لرفع البلاء.. “الأخوة الإنسانية” توحد صوت الأديان من أجل إنقاذ العالم

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

وباء شرس انتشر كالنار في الهشيم، أصاب العالم بحالة من الهلع، راح ضحيته آلاف الموطنين، وخلّف ملايين من الإصابات، وقفت له الجيوش البيضاء بالمرصاد، ولا تزال تجاهد بكل ما أوتيت من قوة للخلاص منه لعودة الحياة الطبيعية من جديد.

وفي ظل ما تعانيه دول العالم وجيوشها البيضاء، من تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد19″، أطلقت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية نداءً عالميًا إلى جميع الناس، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ومعتقداتهم، لكي يتوجهوا إلى الله بالدعاء والصلاة والصوم وأعمال الخير، كل فرد في مكانه، وحسب دينه ومعتقده، من أجل أن يرفع الله هذا الوباء، ويزيح الغمة.

14 مايو.. نداء من أجل الإنسانية

انطلاقًا من السعي للوقوف والتصدي لهذا الوباء، وانطلاقًا من السعي لترسيخ قيم التعايش السلمي بين جميع الناس من مختلف الأديان والجنسيات، دعت “اللجنة العليا للأخوة الإنسانية” الناس من كافة الطوائف الدينية، على أن يكون يوم الخميس الموافق 14 مايو الجاري يومًا عالميًا للصلاة من أجل الإنسانية، مناشدة كافة القيادات الدينية وجموع الناس حول العالم بالاستجابة لهذا النداء الإنساني، والتوجه إلى الله عز وجل بصوت واحد، من أجل أن يحفظ البشرية ويوفقها لتجاوز هذه الجائحة، وأن يُعيد إليها الأمن والاستقرار والصحة والنماء؛ ليصبح عالمنا- بعد انقضاء هذه الجائحة- أكثر إنسانيةً وأخوة من أي وقت مضى.

كذلك وجهت الدعوة بالدعاء إلى الكوادر الطبية والعلماء كي يلهمهم الله اكتشاف دواء للقضاء على الجائحة، وأن يغيث العالم من التبعات الصحية والاقتصادية والإنسانية، جراء انتشار هذا الوباء الخطير.

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يدعمان المبادرة

شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أعلن دعمه للمبادرة، ورحب بتلبية دعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية من أجل الدعاء لرفع الوباء.

وقال الإمام الأكبر في بيان له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “أُرحب بالنداء الإنساني النبيل الذي أطلقته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بدعوة الناس حول العالم للصلاة والدعاء وفعل الخير من أجل أن يرفع الله جائحة كورونا عن أسرتنا البشرية”.

وأضاف: “أدعو الجميع إلى المشاركة في هذا النداء، والتضرع بصدق إلى الله تعالى ليرفع هذا البلاء عن البشر، وأن يُوفق الأطباء والعلماء في جهودهم للوصول إلى دواء ينهي هذه الجائحة”.

ومن جانبه رحب البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أيضًا بالدعوة قائلًا: “لقد قبلتُ اقتراح اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية بأن يتّحد مؤمنو جميع الديانات روحيًّا، في الرابع عشر من أيار مايو، في يوم صلاة وصوم من أجل الدعاء إلى الله لكي يساعد البشرية على تخطّي وباء الكورونا”.

وأضاف: “بما أن الصلاة هي قيمة عالمية، فأرحب بدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بأن يتحد المؤمنون من جميع الديانات روحيًا يوم 14 مايو، بالصلاة والصوم والأعمال الخيرية، وذلك للدعاء إلي الله أن يساعد البشرية في التغلب على جائحة الفيروس التاجي”.

وتابع البابا فرنسيس: “فلتتذكروا أنه في 14 مايو، سوف يتحد جميع المؤمنين معًا، مؤمنين ذوي ديانات مختلفة، للصلاة والصوم والقيام بأعمال خيرية”.

