لماذا يصر الحوثيون على اللعب بتحريك من أصابع إيران

يوسف بنده

رؤية

الأربعاء الماضي، كشف عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس، باسم نعيم عن أن الحركة تجري اتصالات مباشرة وعبر وسطاء مع السعودية لإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين وجهت لهم المملكة اتهامات بدعم كيانات إرهابية. وتوقع نعيم أن يتم إغلاق ملف هؤلاء المعتقلين بالسعودية قبل حلول شهر رمضان المقبل.

وعلى مدار أيام والإعلام الإيراني الذي تديره مؤسسة المرشد الأعلى والحرس الثوري الإيراني، يتناول قضية الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية.

وفي محاولة من إيران لمنح حلفائها في اليمن، الحوثيين، موقع القوى الفاعلة في المنطقة؛ أعلن عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة “أنصار الله”، مبادرة لإطلاق سراح خمسة أسرى سعوديين، مقابل إفراج المملكة عن معتقلين فلسطينيين لديها يتبعون لحركة “حماس”.

وفي حين أن واقع الأمر، هو أن الحوثيين لا يتخطى موقعهم واقع الجماعة الدينية والسياسية محدودة الحيز الجغرافي والقوة البشرية، ولا يكتسبون قوتهم إلا من التحالفات القبلية والسياسية داخل اليمن، تحت مسمى أنصار الله. يأتي العرض الحوثي ليكشف عن أصابع إيران التي تحرك المشهد السياسي في اليمن وفق مصالحها. وكذلك كان رد حماس التي أعربت حركة “حماس” عن شكرها لمبادرة الحوثي؛ ليكشف عن وقوف إيران وراء هذه الدعوة.

فلم يكن الاهتمام الإعلامي الإيراني بملف الفلسطينيين في السجون السعودية، قبل دعوة الحوثي اعتباطيا، ولم تكن دعوة حليف إيران وممثل مليشياتها في اليمن اعتباطيا أيضا؛ فالأمر يكشف عن تنسيق حاولت إيران من خلاله اظهار نفوذها وإدارتها لقرار الحوثيين وكذلك حركة حماس.

ومن جانب آخر، تشهد العلاقة بين حماس والسعودية حالة قطيعة جراء سياسات الحركة الفلسطينية وارتباطاتها الوثيقة بمحورين في المنطقة، المحور الإيراني أو ما يسمى بـ”محور الممانعة” والمحور القطري التركي الذي يعدّ تنظيم الإخوان المسلمين -المنبثقة عنه الحركة الفلسطينية- جزءا أصيلا منه، وكلا المحورين يكنّان عداء شديدا للرياض.

وتلقى سياسات حماس رفضا واسعا في الداخل الفلسطيني وللفلسطينيين أنفسهم خاصة وأنها تتقاطع مع مصالح الشعب الفلسطيني ولا تخدم سوى مصالح الحركة العائمة في فلك تيارات الإسلام السياسي والمحاور التي تدعمها.

دعاية للتعبئة

حسب وكالة الأناضول، يقول الصحفي اليمني يوسف عجلان: إن “الحوثيين لن يكونوا في يوم من الأيام مناصرين للقضية الفلسطينية، فهم أغلقوا مكاتب حركة حماس في العاصمة صنعاء، واستولوا على الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية، واعتقلوا موظفيها”.

ويضيف عجلان، أن “ما يقوم به الحوثي مجرد خطوة تحمل أبعادا سياسية ودعائية مفضوحة (..) الحوثيون يحاولون إيهام اليمنيين أنهم يدعمون القضية الفلسطينية، للحصول على مكاسب توظف للدفع بمزيد من المقاتلين إلى الجبهات بحجة مقاتلة من يسميهم بالعدوان المدعوم أمريكيا وإسرائيليا”.

من جانبه، يرى المحلل السياسي محمد الأحمدي، في حديثه للأناضول، أنه “منذ إعلان الحوثيين عن أنفسهم مطلع الألفية الجديدة، عمدت الجماعة لتسويق أفكارها عبر المتاجرة بالقضايا الأساسية والعادلة لليمنيين، من بينها القضية الفلسطينية”.

ويعتقد الأحمدي، أن “المبادرة الحوثية دليل آخر على فشل الجماعة في إثبات جديتها لتحقيق السلام في البلاد ووضع حد للمأساة اليمنية، وتكشف أن اليمنيين وحياتهم وحقوقهم هو آخر ما تفكر فيه الجماعة”.

هذا، وقد وصفت الحكومة اليمنية السبت مبادرة جماعة الحوثي، لتبادل الأسرى بـ”المتاجرة والمزايدة الرخيصة”. جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني السبت، عبر حسابه على موقع تويتر”.

وأضاف أن “ترحيب حركة حماس بالمبادرة استفزاز لمشاعر اليمنيين، وتأكيد على انخراطها في العمل كأداة للمشروع الإيراني”.

ووصف الوزير اليمني المشروع الإيراني بأنه “يستخدم القضية الفلسطينية كشعار لتمرير مخططاته التوسعية في المنطقة”.

وتابع: “عرض الحوثي متاجرة تدحضها ممارسات مليشياته الإرهابية على الأرض، من قتل لآلاف اليمنيين، واختطاف وتعذيب لعشرات الآلاف، وتدمير للمنازل والمساجد، وإغلاق جمعية الأقصى (يمنية معنية بدعم القضية الفلسطينية).

ربما يعجبك أيضا