لماذا تراجعت الشركات البريطانية عن استثماراتها في الصين؟

هل تباطؤ الاقتصاد الصيني أثر على الاستثمارات البريطانية؟

شروق صبري
الاستثمارات البريطانية فى الصين

تشعر 60 % من الشركات البريطانية أن تباطؤ الاقتصاد الصيني يمثل تحديا أكبر لاستثماراتها في العملاق الآسيوي فهل ستستمر أم لا؟


أظهرت دراسة حديثة، أن الشركات البريطانية في الصين تؤجل اتخاذ قرارات الاستثمار بسبب التوقعات الاقتصادية القاتمة وعدم اليقين الجيوسياسي بالبلاد.

وتم رصد هذا التشاؤم في أول مسح سنوي أجرته غرفة التجارة البريطانية في الصين بعد خروج البلاد من الضوابط الصارمة للجائحة، ما يسلط الضوء على الرياح المعاكسة المستمرة التي تواجه الاقتصاد الصيني بما يتجاوز الاضطرابات الناجمة عن قيود (كوفيد – 19).

تعافي اقتصادي متعثر

وفق غرفة التجارة البريطانية في الصين، فإنه رغم تخفيف القيود الصارمة المفروضة لمكافحة (كوفيد-19) وحتى أواخر العام الماضي، لم تزد الشركات البريطانية استثماراتها في الصين.

وقالت وكالة أنباء رويترز، اليوم الثلاثاء 12 ديسمبر 2023، إنه بينما تنحسر “ذروة التشاؤم” المسجلة خلال فترة الوباء، فإن الشركات البريطانية تؤخر أي استثمارات جديدة في الصين وسط تعافي اقتصادي متعثر، كما أنها تقلل من أهمية ثاني أكبر اقتصاد في العالم بالنسبة لعملياتها العالمية.

قيود صينية

كان المستثمرون الأجانب غاضبين من الصين خلال معظم هذا العام بسبب عدة عوامل مثل التعافي الأضعف من المتوقع بعد الوباء، وسلسلة من مداهمات المكاتب من السلطات الصينية، فضلًا عن الحكومات المحلية التي تعاني من ضائقة مالية والتي تقدم حوافز استثمار أقل وعوائد استثمار أعلى.

وقال رئيس الغرفة التجارية البريطانية بالصين، جوليان فيشر: “في السنوات السابقة، كانت 80% من الشركات تستثمر بشكل أكبر بسبب إمكانات السوق، لكن يبدو أننا ندخل الآن مرحلة مختلفة عما كان في السابق”.

نتائج غير مبشرة

كشفت النتائج التي توصلت إليها الغرفة، عن أنه بناءً على آراء أعضاء الغرفة، خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين، فإن 60% من الشركات شعرت أن ممارسة الأعمال التجارية في الصين أصبحت أكثر صعوبة خلال العام الماضي، إذ ألقت 78% من هذه الشركات اللوم على العوامل الاقتصادية.

لذلك فإن الشركات البريطانية في الصين تتحرك بشكل فعال، إذ أخرت القرارات الرئيسة حول الاستثمار ودخول السوق مجددًا، لأن أكثر من نصف الشركات البريطانية وجدت أن الجغرافيا السياسية تزيد من صعوبة العمل في الصين، في حين أن 43% من الشركات كانت تعاني من مشكلات تنظيمية مثل الحصول على التراخيص.

الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين

من ناحية أخرى، تباطأ الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين بشكل كبير منذ أن تخلت البلاد عن قيودها الصارمة المرتبطة بكوفيد-19 في أواخر العام الماضي، ما دفع البلاد إلى تسجيل أول عجز ربع سنوي على الإطلاق في الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر، ما يشير إلى ضغط تدفق رأس المال إلى الخارج.

وقالت الغرفة إنه في حين أن الشركات البريطانية تشهد عودة بطيئة، فإن الاتجاه الذي تقلل فيه الشركات من أهمية الصين لعملياتها العالمية “يبدو أنه يستقر”.

قيمة التجارة بين المملكة المتحدة والصين

أدرج ما يقل قليلًا عن نصف الشركات التي شملتها الدراسة، الصين باعتبارها “أولوية متوسطة” أو “أولوية منخفضة”، مع تسجيل 40% فقط من الشركات لها على أنها “أولوية عالية”. وبالمقارنة، رأت 59% من الشركات أن الصين “تمثل أولوية قصوى” خلال الفترة 2021-2022.

وبلغت قيمة التجارة بين المملكة المتحدة والصين 111 مليار جنيه إسترليني (140 مليار دولار) العام الماضي، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطني البريطاني، ما يجعل الصين رابع أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة.

ربما يعجبك أيضا