الإمارات ترحب.. ومحمد بن زايد: تضامن إنساني

رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة، بلتبية دعوة لجنة الأخوة الإنسانية في 14 مايو، وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في هذا الصدد بأن هذه الدعوة تضامن إنساني تتلاشي فيه الاختلافات.

وتابع ولي عهد أبوظبي: “دعواتنا والملايين حول العالم إلى الله تعالى لا تتوقف لرفع وباء كورونا، وعندما تتوحد بدعوة من لجنة الأخوة الإنسانية في 14 مايو، فإنها تجسد لحظة تضامن إنساني تتلاشى فيها الاختلافات في ظل تحدٍ لا يستثني أحدًا”.

وأضاف: “مهما كان جهدنا واجتهادنا فإننا في حاجة لتوفيق الله ورحمته ليزيل هذا الوباء”.

أبو مازن يدعو الفلسطينيين للمشاركة

وفي فلسطين أعلن الرئيس، محمود عباس أبو مازن، ترحيبه بالمبادرة، داعيًا جموع الشعب الفلسطيني بالمشاركة من أجل رفع الوباء، تحت عنوان “الصلاة من أجل الإنسانية”.

وقال الرئيس الفلسطيني عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “أرحب ومعي كل أبناء الشعب الفلسطيني، بمسلميه ومسيحييه وسامرييه، بدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، التي أعلنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، للصلاة والدعاء إلى الله العلي القدير أن يرفع عن الإنسانية بلاء فيروس كورونا”.

الرئيس الشيشاني.. حماس وتقدير

ومن جانبه عبر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، عن فرحته بتحديد اللجنة العليا للأخوة الإنسانية الرابع عشر من مايو، يومًا للصلاة والصوم والدعاء من أجل الإنسانية. 

وقال عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام”: “أصدقائي الأعزاء، في كل ليلة في جمهورية الشيشان في المسجد المركزي باسم أحمد حجي قديروف رحمه الله تعالى، كما تعلمون يقوم مفتي الجمهورية والأئمة والشخصيات الدينية المعروفة بالدعاء طالبين من الله تعالى أن يحمينا من الوباء وأن يشفي المرضى.. وفي كل مساجد الجمهورية يقرأ الأئمة القرآن الكريم ويدعون الله أن يخلصنا من هذا المرض الخطير”.

وتابع: “لذلك تلقينا بفرح وحماس كبيرين خبر تحديد اللجنة العليا للأخوة الإنسانية يوم الرابع عشر من مايو/ أيار يومَ الصلاة والصوم والدعاء من أجل الإنسانية”. 

View this post on Instagram

Дорогие друзья! Как вы знаете в Чеченской Республике каждый вечер в Центральной мечети имени Ахмата-Хаджи Кадырова муфтий ЧР @dumchr, имамы, известные религиозные деятели взывают к Всевышнему Аллаху о защите от эпидемии, исцелении больных. Во всех мечетях республики имамы читают священный Коран и молят Всевышнего о спасении от этой чудовищной болезни. Поэтому мы с большой радостью и воодушевлением восприняли новость об объявлении Верховным комитетом человеческого братства 14 мая Днем молитвы, поста и мольбы за человечество. ⠀ Мы выражаем благодарность Верховному комитету человеческого братства, а также Шейху исламского университета �Аль-Азхар� @officialazhareg Ахмаду Аль-Тайибу и Папе Римскому Франциску @franciscus за участие в этой инициативе. Мы с огромной радостью поддерживаем её. Уверен, что в этот день люди разных континентов, представители разных конфессий все вместе обратятся к Всевышнему. Мы попросим Творца помочь нам преодолеть пандемию и принесённый ею кризис. Только сплотившись и преодолев разногласия, раздирающие нас, мы сможем надеяться на то, что Всевышний смилуется над нами. Уничтожив пандемию, мы станем чище, разумнее, человечнее и сильнее. Аллаху Акбар! #Кадыров #ЧР #Россия #Коронавирус #Молитва

A post shared by Kadyrov_95 (@kadyrov._95) on

واستكمل: “نتوجه بالشكر إلى اللجنة العليا للأخوة الإنسانية وإلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب والبابا فرنسيس على مشاركتهما في هذه المبادرة، ونحن نؤيدها بكل سرور”.

