لماذا تواصل مسؤولون روس مع المخابرات الأمريكية؟

محمد النحاس

حملة إقناع الروس التي تشنها وكالة المخابرات المركزية "سي إي إيه" للتعاون مع واشنطن قد أثمرت بالفعل.


تحاول وكالة الاستخبارات الأمريكية إقناع المسؤولين الروس الساخطين من الحرب في أوكرانيا والرافضين لها، بعدة وسائل، التعاون معها.

وفي إطار هذه المساعي، أصدرت الوكالة هذا الأسبوع مقطعًا مرئيًّا مترجمًا للروسية بثته على موقعي تليجرام وتويتر، يحث المسؤولين الروس على التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك وفقًا لما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

نجاح الجهود الأمريكية

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن حملة إقناع المسؤولين الروس التي تشنها وكالة المخابرات المركزية “سي إي إيه” للتعاون مع واشنطن قد أثمرت بالفعل.

وتستخدم وكالات الاستخبارات الأمريكية منصات التواصل الاجتماعي لتشجيع الروس الرافضين للحرب في أوكرانيا على الاتصال بهذه الوكالات، ويقولون إنهم يقدمون قنوات آمنة للقيام بذلك، وفقًا لما أورد تقرير الصحيفة الأمريكية المنشور أمس الثلاثاء 16 مايو 2023.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول أنّ بعض المسؤولين الروس تواصلوا بالفعل مع وكالات الاستخبارات الأمريكية، ورفضت المصادر الاستخبارية الأمريكية الكشف عن أعدادهم أو مراكزهم أو طبيعة المعلومات التي يمدون دوائر الاستخبارات في واشنطن بها.

هدف واضح وصريح

بحسب وول ستريت جورنال، فرّ منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ما يقدر بـ500 ألف روسي إلى خارج البلاد بسبب تبعات الحرب ويجعل ذلك من السهل على وكالات الاستخبارات الأمريكية التواصل معهم.

وليس سرًا بطبيعة الحال أن واشنطن تسعى لاجتذاب الروس للتعاون معها، كما أن المسؤولين الأمريكيين قد يعلنون ذلك صراحةً، ففي نوفمبر الماضي قال نائب مدير العمليات في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ديفيد مارلو: “إننا نبحث في جميع أنحاء العالم عن الروس الراغبين في التعاون معنا والرافضين للحرب في أوكرانيا”.

دعوة للتعاون مع واشنطن

بثت “سي آي إيه” مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي لمشهد تمثيلي خاص بمسؤول روسي يسعى للتواصل مع وكالات الاستخبارات الأمريكية، وقال الضابط المتقاعد من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، دانييل هوفمان، إن هذا نهج “محترم”، موضحًا أنه “مصمم للأشخاص الموجودين على الحياد”.

وأشار هوفمان إلى أن وكالة المخابرات المركزية أصدرت الفيديو في الفترة التي تسبق هجوم مضاد أوكراني كبير متوقع ضد القوات الروسية، والذي حال نجاحه قد يثير قلق الروس، مضيفًا في حديثه عن الروس: “أنت بحاجة إلى أن تكون على استعداد للرحيل حال حدوث ذلك”.

الإطاحة ببوتين

بحسب مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية، فإن مقطع الفيديو “صُمم على نحو لا يدعو للثورة ضد نظام الكرملين، أو زعزعة استقرار روسيا”، وعادةً ما يتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أن “الغرب يهدف إلى الإطاحة به، وتدمير روسيا”، في حين تشدد واشنطن على أن هدفها الرئيس من مساعدة أوكرانيا صد ما تسميه “الغزو الروسي غير المبرر”، كما أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يشدد على أن مساعدة بلاده لكييف ستتوقف “حال انسحبت روسيا من أراضي أوكرانيا”.

وتأمل واشنطن من خلال هذه الجهود إلى أن يقدم الروس معلومات عن مواضيع مثل الاقتصاد الروسي والسياسة الخارجية والأنشطة الإلكترونية والقيادة العليا في روسيا على سبيل المثال، وذلك وفقًا للمصدر الاستخباري الذي تنقل عنه الصحيفة الأمريكية، وقال هوفمان إنه لو نجحت هذه الجهود في تحقيق تعاون شخص واحد فحسب، فهذا أمر رائع.

لماذا تفقد الاستخبارات الأمريكية تفوقها أمام روسيا والصين؟

ما دور المخابرات الأمريكية في الحرب الروسية الأوكرانية؟

ربما يعجبك أيضا