18 منها تقليدية و6 تعمل بالطاقة النووية. وحاليًا، تمتلك الهند 16 غواصة، منهم غواصتي صواريخ باليستية، ولا تمتلك غواصات دفع هوائي مستقل.

وأضافت آسيا تايمز أن الهند تخطط كذلك لامتلاك 4 غواصات صواريخ باليستية من فئة “أريهانت”، ما يجعلها الدولة الوحيدة، بخلاف الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن، التي تمتلك هذا الرادع النووي.

المنافسة في المحيط الهندي

استشهدت آسيا تايمز بمقال للباحث، يوجيش جوشي، في موقع “وور أون ذا روكس” المعني بالشؤون الدفاعية، رجح فيه أن تنشر نيودلهي غواصات الصواريخ الباليستية في خليج البنغال، وبحر أندامان، وشمالي المحيط الهندي.

ولفت إلى أن الأسطول التقليدي القوي للبحرية الهندية والعمليات الحربية المضادة للغواصات ستمنع نشاط الغواصات الصينية في المنطقة.

إلا أن القدرات النووية الحالية للهند قد تثير ردًا متناسبًا من باكستان وتفشل في تقديم تهديد حقيقي لمخططي الدفاع الصينيين، ما يقوض غرضها الدفاعي. ووفق آسيا تايمز، نشرت باكستان المزيد من الأسلحة في البحر لحماية ترسانتها النووية الصغيرة من تهديد الضربة المضادة الهندية المحتملة.

المواجهة مع الصين

لتحدي الصين.. الهند تتطلع إلى تعزيز قوتها البحرية

مقاتلات صينية

بينما توسع الصين قدراتها البحرية سريعًا، التي من المتوقع أن تصل إلى 555 سفينة حربية في غضون الـ5 أو 6 أعوام المقبلة، تحاول الهند اتخاذ خطوات استباقية حتى لا تتخلف عنها.

ورغم ترسانة الهند النووية، فإن موقف الصين تجاه برامج التحديث الهندية يتسم بالتساهل النسبي، بدافع اعتقاد بكين القوي بأنها تستطيع البقاء متقدمة على الهند بـ10 سنوات في القدرات العسكرية التقليدية.

ويُعد الترابط الاقتصادي القوي بين البلدين دافعًا قويًا لعدم استخدام الأسلحة النووية. كما أن الصين تعتبر الترسانة النووية للهند رادعًا استراتيجيًا وليست للاستخدام التكتيكي، وفق آسيا تايمز.

ربما يعجبك أيضا