وأضاف: “وأنا واثق من أن الناس سيتوجهون معًا في هذا اليوم من مختلف القارات والديانات بالدعاء إلى الله تعالى”.

واختتم قائلًا: “سنطلب من الخالق العون في التخلص من هذا الوباء والأزمة التي وقعنا فيها بسببها، فمن خلال توحيد المواقف والتخلص من الخلافات التي تمزقنا سنأمل أن يرحمنا الله تعالى، ومن خلال قضائنا على هذا الوباء سنصبح أطهر وأعقل وأكثر إنسانية وقوة.. الله أكبر”.

لبنان.. الحريري يعلن انضمامه

وفي لبنان، أعلن سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق، عن انضمامه للمبادرة من أجل الدعاء إلى الله كي يساعد البشرية في التغلب على الجائحة.

وقال الحريري في تدوينة له، عبر صفحته الرسمية بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”: “أضم صوتي إلى صوت سماحة إمام الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس، لتلبية نداء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية للدعاء و الصلاة من أجل الإنسانية يوم الخميس 14 مايو، كي يعين الله سبحانه وتعالى البشرية جمعاء على مواجهة جائحة داء كورونا ١٩، والله دائمًا سميع مجيب”.



الكنيسة الأسقفية.. وبطريرك الأقباط الكاثوليك

في مصر، أعلنت الكنيسة الأسقفية، في بيان لها، مشاركتها في المبادرة، حيث قال المطران منير حنا: “نشكر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان؛ على دعوتهما للمشاركة في يوم الصلاة 14 مايو الجاري؛ ونحن كنيسة نرحب بيوم الصلاة؛ والهدف من الصلاة والصوم هو أن يتدخل الله القدير لكى يرفع الوباء عن العالم”.

وأضاف: “نحن نرفع قلوبنا ونصلي ونثق في وعود الله أن يستجيب للصلاة عندما نرفع قلوبنا إليه؛ ونحن نطلب مجد الله ونطلب منه أن يتدخل في إيقاف هذا الوباء الجائح”.

كذلك دعا الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، أبناء الكنيسة في مصر إلى تخصيص يوم 14 مايو ليكون يوم صلاة وصوم لرفع الوباء العالمي لفيروس كورونا المستجد.

وقال البابا: “أن الدعوة تأتي تضامنًا مع توصية قداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، ورسالة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية”.

وأوصى أتباع الكنيسة في مصر إلى “الدعاء إلى الله أن يلهم العلماء لاكتشاف الدواء المناسب ليقضي عليه، وأن ينقذ العالم من التبعات الصحية والاقتصادية والإنسانية جراء انتشار هذا الوباء الخطير وتقدم كل القداسات في هذا اليوم على هذه النية الخاصة، ولأجل شفاء كل المرضى”.

الأمين العام للأمم المتحدة.. وتأييد الدعوة

أنطونيو غوتيريش، الأمين العالم للأمم المتحدة، دعم هو الآخر دعوة اللجنة العليا لتحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية للصلاة من أجل الإنسانية في 14 مايو.

وقال غوتيريش، عبر تغريدة له على صفحته الرسمية، بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”: “في الأوقات الصعبة، يجب أن نقف معًا من أجل السلام والإنسانية والتضامن”.

وتابع: “أنضم إلى قداسة البابا فرنسيس، وإمام الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب، في دعمهما للصلاة من أجل الإنسانية في 14 مايو، لحظة للتفكير والأمل والإيمان”.

ربما يعجبك أيضا