لماذا قد ترفض روسيا والصين الطلب الأمريكي بتمديد حظر تسليح إيران؟

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

فرض مجلس الأمن الدولي حظرًا على مبيعات الأسلحة من وإلى إيران في عامي 2006 و2007، وبعد توقيع الاتفاق النووي، تقرر رفع هذا الحظر في 18 أكتوبر 2020، بعد أن يؤكد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلمية برنامج إيران النووي.

وهو أمر تقلق منه الإدارة الأمريكية؛ ففي أكتوبر/ تشرين الأول المقبل 2020 تنتهي القيود المفروضة على إيران بموجب القرار 2231، الذي يتضمن إلغاء قيد حظر بيع الأسلحة لإيران.

وقد عبر وزير الخارجية الأمريكي عن هذا القلق لدى واشنطن، بمطالبته لمجلس الأمن الدولي، تمديد حظر التسليح على إيران، قائلًا: “على مجلس الأمن تمديد الحظر قبل تصاعد عنف إيران وبدء سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط”. ومضيقًا: “في العام الماضي، أطلقت صواريخ بالستية على جيرانها، وزرعت ألغامًا في ناقلات النفط واحتجزتها، وهرّبت الأسلحة إلى مناطق النزاع، وأسقطت طائرة ركاب مدنية.. علينا تحمل مسؤولية خطورة أن تقوم إيران بشراء أسلحة أكثر تقدمًا وأن تنقل معداتها الحربية إلى جهات غير مسؤولة”.

رد إيراني

وقد رد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، تخت روانتشي، بقوله: “هذه الخطوة هي محاولة لتحويل الانتباه عن استمرار الإرهاب الاقتصادي الأمريكي ضد الشعب الإيراني.

وحسب وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، فقد أضاف: “هذه المرة تحث الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي على انتهاك قرار أصدره مجلس الأمن بنفسه، وهو القرار رقم 2231 ومواصلة الحظر على استيراد الأسلحة المفروض على إيران، لكن أمريكا لن تنجح في إقناع الآخرين بانتهاك القانون الدولي أبدا”.

رهان على روسيا والصين

تراهن واشنطن على مساندة الأوروبيين لها، لمنع حصول إيران على قرار رفع الحظر، والضغط على مجلس الأمن لتمديد الحظر على إيران. وتراهن كذلك، على اتخاذ روسيا والصين موقف معارض لإيران في مجلس الأمن.

وفق التصريحات الروسية سابقًا، فالموقف الروسي لا يوحي بأنه سيستجيب للرغبة الأمريكية في هذا الشأن فقد صدر بيان عن الخارجية الروسية في 3 مارس/ آذار الماضي أشار إلى أنه: “لقد قيل في الكونجرس إن الولايات المتحدة ستحاول إقناع روسيا والصين بعدم استخدام حق النقض ضد مشروع قرار مجلس الأمن الدولي بشأن تمديد حظر الأسلحة على إيران، لكن لا فائدة من إثارة هذه المسألة في مجلس الأمن”.

من الواضح، أن الرهان على روسيا والصين سيكون صعبا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، في ظل صفقات السلاح المبرمة بين هذين البلدين مع إيران. فالعديد من التقارير تتحدث عن صفقات أسلحة، حيث الصين وروسيا اقترحتا بيع طائرات مقاتلة ثقيلة متعددة الأغراض مثل Su-35 من موسكو وطائرات مقاتلة من بكين، عندما ينتهي حظر الأسلحة في أكتوبر/ تشرين الأول القادم. حيث تحتاج إيران إلى تحديث أسطولها الجوي المتقادم لتعزيز استعدادها القتالي المضاد للطائرات.

كما كشفت تقارير أمريكية، عن سعي إيران لامتلاك أنظمة دفاعية متطورة من روسيا. وأشارت معلومات إلى وجود تعاون إيراني مع شركة “روس أبارون” الروسية للتصنيع العسكري لإنجاز صفقة أسلحة دفاعية وهجومية كبيرة.

وفي العام 2016، حذر معهد واشنطن الأمريكي، من تقارب إيراني مع الصين؛ لشراء معدات وأسلحة صينية لتطوير أسطول إيران الجوي والبحري.

سيكون من الصعب إقناع روسيا والصين بتمرير قرار مد حظر التسليح على إيران، داخل مجلس الأمن؛ إلا إذا استطاعت الولايات المتحدة تقديم مكاسب أكبر لهذين البلدين. أو مارست الضغط عليهما من خلال العقوبات أو خسارة مصالحهما في إقليم إيران؛ خاصة أن تعاظم إيران العسكري يهدد أمن دول جوارها في منطقة الخليج والشرق الأوسط. كما أن تعاون إيران مع الصين في تعزيز القدرات البحرية؛ سيوسع قدراتها في الوصول إلى الجهة الغربية من المحيط الأطلسي، وهو ما يوسع مدى التهديدات الإيرانية.

ربما يعجبك أيضا